مقدسيٌّ عاد من منفاه

تاريخ النشر: 20/08/17 | 2:22

عادَ من المنفَى الشَّريدُ
مُكتوٍ بالشوق لظِلِّ الوَطَنْ.
لِلمَسكنِ المسلوب أطلالاً لأشرافٍ
جرت نَهراً الى بحر الغياب.
لم يزلْ يَرتَقِبُ التَّشريحَ مُستَلقٍ مخدّرْ ,
مُكْتَسٍ بالسترَةِ الخضراء ِ,
بَتُّوا بالجراحةِ كيفما يُملي عليهم
سيِّدُ الأحكام في الغابِ عَلن.
والحالمون بتضاريسِ الوطن,
في محنةٍ
من غربةٍ ذابتْ بها أحلامَهم
من هرمٍ ضاقَ بهم
أو مرضٍ
حتى تناولهم كفن .
***
والوطن!!!
ما زال يستلقي على
حِصيرةِ الذُلِّ ينام
بين نارٍ واحتِضار
بين غَدرٍ يدفع الغيظَ لحرِّ الإنفجار
والجدارُ
يَحتَسِي الآهاتِ من قلب الحزانَى
منها يبني معبراً يقتات منه
ما تيسر من بُخار الإصطبار
كلّمَا هَبَّ الى الاقصَى يشدُّ ازرَهُ
صَدّوه بالتّفجير كي يَغدُو جُحُوراً للذّئاب
وهو رهن الإنتزاعِ نازفاً ومُمتهَن
وكُلمَا جَدَّ علاج ٌ,
زيّفوهُ قائلين :
إنّه لا يُجدِ أَمراضاً خبيثَة
استهدفت سَحقَ المفاصِل
والجراحةُ قد أحالوها ,
لسِكِّينِ الزَمَنْ
*************
يا مقدسيٌّ عادَ من منفاه لا !!!
لا تَنْشَدِهْ مِمَّا يُزاوِلهُ الغُزاة .
إنَّنا ما زلنا نزرع
أسطرَ التاريخ اشلاءً ونرويها دماء .
شَهماً بِزِيِّ الحُرِّ تصبو للعُلاً كُنّا نراكَ
بِتَّ مَقهوراً بلا بيتٍ ومَنسيَّاً هناك.
ولم نعُد في باحة الأقصى تداري بالحمائِمِ
باسِماً كنّا نراك .
أَنتَ في المنفى رهين المحبَسين :
في غيابٍ أنبتَ الإصرار فيك للمآب
و وُلاةٍ قد أدانوك بتكسير الرقاب
بتَّ منسوباً إلى الإرهاب
تطحنُ بالغياب,
تحملُ القدس على متنٍ تقوَّس
كي تعودَ ظافراً قبل الهلاك
هل رأيت ؟
هل رأيت أحَداً
في هذه الدنيا بلا بيت سواك ؟؟؟؟ .
***
ها أنت عُدتَ
تزرعُ الحُلمَ كَقمحٍ حتى يغدو سُنبُلة
في ساحة البيت العتيق .
والوطن إذ يفقه الأسرارَ في عينيك
تمتدُ يَداهُ للخلاص
لا يرى مُخلِّصا ً
في هذه الدنيا سواك .
امسك بها قبل الجراحة ,
انه قيد الهلاك
فالقيادة يا خليلي زائغين في عِراك
طال سقفَ الإشتباك
والوطن يَبغي حماك.
***
يا قادما للقدس من منفاك عُد العشرة !!!
لا تكفَهِرَّ من عُتوِّ الفَجَرَة ْ
هُم حرّموا دخولها
إلا لمن يُستَعرَض
في وقفةٍ مذلةٍ بالمعبر الأمني .
يُكَرّمُ بوجبةٍ شهيّةٍ من طبخةِ الشمسِ
التي تُطهَى على نارٍ ذكَتْ بالرَّأس حتى
يَنشب ُ في القلب جمرُ اليأس.
ثُمَّ تنفجر فيه الخفايا
ثم تطفو فوقَ أطرافِ اللسانِ
من شظاياها النوايا
والعيونُ بالمرارة
تحفظ ُ ما أستلزمت بالهمس
***
الويلُ لمن تجعَّدَت فيه يداه والجبين
ويله من يمتلك زنداً متين
يقرؤون السِّرَّ في الرجولة
بطولها وعمرها
وكيفما قد صاغها منفاك
تمشي طريقا آخرا
مُغايِراً
من باب سمُّوهُ النقيض .
وتليه غُرفةُ التحريض والترويض
ثمّ يبدأَ الفحصُ على طول اللسان
ألصقوه تهمة الشِّعرِ المُهَيِّجِ والقريض .
ال حرَّموهُ مُطلقاُ إن قاله
مع النسيم المُثقَلِ بالطيب
من أرض الوطن .
من ضابط مكتنز الكرش
يُثير الإرتعاب
يعلك الساعات والساعات
حتى يسالك :
عن ارتباطك القويّ و المتين
بمدينتك الحبيبة الرتيبة البريئة
القديرة الصابرة الصامدة الجريحة
وتسأله :
أهذه بداية الطريق ؟؟
صرخةُ عَجوزٍ تخترق الأُذانَ
من كاتب يتلو لك باكورة التلفيق :
يا ايها العائد للقدس بِزِيِّ الإمتلاك
عُد الى منفاك !!! عد الى منفاك
والقدسُ دَوّت بانفِعالٍ مُلفِتٍ
والدّمعُ في العينين يُقسِمُ بالإله:
لن يبقى بالقدس سواك
لن يبقى بالقدس سواك
بقلم: أحمد طه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة