أم الفحم فلسطينية الوجه
تاريخ النشر: 05/09/17 | 15:27لأنهم لا يعرفون .. حلاوةَ الموتِ المُعَطّر بالمطر !
لأنهم لا يُتقنون .. تسبيحَ الفجرِ حين يُعانقُهُ الرَّذاذ !
وحين تلامسُهُ الطُّيور !
لأنهم لا يجرؤون على تَخَيُّلِ النهار !
لأنهم يُخفون جلودَهُم تحتَ عباءةِ الخيانة والأطماع !
ولأنهم باعوا أهلَهم وإخوانَهم …
بفُتاتِ الشيكل والدولار !
والأمنياتِ الرذيلة !
لأنهم شياطينَ أرادت سلبَ عزّتنا ..
فكنّا الشُّهُب !
لأنهم حطبٌ على أشجارِنا الخضراء ..
فكنّا اللَّهب !
لا مكانَ للصَّمتِ في بيوتنا …
المنتظرةَ عرقَ الصامدين ..
هذا هو زمانُنا ! وهذا هو وطنُنا !
في صدورِنا قلوبٌ ما زالت تنبض ..
وعلى أكُفِّنا تَفجَّرَ الغضب !
فحماويون رغمَ الفِرَقِ والأحزاب !
دمُنا زعترٌ وزيتونٌ ورمان ..
جلودُنا قشرُ البرتقال !
قولوا لهم .. شعبُنا ليس للقتل !
وبيوتُنا نارٌ فيها ولهب …
لا يطفِئُهُ سوى الرجوع والإنابة !
يريدون محاصرتَنا بالبنادق والدولار ..
ويريدون أن نقفَ أمام مرآةٍ …
تحملُ إلينا الخوفَ والحذر ..
تهتزُّ بأنفاسِنا فتُخيفُنا !
ونبحثُ في عتمةِ أعينِنا عن وجهٍ نثق به ..
فيصعبُ علينا أن نثقَ حتى بأنفسِنا !
حذار يا كلَّ المقنَّعين بزيفِ العمالة !
حذار يا كلَّ الطامعين بثمنِ شعبنا والأرض !
عظامُنا صلبةٌ لا تسحقُها البنادق !
ولا تُفتِّتُها قسوةَ الخائن الغادر …
لتنكسرَ بخطِّ قلم !
تعلمناها حين تجسَّدتِ الأخوَّةُ بين الدم الواحد ..
سلوا شوارع المدينة عن الخوفِ في عيونِ الغفلة !؟
سلوها عن فزعِ الصِّغارِ على صدرِ العتمة !؟
وعن الرِّجالِ العُراةِ من الرَّصاص ..
حين يواجهون بصدورِهم إجرامَ الخَوَنَة..
برَصاصِهم ودعمِ أُمرائهم !
سلوا عن صراخِ النسوة !؟
وعن الدَّمِ حين يسيلُ غاضبا !
مثيرًا حَمِيّةَ الأمة !
سلوا جبالَ أمَّ الفحمِ الصَّبورة !؟
وسلوا رجالَها على ظهور الخيل !؟
إن مسَّهم التَّعب !
يا أبناء المدينة الغضب .. كبِّروا ..!
فخرافاتُ الخائنِ لن تَحجب ..
أصواتَكم فاخترِقوها !
واكتبوا للدنيا أغنية ..
نظل نغنيها :
أم الفحم فلسطينيةُ الوجه ..
عربيةُ اللسان والملامح !
فلا مكان بيننا لغادرٍ ولا لجبان ..!
الشاعر خالد اغبارية