حماري يضيع بين إيران وإسرائيل

تاريخ النشر: 04/07/17 | 16:30

سمعت ضربات قوية تخبط الأرض, آتية من بيت حماري, يصاحبها نهيق متواصل مخنوق لم أسمعه من قبل, فأسرعت لأتبين الأمر, وعندما دخلت عليه توقف فجأة فبادرته بالسؤال:
– ما الذي جرى لك أيها الحمار المجنون .!؟ ما هذه الأصوات التي تصدر من بيتك.!؟ هل أصابك مس من الجنون.!؟
– أريد – يا صاحبي- ان اسألك سؤالا.! رماني بسؤال ,دون ان يأبه بالهجوم الذي هاجمته به… “قلِّي بربك هل نتنياهو سنيا.!؟
– نتنياهو.! سنيا.!؟ ما هذا الهراء الذي تتحدث به.!؟ قلت والغضب ,أخذ يشتعل في كياني.
– وإلا كيف تردد أبواق دولتنا, ودون انقطاع ,أنها تساند سنة سوريا ,ضد شيعه إيران وسوريا ولبنان.!؟ أكمل في إطلاق سيول خرطومه, بعد ان وجد منفذا يتفجر منه, بعد طول انحباس مضغوط.
– إنك يا حماري ,ستبقى مثل الحمير أجدادك.. رؤوس كبيرة ,وعقول صغيرة.! قلت محاولا “كب” ماء باردا ,على رأسه المشتعل.
– تعال معي- يا سيدي- على “قد” عقلي وفهِّمني, لماذا تساند إسرائيل ,قوى المعارضة في سوريا.!؟ قال بعد ان خفت نيران اشتعاله.
فقلت محاولا افهامه:
– لقد حدث ما كانت إسرائيل تتمناه دائما.. وهو ان تتحول سوريا الى حلبة اقتتال وقتل ,بين طوائفها ومذاهبها وقومياتها.. إلا تسمع أصوات أخرى في اسرائيل ,تقول ان الأسد ودولتنا كانوا نعم الجيران “ילדים טובים ירושלים” .!؟
– وماذا مع إيران يا سيدي.! سأل وهو يفتح عينيه, الى حد البلاهة.
– إنها مثل اسرائيل – يا حماري الفهيم- هدفها الإستيلاء والهيمنة على منطقتنا ,لتعبير أمجاد الفرس القديم.!
– ولكنها – يا صاحبي- تقول أنها ستقضي على اسرائيل, وتحرر القدس, وتعيد حقوق الشعب الفلسطيني.! قال كأنه يقول كلاما ,يحفظه عن ظهر قلب.
– هذا كلام “تبيعه” ,كوسيله للوصول الى أهدافها ,التي حاولت الوصول إليها في زمان, الكسراوات والقياصره والشاهات ,والآن تستخدم سلاح الدين ,من أجل الصول ,الى تحقيق أحلامها القديمة.!
– حسب أقوالك إننا- نحن العرب – تحولنا الى ميدان لصراع ,بين اسرائيل وما وراءها ,وإيران الفارسية.! قال وهو يفتح عينيه على مصراعيهما.
– هذا الوضع ,الذي يجب ان تتعامل معه هذه الثورات, التي جاءت تبشر بالربيع العربي, الذي طالما انتظرناه… قلتُ بعد ان شعرت ,أنه بدأ يستوعب أبعاد القضية.
– أتعلم – يا صديقي- لماذا بلغ بي الغضب, هذه الدرجه من الغليان.! سأل وابتسامة خبيثة, تصبغ أسنانه الصفراء الكبيرة.
– لماذا.!؟
– لأني – يا سيدي – من أصل شيعي.. اشترى أحد أجدادي ,المدعو حمير بن جحشان, ,في إحدى سفراته التجارية , كُرَّاً من جنوب لبنان ,وأحضره الى هنا ,وانتشر نسله في منطقتنا.! قال وقد بدأ توازنه يعود إليه.
– آه.! أنت شيعي.! ونتنياهو سني.! الم اقل لك أيها الحمق” آلاف المرات, ان نتنياهو ,لا دين له سوى الاحتلال وسلب الحقوق.!
وخرجت من بيته ,وأنا أقول في نفسي ,ان أمثاله من ابناء شعبنا كثر, يظنون ان الصراع في هذا العالم دينيا ,ولكنه في ـ أغلب الحالات- يكون صراعا على الأرض وثرواتها..!

بقلم : يوسف جمّال – عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة