ملاحظات صغيرة إلى شاعر كبير إلى يفغيني يفتشنكو

تاريخ النشر: 04/03/14 | 7:50

نشهد هذه الأيام أجواء النفاق والممالأة والتملق من قبل الألمان للسياسة الإسرائيلية التي أخذ العالم يصحو على نهجها العدواني.

ذكّرني ذلك بما قام به شاعر عالمي، إذ أنني دعيت سنة 1988 إلى "بيت الأديب" في تل أبيب لاستقبال الأديب الروسي يفغيني إيفتشنكو، وهو شاعر مميز بشعره، وبإلقائه الجميل المعبّر.

قرأ الشاعر فيما قرأ قصيدته الرائعة (بابي يار) وفيها يتحدث عن جرائم النازية.

تسنى لي أن أتجاذب أطراف الحديث معه، وقد سمعت تهافته في حديثه للدفاع عن السياسة الإسرائيلية، فسألته: "هل كتبت شيئًا عن القتل اليومي الذي يجري في بلادنا؟ هل أنت تتابع القضية الفلسطينية؟

لم ينبس الشاعر ببنت شفة، لكني كتبت له قصيدة فهم هو روحها قبل أن يعود إلى بلاده.

القصيدة نشرت في مجموعتي "قبلة بعد الفراق". القدس: مطبعة الرسالة- 1993، ص 20-24.

أن تكتُبَ (بابي يار)

تُنكِرَ مَذْبَحَةً في أبْكى الأشعار

تَصْفَعَ ظُلْمًا، تُشْهِرَ قَلَمًا

أنتَ الرُّوسِيُّ بِحَقّ.

أنْ تشربَ (فودكا)

وتقولْ / لِنَديمِك:

صَحَّهْ

وتَظلُّ العينانِ تجوسانِ خِلالَ المُلْحهْ

أنتَ الرُّوسِيُّ بحَقّ.

أن تقرأ أشعارًا بِعُذوبَهْ

ممتَلِئًا بالصَّوْتِ وبالحَرَكَهْ

وتَسوقَ اللعْنَةَ للبَرَكهْ

أنتَ الرُّوسِيُّ بِحَقّ.

أنْ تَغسِلَ وَجْهَكَ بالنَّوْمِ وبالصَّحْوهْ

مع رائِحَةِ الصبحِ الثَّلجِيِّ وَشُرْبِ القَهْوَهْ

وتُغَنِّي للفُولْجا

أنتَ الرُّوسِيُّ بِحَق.

لكنِّي أنْكَرتْ

في مَذْبَحَةٍ تَنْزِفُ يوميًا

وَتُوَزَّعُ بالدَّوْرِ

ألا يَجْذِبُكَ الايقاعُ إلى أبياتٍ شِعْرِيَّهْ

حَتى لا بَرْقِيَّهْ

آتِيَةً مَأْتِيَّهْ

كي تَصْفَعَ ظُلْما/

تَشْريدًا/ هَدْما/

دَفْنًا جُرْحًا مَوْتًا زِفْتًا

كي تَبْقى الرُّوسِيَّ بِحَقّ!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة