ما هي أكبر مدينة في العالم
تاريخ النشر: 05/09/17 | 17:31مصطلح المدينة الأكبر
إنَّ مصطلح المدينة الأكبر في العالم يختلف حسب الفهم التلقائي للشخص القارئ، فلا توجد مدينة في العالم تكون الأكبر في المساحة الجغرافية، وعدد السكان والكثافة السكانية؛ لذلك سنحاول هنا توضيح المدن العالمية الأكبر من حيث الأقسام السابقة، فالمساحة الجغرافية تعبر عن مساحة الأراضي التي تقع عليها المدينة، فكلما كانت هذه المساحة الجغرافية أكبر كلما كانت مساحة المدينة أكبر، أما بخصوص التعداد السكاني والكثافة السكانية؛ فهناك الكثير من الناس لا يستطيعون التفريق بين المفهومين، فالتعداد السكاني يُعبر عن عدد السكان الذين يقطنون في المدينة الواحدة، أما الكثافة السكانية فتعبر عن عدد السكان الذين يقطنون على الكيلومتر المربع الواحد، فمثلاً عند وجود الكثير من الأراضي القاحلة في المدينة وبعض الأراضي الخصبة المناسبة للعيش، فإنَّ الناس قد يلجئون إلى المناطق الخصيبة في هذه المدينة، فتزداد هذه الكثافة السكانية في المدينة بشكلٍ غير طبيعي.
أكبر مدينة في العالم
تتميّز بعض المدن عن مثيلاتها من المدن الأخرى، فبعض هذه المدن تتميّز بالمساحة الجغرافية الكبيرة والتي تستطيع من خلالها فرض قوتها، وسيطرتها على المدن الأخرى، وبعض هذه المدن الأخرى تتميّز بالتعداد السكاني الهائل الذي يُعد أحد الموارد التي تمنحها قوة في الاقتصاد والتعمير، وبعض المدن الأخرى تتميّز بكثافتها السكانية الهائلة التي تحدث بسبب وجود هذه المدن في موقعٍ متميز عن المدن الأخرى؛ لذلك سوف نحاول التعرف في هذا الموضوع على أكبر مدن العالم من حيث المساحة الجغرافية، وأكبر مدن العالم من حيث التعداد السكاني، وأخيراً أكبر مدن العالم من حيث الكثافة السكانية.
الأكبر من حيث المساحة الجغرافية
تُعتبر مدينة نيويورك -الواقعة في الولايات المتحدة الأمريكية- المدينة الأكبر في العالم من حيث المساحة الجغرافية، حيث تزيد مساحتها عن 11 ألف كيلو متراً مربعاً، وتعد مدينة نيويورك العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة، وتُعتبر الأكبر من حيث الكثافة السكانية في البلاد، ولمدينة نيويورك تأثيراً كبيراً على مختلف أنحاء الولايات المتحدة في كافة المجالات المختلفة، ويَصفها بعض الباحثين بأنها عاصمة العالم الاقتصادية والثقافية، وسبب وصفها بالعاصمة الاقتصادية أنَّ الكثير من التجارة الدولية تتركز في هذه المدينة، أما سبب وصفها بالعاصمة الثقافية؛ وجود الكثير من الثقافات المختلفة من أنحاء العالم، حيث يرى الإنسان المتجول في شوارع المدينة الكثير من الأعراق، والأجناس، والديانات التي هاجرت من أنحاء العالم إلى هذه المدينة، ويمكن أنْ نعتبرها أيضاً العاصمة السياسية الخاصة بالعالم الحديث؛ نظراً لوجود المقر الدائم للأمم المتحدة في هذه المدينة، أما التاريخ الخاص بمدينة نيويورك فيذكر المؤرخون أنّ أول من هاجر إليها هم سكان دولة هولندا؛ حيث غادروا قارة أوروبا وأقاموا في أراضي نيويورك وأطلقوا عليها مدينة نيو أمستردام، تيمناً بالعاصمة الهولندية (أمستردام) التي غادروها، ثم جاء الاستعمار الإنجليزي إلى أراضي نيويورك وقام بتغيير اسم المدينة من نيو أمستردام إلى نيويورك؛ وسبب هذه التسمية يعود إلى أنَّ ملكية الأراضي حاز عليها الدوق (يورك) من أخيه ملك بريطانيا، وتُعد أحياء (مانهاتن وبروكلين) هي أشهر الأحياء الموجودة في مدينة نيويورك، وهي تتميّز بالطراز المعماري الحديث وتُعتبر هذه الأحياء أحد أهم المراكز الخاصة بالتجارة الدولية حول العالم، ويُعد شارع( برودواي) أحد أشهر الشوارع الموجودة في المدينة، إنْ لم يكن أحد أشهر الشوارع حول العالم، وجاءت الشهرة الكبيرة لشارع برودواي؛ لامتلاكه أفضل المسارح الموجودة في العالم حسب اعتقاد الكثير من الخبراء المتخصصين في هذا المجال، وقد تخرج من هذه المسارح الكثير من مشاهير هوليود الحاليين.
الأكبر من حيث الكثافة السكانية
تُعد مدينة (دكّا) الواقعة في دولة بنغلادش المدينة الأكبر في العالم من حيث الكثافة السكانية، حيث قد وصل معدل الكثافة السكانية في دكّا إلى ما يزيد عن أربعة ألاف إنسان يعيشون على الكيلومتر المربع الواحد، (ودكّا) هي العاصمة الرسمية لدولة بنغلادش، وتُعتبر –أيضاً- العاصمة الاقتصادية والثقافية والسياسية لبنغلادش، وتعتمد بنغلادش بشكلٍ عام ودكّا بشكلٍ خاص على تصدير الجوت والقنب الهندي إلى مختلف أنحاء العالم، والجوت هو عبارة عن نبات من فئة الشجيرات ينمو في المناطق الاستوائية، بعد وصول شجرته إلى عمر يزيد عن سنتين يتم تقطيعه وتخزينه في الطين، وبعد مرور أكثر من شهر على التخزين يتم استخدامه في العديد من الصناعات المختلفة، مثل الحبال والأكياس وغيرها من الصناعات، ويدخل –أيضاً- في صناعة السجاد والموكيت، تتميّز مدينة (دكّا) بتاريخها القديم حيث كان يعتبرها المغول أحد أهم المدن التي سيطروا عليها في القرن الثالث عشر الميلادي، ثم اعتبروها أحد العواصم التابعة لهم ضمن إقليم البنغال الذي سيطروا عليه، ثم تعاقب عليها الاستعمار من مختلف الدول الكبرى، حيث قام الانجليز والفرنسيون باستعمارها، واستمر الاستعمار الانجليزي لهذه المدينة ما يقارب قرنين من الزمن، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت (دكّا)عاصمة لشرق باكستان، ثم بعد قيام النزاعات والحروب بين دولة باكستان والهند سلمها الجيش الباكستاني إلى الهند، تشتهر دكّا بالزراعة؛ نظراً لهطول الأمطار الاستوائية على مدار العام، حيث تقوم بزراعة السكر والأرز والشاي وتصديره إلى مختلف أنحاء العالم، يوجد في المدينة الكثير من الآثار الهامة التي تدل على تاريخها العريق مثل مسجد النجمة وقصر باركارتا، والعديد من الآثار الأخرى.