قُطوفٌ شِعْرِيَّةٌ في اللُّغَةِ وَغَيْرِها-

تاريخ النشر: 31/01/14 | 1:01

اَلضَّادُ أَجْمَلُ ما عَرَفْتُ مِنْ اللُّغاتِ (م) وَقَدْ وَفاها قَدْرَها مَنْ يُنْصِفُ

لُغَةُ البَلاغَةِ والـمَجازِ وَما حَوى عِلْمُ البَديعِ مَحاسِنًا لا توصَفُ

عَجِزَتْ لُغاتُ الأَرْضِ عَنْ إِدْراكِها في سالِفٍ أَوْ خالِفٍ وَسَيَخْلُفُ

أُمُّ اللُّغاتِ تَقَدَّسَتْ وَتَفَرَّدَتْ بِذُرى الكَمالِ، لِذا اجْتَباها الـمُصْحَفُ

****

وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ رَبِّي بحَرْفِ الضَّادِ لا حَرْفٍ سِواهُ

وَأَنْزَلَها بِآيِ الذِّكْرِ تُتْلى وَتِلْكَ قَداسَةٌ وَبِها رِضاهُ

وَأَفْصَحُ ناطِقٍ بِالضَّادِ طهَ عَلَيْهِ صَلاةُ رَبِّي في عُلاهُ

****

لِلْمُتَفَسْبِكينَ الَّذينَ اسْتَبْدَلوا (الَّذي هُوَ أَدْنى بِالَّذي هُوَ خَيْرٌ)

يا مُبْدِلاً أَرْقى اللُّغاتِ بِدونِها خابَ اخْتِيارُكَ فَالرُّقِي في الضَّادِ

خابَ الـمُعَبْرِنُ لِلْخِطابِ تَهَوُّدًا وَجْهُ الهَزيمَةِ أَنْتَ لِلأَجْدادِ

لُغَةُ السَّماءِ هِيَ الجَواهِرُ يا فَتى في هَجْرِها الخُسْرانُ لِلأَحْفادِ

قولوا لِـمَنْ جَعَلَ التَّعَبْرُنَ مَنْهَجًا وَكَذا التَّفَرْنُجَ في سُطورِ مِدادِ

إِنَّ الخِيانَةَ أَوْجُهٌ وَمَسارِبٌ وَمِنَ الخِيانَةِ رَفْعُ شَأْنِ العادي

****

مِنْ عَهْدِ آدَمَ حَتَّى آخِرِ البَشَرِ مُذْ قالَ رَبُّكَ "اِقْرَأْ" أَحْمَدَ الدَّهَرِ

اَلضَّادُ مَعْشوقَتي الرَّحْمٰنُ قَدَّسَّها وَخَصَّني بِهَواها فَارْتَقى قَدَري

يا مَنْ تُريدُ مَكانَ الضَّادِ مَنْزِلَةً اَلضَّادُ أَغْلى عَلى الـمَرْعي مِنَ البَشَرِ

فَارْضَيْ مَكانَكِ دونَ الضَّادِ قانِعَةً أَوْ اسْقُطي كَغُبارٍ زالَ عَنْ سَفَري

****

إِلى نَكِرَة

وَقَبْلَ القَبْلِ بَعْدَ البَعْدِ حَتَّى يُبَعْثَرَ في الـمَقابِرِ ما تَغَطَّى

تَظَلُّ الضَّادُ جَوْهَرَةً وَيَبْقى لأَحْرُفِها الكَمالُ وَلَنْ تُحَطَّا

وَلَنْ يَرْقى تَمَوْسُقَها بَيانٌ هِيَ الإِعْجازُ تِبْيانًا وَخَطَّا

وَقَبْلَكَ كَمْ دَعِيٍّ رامَ حَطًّا فَعادَ بِخِزْيِهِ في الخَلْقِ حُطَّا

سَتَبْقى في غِواكَ حَليفَ شَطْنٍ وَعَيْرُكَ يا نَفيرَ الخِزْيِ شَطَّا

****

وَلَوْ أَنَّ ما في الأَرْضِ مِنْ شَجَراتِها أَقْلامُ ثُمَّ البَحْرُ مُدَّ لِأَبْحُرِ

لَـما نَفِدَتْ كِلْماتُ رَبِّي وَشاهِدي كَلامُ كِتابِ اللهِ خَيْرِ مُسَطَّرِ

****

ما بالُ أَحْمَدَ مَصْروفًا بِلا شِعْرِ وَتِلْكَ بَثْنٌ مَعَ التَّنْوينِ في النَّثْرِ؟

وَصاحِبُ النَّصِّ يُبْدي كُلَّ مَعْتَبَةٍ إِنْ قُلْتُ: يا وَلَدي اَعْرِبْ جَنى الفِكْرِ

****

يا ناظِمَ الفُصْحى تُبارِزُ عَنْتَرَهْ فَتَعَلَّمْ الإِمْلاءَ قَبْلَ الثَّرْثَرَهْ

أَوْلى بِمَنْ عَلِمَ البُحورَ وَوَزْنَها أَنْ يُتْقِنَ الحَرْفَ الَّذي قَدْ كَسَّرَهْ

****

جَعَلْتُكِ اللَّامَ حِضْنًا عانَقَ الأَلِفَا فَعُدْتِ لي لا، وَقامَ البَيْنُ وَاعْتَكَفَا

ما كانَ ضَرَّكِ لَوْ باءٌ تَقَدَّمَ لا عُدْنا بَلى وَجُنونُ الوَصْلِ قَدْ عَصَفَا

****

ناقَشْتُ النَّحْوَ بِمَسْأَلَةٍ "اَلْعَرَبُ انْتَصَروا" ما تُعْرَبْ؟

ضَحِكَ النَّحْوُ لَهُ تَفْتَفَةٌ فَحَصَ الأَرْضَ وَهٰذا أَغْرَبْ

شَدَّني كَمُعَلِّمَ مِنْ أُذُني قالَ اسْمَعْ يا ابْني وَتَأَدَّبْ

أَيْنَ سَمِعْتَ بِنَحْوٍ عَرَبي يَرْضى يُعْرِبُ ما لا يُعْرَبْ؟

****

وَأَعْجَبُ لِلضَّمائِرِ لَيْسَ تَحْيى سِوى في الخَطِّ أَوْ كُتُبِ القَواعِدْ

فَإِنْ نَهَضَتْ لِتَحْيى بَيْنَ ناسٍ نَفاها القاعِدونَ مَعَ القَواعِدْ

****

حَداثَةٌ فيمِنِسْتِيَّةٌ في النَّحْوِ:

اَلنَّصْبُ لِلْمَفْعولِ وَجْهُ تَخَلُّفٍ مِنْ عَهْدِ عادٍ أَوْ يَزيدُ قَليلاَ

وَالفاعِلُ الـمَرْفوعُ ماتَ زَمانُهُ أَمْسى تُراثًا لِلرُّفوفِ أُحيلاَ

وَحَداثَتي تَقْضي بِهَدْمِ تَخَلُّفٍ وَبِناءِ نَحْوٍ لا يَكونُ عَليلاَ

فَالنَّصْبُ أَوْلى إِنْ سَأَلْتَ لِفاعِلٍ وَالرَّفْعُ لِلْمَفْعولِ (أَقْوَمُ قيلاَ)

****

إِذا زَعَمَ القَصائِدَ مَنْ يُريدُ فَما تُبْدي الحُروفُ وَما تُعيدُ

أَيا عَصْرَ الشُّذوذِ كَفى شُذوذًا لقَدْ نَكِرَتْ تَخَبُّطَنا الجُدودُ

وَيا زَمَنَ الهُراءِ كَفى هُراءً يَكادُ الشِّعْرُ تَزْعُمُهُ القُرودُ

****

حِرْفَةُ الشِّعْرِ لِلْكَثيرِ كَلامُ وَكَثيرٌ مِنَ الكَثيرِ سَخامُ

عِنْدَهُمْ أَسْطُرٌ وَرَصْفُ حُروفٍ مُسْتَطيلٌ مُرَبَّعٌ وَهُيامُ

لَيْسَ يَدْرونَ ما القَصيدُ وَلٰكِنْ عَقَروا الشِّعْرَ وَالشُّعورَ وَناموا

وَتَراهُمْ في كُلِّ حَشْدٍ وَحَفْلٍ كَطَواويسَ إِنْ أَتاها الكَلامُ

هُمْ نِيامٌ إِذا الفُحولُ تَبَدَّتْ وَهُمُ بَيْنَ النَّائِمينَ قِيامُ

****

قالَتْ: تُقَبِّلُني بِدونِ حَياءِ؟ وَقِحٌ سَفيهٌ فاسِقٌ وَمُرائي

فَأَجابَ: كَلاَّ، قَدْ رَسَمْتُ فَراشَةً في الثَّغْرِ فَابْتَسِمي تَرِفَّ لِراءِ

فَتَبَسَّمَتْ وَاسْتَرْسَلَتْ بِلَطافَةٍ وَكَلامُها قَطْرٌ مِنَ الصَّهْباءِ

زِدْني فَراشًا في الخُدودِ تَكَرُّمًا فَالرَّسْمُ دائي يا فَتى وَدَوائي

****

يَأْتي ذاكَ وَيَذْهَبُ هٰذا وَالحَرْفُ مَتى، كَيْفَ، لِـماذا؟

وَالكُلُّ يَبيعُكَ فَلْسَفَةً تَتَكَشَّفُ في الفَحْصِ جُذاذا

فَاخْتَرْ إِيمانَ عَجائِزِنا إِنْ شِئْتَ جِنانًا يا هٰذا

****

قالوا: لِقا الـمُتَوازِيَيْنِ مُفَنَّدُ ما صَحَّ في عَقْلٍ لِقا الاِثْنَيْنِ

قُلْنا: لِقا الـمُتَوازِيَيْنِ مُؤَكَّدٌ إِنْ كانَ بِالشَّفَتَيْنِ وَالشَّفَتَيْنِ

****

أَتَيْتُكِ لِصًّا في عَباءَةِ عابِدٍ وَعايَنْتُ أَثْمارَ الشِّفاهِ تَوَرُّدَا

وَرُحْتُ عَلى خَوْفٍ أَذوقُ تَمَتُّعًا فَصِحْتِ كَشَفْتَ السِّرَّ زِدْني تَعَبُّدَا

****

رَقَّاصَة:

جَعَلوكِ مُعْجِزَةً بِلا إِعْجازِ غَيْرِ اكْتِنازِ النَّهْدِ وَالأَعْجازِ

قالوا: سَفيرَةُ أَوْ أَميرَةُ مَحْفَلٍ فَالرَّقْصُ تُتْقِنُهُ بِغَيْرِ نَشازِ

لُغَةُ العُيونِ تُجيدُها وَتَجودُها وَبَلاغَةُ العَيْنَيْنِ في الإِيجازِ

لا تَظْلِموها في قِراءَةِ جِسْمِها فَقِراءَةُ الأَجْسامِ بابُ مَجازِ

****

قَبَّلْتُها خَمْسًا وَعِشْرينَ فَقَطْ أَخْطَأْتَ قالَتْ، وَانْبَرَتْ مِثْلَ القِطَطْ

فَقُلْتُ: ماذا تَأْمُرينَ عاشِقًا قالَتْ: اَعِدْ مِنْ أَوَّلٍ بِلا غَلَطْ

****

قالَتْ: أَلا اشْرَبْ قُلْتُ: لا أَشْرَبُ مَمْزوجَةً لِرَبِّنا تُغْضِبُ

بَلْ قَدِّمي لي الخَمْرَ مِنْ مَرْشَفٍ لا غَوْلَ فيها رَغْمَ ما تُعْقِبُ

قالَتْ: لَكَ الوَيْلُ فَذا مَطْلَبٌ ذُنوبُنا بِجَنْبِهِ مَكْسَبُ

فَخَمْرُنا مُحَرَّمٌ شُرْبُها نَدْري وَتَدْري ذاكَ لا نَكْذِبُ

لٰكِنَّ ما تَطْلُبُهُ مُسْكِرٌ وَلا يُفيقُ مِنْهُ مَنْ يَشْرَبُ

قَبَّلْتُها فَأَغْمَضَتْ عَيْنَها وَتَمْتَمَتْ مَقولَةً تُعْرَبُ

زِدْني وَذُقْ خَمْري وَدَعْ مُسْكِرًا حَرَّمَهُ اللهُ وَلا يُعْجِبُ

حَرَّمْتُ أُفْتي سائِلاً بَعْدَما أَفْتَيْتَني فَاجْنِ الَّذي تَرْغَبُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة