وللحكايةِ بقيّة

تاريخ النشر: 03/02/14 | 1:40

تجردتِ الأشياءُ من براءتها

تغيّر كلُّ شيء

تغير لونُ البحر

لون الشمس

ولونُ الأرض…

تغيّر لونُ الماءِ في بَحري

ولونُ العشب

ولونُ البَرْدْ..

النخيلُ في الصقيعِ يقبع

الطيورُ تحت ظلالها تُقتلْ

***

الفصولُ عالقةٌ بطرفِ غيمة

والسحابُ ثقيل

الخريفُ شهيدُ الرياح

الشتاءُ في آخرِ الدربِ يسعُل

الصيفُ في يدِ الشمسِ طفلٌ

والربيع على الشوارعِ يغفو كالقتيلْ…

****

في الريح بحرٌ من جفافْ

يموجُ في ليلٍ طويل

أمواجهُ خمرٌ وجمرٌ

على دربِ الخيولِ يسيل

للغيمِ بيتٌ في الجبالْ

نوافذٌ للطيور

وبابٌ هزيل

فوقَ النهارِ يلهو كالحمام

وتحتَ الليل يرقصُ للهديلْ…

****

في الأفقِ تعدو رياحٌ

تتطايرُ في كل الجهاتْ

تتكلمُ كلَّ اللغاتْ

لها في الحياةِ نصفٌ

ونصفٌ آخرَ في المماتْ..

****

الشرقُ ينزفُ في الصحارى

في يدهِ حزنٌ مبعثر

أمامَه جبلٌ يغني

ووراءَهُ بحرٌ تبخّرْ

الطفلُ يغفو في ارتجافٍ

حاملاً ملحاً وجرحاً

شاهراً سيفاً وخنجرْ

***

السحابُ يعدو خلفَ سربٍ

في العشِّ يبكي ذكرى طيرٍ

لهُ طفلٌ من عظام

على موائدِ الذبح يُذبح

***

شواطئٌ خلفَ البحارِ تجري

الرملُ يبكي والشمسُ تسبح

حجارةُ الوادي تنادي

لم يبقَ لي في الماءِ شكلٌ

أمسى بَحري لا يُملّح

***

كلُّ شيئٍ قد تبدّلْ

صوتُ الريحِ صارَ أجمل

إنه بابُ الليالي

في هزيعِ الليل يُقفلْ

***

كل شيءٍ قد تغيّر

صوتُ رعدٍ

لون برقٍ

ذاكَ طفلٌ

في الأشجار يولـدْ

في الأمطار يوجـدْ

تحت الصُوّانِ يُسنـَـدْ

فوق البردِ يُفقَــدْ

حكايةُ عُمْرٍ

قصيدة شِعرٍ

لحنها سَرْدْ

في حكايةٍ

لم تنْتـَـهِ بَعْــد….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة