مدينة العقبة..

تاريخ النشر: 05/09/11 | 1:32

تقع مدينة العقبة الأردنية مقابل مدينة ايلات على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوب الأردن، حيث تبعد عن العاصمة عمّان حوالي 330 كلم, وتتميز بأنها منطقة سياحية  تشتهر كمنطقة للغوص واستراتيجية كونها المنفذ البحري الوحيد للأردن، ولها حدود مع المملكة العربية السعودية, ومصر، وأيضا مع مدينة ايلات عبر معبر وادي عربة وكلتا المدينتين تقعا على رأس خليج العقبة المتفرع من البحر الأحمر.

تضم المدينة العديد من المنشآت الصناعية الهامة، والمناطق التجارية الحرة، ومطار دولي. وتعتبر مركزا إداريا مهما في منطقة أقصى جنوب الأردن. ومصدر للفوسفات وبعض أنواع الصدف. ويقدر عدد سكان المدينة بحوالي 103,000 نسمة.

كانت العقبة منذ سنة 4000 سنة قبل الميلاد  موطنا للعديد من الشعوب بسبب موقعها الاستراتيجي على البحر وعلى تقاطع الطرق بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. كانت أحد أهم مدن النبطيين الذين توسعوا في المنطقة واستوطنوها. وكانت معبرا لطرق التجارة الدولية، تمر منها وتعود من خلالها القوافل القادمة من الحجاز وجنوب الجزيرة العربية متجهين إلى مصر أو بلاد الشام. وقد أطلق اليونانيون عليها اسم بيرنايس وأطلق عليها الرومان مسمى إيلا أو إلينا. خلال العهد الروماني كان طريق فيانوفاتريانا يتجه جنوبا من دمشق مارا بعمّان وينتهي في العقبة ومن هناك تتصل بالطريق المتجه غربا إلى فلسطين ومصر. وبعد عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصبحت العقبة تحت الحكم الإسلامي ثم تنقلت ملكيتها بين العديد من السلالات الحاكمة مثل الأمويون والعباسيون والفاطميون والمماليك. خلال القرن الثاني عشر الميلادي قام الصليبيون باحتلال المنطقة وبنوا فيها قلعة لا تزال محفوظة إلى الآن. وبالإضافة إلى بناء القلعة قاموا بتحصين جزيرة تتبع الآن المياه الإقليمية المصرية وتبعد 7 كم عن العقبة وتسمى جزيرة فرعون.

تعتبر السياحة في مدينة العقبة نشطة لأسباب متنوعة وانها منطقة ساحلية تقع على البحر الاحمر، كما ان فيها أماكن جميلة يمكن زيارتها, فان العقبة منطقة مليئة بالسياح الذين يأتون للتمتع بالبحر الرائع والجو الجميل فيها. وتشتمل العقبة على أهم المشاريع المهتمة في السياحة البيئية في الأردن وهي محطة العقبة لمراقبة الطيور والتي تستقطب عشرات الالف وربما الملايين من الطيور المهاجره أثناء رحلتها بين أوروبا وافريقيا خلال موسمي الهجره في الخريف والربيع, ويتضمن مشروع محطة العقبة لمراقبة الطيور غابه للاشجار الكبيره وحدائق لاشجار مقيمة في المنطقة بالإضافة لمسطحات مائية كبيره تلعب جميعها بشكل متكامل على استقطاب أنواع مختلفة من الطيور قد يكون بعضها نادر الوجود على مستوى العالم الامر الذي يدفع العديد من المهتمين بمراقبة الطيور وعلماء الطيور لزيارة المنطقة وعمل التحاليل العلمية والابحاث الخاصة بعلم الطيور.

وتحتضن محطة العلوم البحرية الواقعة على الشاطئ الجنوبي لخليج العقبة معرض للاحياء البحرية يستطيع الزائر ان يشاهد فية الأنواع المختلفة من المرجان والاسماك وغيرها من الكائنات الحية المستوطنة في خليج العقبة.

وقد نما  اقتصاد العقبة بسرعة كبيرة جدا بسبب إنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. وهناك تطور في العمران  وتشييد منتجعات جيدة, ومشاريع جديدة مثل خليج تالا بي وسرايا العقبة  كماوتوجد العديد من الفنادق في العقبة ولكن هناك أيضا فنادق جديدة قيد الإنشاء. فالعقبة هي الميناء البحري الوحيد للأردن لذلك تقريبا أغلب صادرات الأردن تغادر من هذه المدينة.

منتجع واحة آيلا بقيمة 1 مليار دولار وبحيرة صناعية المنتجع مع فنادق فخمة، فلل، ت وملعب للجولف ذي 18 حفرة. ويحمل المنتجع طابعٌ يمثلُ بندقيةً عربية، بطريقة تصميم المباني التي بنيت على طول قنوات مائية لايمكن الوصول إليها الا عن طريق قوارب أو مسارات خاصة. إلى جانب حديقة مائية جزء من مشروع واحة آيلا’ الذي سوف يكتمل بحلول عام 2017.

خليج تالا بي عبارة عن مجتمع منتقى ومتكامل، يقوم على مساحة مسيجة تبلغ 2.7 مليون متراً مربعا, يقع على الطرف الشمالي لخليج العقبة. وهذا المشروع اكتمل بقيمته 500 مليون دولار. كما يضم خليج تالا بي منتجعات وفنادق 4 أو 5 مثل فندق الهيلتون.

مرسى زايد, أكبر مشروع عقاري وسياحي على مستوى المنطقة, يمتد على مساحة 3.2 كم مربع ويشمل واجهة مائية بطول 2 كم. ويهدف مشروع مرسى زايد إلى تطوير الواجهة البحرية وتحويلها إلى بيئة مؤهلة للاستخدام المتعدد الأغراض تنتشر عليها الأبراج السكنية المرتفعة والمناطق المخصصة للمرافق الترفيهية والسياحية وأخرى مخصصة للأعمال التجارية والفنادق العالمية, على أكثر من ثلاثة ملايين متر مربع من الأراضي. ومن جهة أخرى، ستعد مراسي اليخوت المتعددة التي سيتم إنشاؤها إضافة هامة للطاقة الاستيعابية للمراسي القائمة حالياً في مدينة العقبة، مما يسهم في تحويل مدينة العقبة إلى وجهة رئيسية لليخوت، بالإضافة لإنشاء ميناء حديث للبواخر السياحية معد وفق أفضل ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في هذا المجال ليمثل بوابة للترحيب بزوار العقبة. سيتم تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل على مدار 30 عاما, ومن المقرر ان يكتمل المشروع بحلول عام 2017.

نقل الميناء سوف سيتم نقل ميناء العقبة إلى الجزء الجنوبي من المحافظة بالقرب من الحدود السعودية, بحلول أيار من عام 2013 حسب ما هو مقرر. وتطوير الميناء ليكون مرفأ متطورا يضاهي المرافئ العالمية.

سيتم ربط العقبة بمشروع شبكة السكك الوطنية, الذي سيتم الانتهاء منه بحلول عام 2013. وسوف يربط مشروع السكك الحديدية في العقبة مع جميع المدن الرئيسية في الأردن والمراكز الاقتصادية والعديد من الدول مثل المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة