رحلةً لا تُنسى !

تاريخ النشر: 16/08/11 | 14:37

شاركت مع زوجتي في رحلة جماعية ممتعة لكرواتيا وسلوفيينا والنمسا، لم تكن هذه الرحلة الأولى، ولن تكون الأخيرة، ولكنها كانت من أجمل الرحلات، وستبقى عالقة في ذاكرتي ما حييت، وقد جادتِ القريحةُ بهذه الخاطرة عن تلك الرحلة:

ما أجملَك أيّتُها الطبيعةُ الساحرةُ وما أبهاكِ!

خضرة باهرة، أشجار باسقة، جبال شاهقة،

جداول وأنهار دافقة؛ خريرُ مياهها يشنّف الآذان!

العيونُ تسرح وهي تكتحلُ بالمناظر الخلّابة!

والنفوسُ المتعبة ترتاحُ وهي تلتحفُ بالأجواء الفاتنة!

وأسمع مِن حولي رفاقَ الرحلة الطيّبين يقولون:

” هذه البلادُ بقعة من الفردوس وهبها اللهُ لعباده قبل يوم الحساب!”

لم أكن أتصوّر، حتّى في أحلامي الجامحة،

أن أشاهد مثلَ هذه الطبيعة الأخّاذة!

لم أكن أتوقّع مثل هذا الجمال في الجبال والسهول والوديان!

أنهار وبحيرات مياهها صافية تنعش الطير والإنسان!

ألوان قزحية تبهر العيون تنبعث من الشلالات!

خلجان متعرّجة وجزر تعوم في زرقة البحار!

كهوفً ملأى بأشكال عجيبة تأسر القلوب!

قلاع مهيبة تربض على القمم بشموخ!

ومعابد جليلة عامرة بالإيمان والخشوع!

الأزهار والورود في النوافذ والشرفات!

والناس تروح وتجيء وعلى الوجوه البسمات!

أما رفاق الرحلة فكانوا ودودين أوفياء!

أضفوا على جمال الطبيعة مزيدا من البهاء!

كانوا متعددي المشارب والعقائد والانتماءات!

لكنهم غرسوا في حقل المودّة أنضر الوردات!

وسقوا النفوس الظمأى كؤوس الودّ الصافيات!

وصدق أجدادنا عندما قالوا في أمثالهم الحكيمة:

“الجنّة بلا ناس ما بتنداس”!

حقّا، كانت تلك الرحلة من أمتع الرحلات!

مرّت الأيام فيها سريعة كأنها سويعات!

وسأحمل معي عنها وعن الرفاق أحلى الذكريات

وستبقى راسخة في خاطري كالوشم على الوجنات!

د. محمود أبو فنه – كفر قرع

‫2 تعليقات

  1. فينا يا بلاد الانس تغنى بها كبار الفنانين وها انت يا دكتور تعود لتبهرنا بجمالها الخلاب الذي وكما وصفته بقطعه من الجنه وفعلا كنت هناك قبل ثلاث سنوات ووصفتها بنفس الوصف وهي تستحق ذلك ولا انسى الكهوف والنهر والخضره الخلابه والزهور المعلقه على اعمدة الكهرباء والفواكه على جنبات الطرق والشوارع والجمال بلون البشر والطبيعه. متجانس ويشكل لوحه فنيه رائعة الالوان ترسخ في الذهن البشري الى الابد شكرا لك دكتور على هذا الوصف الاكثر من رائع ودام عزك ومجدك لتسعد برحلاتك

  2. أحيّي أم السعيد على مرورها الدافئ، وكلماتها المعبّرة.
    أثلج صدري تعقيبك، وسرّني أنّك تشاركينني الانطباعات
    عن تلك البلاد الجمبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة