غازي قاسم يكتب الشعر بقلم الوردة والشمس..!
تاريخ النشر: 27/09/17 | 9:23غازي قاسم صديقي ورفيقي الجميل القادم من ربى عارة ومن اعالي جبال الخطاف، علاقتي به قديمة، فهو زميل من ايام الدراسة الثانوية في كفر قرع . اعرفه مناضلاً وناشطاً في صفوف الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية ، وكم التقينا معاً في خنادق النضال وساحات الكفاح حين كان للنضال والكفاح معنى .
عرفته بكتاباته السياسية التقدمية النيرة في ” الاتحاد ” و” الغد” المحتجبة ، ولكنه فاجأني بكتابته الشعرية الابداعية . فشيطان الشعر والوحي داهمه في جيل متأخر ، وبعد ان وخط الشيب رأسه فاضت روحه بما هو جميل ورائع.
انه يكتب الشعر بقلم الوردة والبحر والشمس ، باحساس مرهف ، ولغة رقيقة ، ومن خلال صور شعرية جديدة ووصف بديع، وكلماته تهز المشاعر وتدغدغ المشاعر وتعانق الوجدان . وهذا هو الشعر الصادق الذي يتغلغل في عمق القلب .
ويمكن القول انه شاعر الرهافة والحب بلا منازع من بين مجايليه.
غازي قاسم منحاز للانسان الكادح المسحوق الذي يئن تحت لسعات الشمس الحارقة ، ويسطر بدمه وعرقه الغد الأفضل الأجمل .
انه ينتصر للطبقة العاملة الكادحة ، التي تعاني القهر والظلم والاستغلال ، مؤمناً بانتصار ثورتها الطبقية الآتية- كما بشرنا بها آباء الماركسية.
غازي قاسم شاعر مناضل ، ملتزم سياسياً ، واضح في حبه وكدحه، وقصائده تشكل بصمات في محراب الشعر الوجداني الانساني الشفيف.
وهو يتصيد الكلمة كصياد ماهر ، يقطفهامن بساتين ورياض الحب وعطر الورد ، ومن تغريد العنادل ورقصة الفراشات في الحقول ، ومن دمعة ام شهيد .
والشعر عنده هو هذا التجلي فيه من الأرض والسماء والنجوم ، من الحياة، من الانسان ، من المحبة والحرية والجمال ، ومن غضب الثائرين ، وقبضات العمال التي تعانق الفرح والنور .
غازي قاسم كتبت فاجدت التعبير والوصف ، واصل البوح فنبضك فيه الدفء والصدق كروحك الانسانية، التي تهتف للحب والعشق والجمال،وللوطن والثورة الحمراء .
نموذج من شعر : غازي القاسم
تَكَّحَل ليّليِ بِحُروفِكِ
والغُيومُ فِي عَينِ القَصيدةِ
تَزَنَرَّت بُقَوْسِ قُزَحٍ
وَمْضَةٌ مِن نُقاطِ الصَمْتْ
فَجّرت ثَوْرةَ عِطرٍ
في عُنقِ الكلمات
وَفَوْضَوِية الشَذى أمْطَرَت
زَخَاتِ فَرَحْ
وَالحُروفُ احْتَلَّمَت النُورَ
مِن نَهْدِ الرُوحِ
وَنبْضُ القَلْبِ إيقَاعْ
مَا بَينَ التَنْهيدَة وَالتَنْهيدَة
أنَا الُمسَافِرُ بَينَ الجِراحِ
أعْزِفُ أوْتارَ الجِمُوحِ
وَأُرَّوِضُ عَواصِفَ الجُنونِ
مَا بَينِي وَبَيني
أنتِ أُغْنيّةٌ وَتَغْرِّيدَة
شاكر فريد حسن