مدينة إشبيلية

تاريخ النشر: 09/02/17 | 5:02

تقع مدينة اشبيلية في الأندلس ( إسبانيا حاليا ) وكانت فيما مضى عاصمة مملكة اشبيلية ، كانت على جانب من الأهمية أيام الفينيقيين ، اتخذها الرومان عاصمة لمقاطعة بيتيكا ، وبنو بجوارها مدينة اتاليكا ، أصبحت أهم مدن جنوب إسبانيا أيام الونداليين والقوط الغربيين ، تتصل بالمحيط الأطلنطي بنهر الوادي الكبير، وهي عروس بلاد الأندلس لأنها تاج الشرف وفي عنقها سمط النهر الأعظم ، ليس في الأرض أتم حسنا من هذا النهر ، يضاهي دجلة والفرات والنيل ، تسير القوارب فيه للنزهة والصيد تحت ظلال الثمار وتغريد الأطيار مسافة 24 ميلا .

فتح المسلمون اشبيلية في شعبان 94 هـ / 713 م بقيادة موسى بن نصير بعد حصار دام شهر، وأقام عليها عيسى بن عبد الله الطويل وهو أول ولاتها من المسلمين ، وفي سنة 95 هـ خلف عبد العزيز بن موسى بن نصير أباه واليا على الأندلس واستقر في اشبيلية واتخذها عاصمة له ، وفي سنة 97 هـ قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير في اشبيلية وولي الأندلس بعده أيوب بن حبيب اللخمي الذي نقل العاصمة إلى قـرطبة وفي سنة 214 هـ بنى عبد الرحمن الأوسط فيها المسجد الجامع الأول ، وفي سنة 226 هـ أغار النورمان على اشبيلية واحرقوا جامعها ولكن القوات الأندلسية أنزلت بهم هزيمة نكراء عند طلياطة شمال اشبيلية ، وفي سنة 231 هـ بني سـور المدينة الأول ودار الصناعة التي لا تزال باقية إلى الآن في موضعها . وفي سنة 300 هـ قضى عبد الرحمن الناصر على ثورة بني الحجاج وبني خلدون في اشبيلية ، وفي سنة 301 هـ هدم ابن السليم أول عمال عبد الرجمن الناصر سور اشبيلية وجدد بناء قصر الإمارة . وفي سنة 414 هـ بدا عصر الطوائف ، حيث استبد أبو القاسم محمد بن عباد قاضي اشبيلية بحكومتها وانشأ دولة بني عباد . وفي سنة 484 هـ سقطت اشبيلية وقرطبة في يد المرابطين واستولى القائد سيربن أبى بكر على اشبيلية وهدم قصور بني عباد وفي سنة 549 هـ انتهى حكم المرابطين في اشبيلية على يد القائد الموحدي براز بن محمد المسوفي واتخذ من اشبيلية عاصمة له في حكم الأندلس . وفي سنة 580 هـ اعد أبو يعقوب يوسف في اشبيلية حملته الكبرى على غرب الأندلس واستشهد أثناء معركة ” شفترين ” في البرتغال وولى بعده ابنه يعقوب . وفي 596 هـ انتهى العصر الذهبي لاشبيلية بعد وفاة يعقوب الذي لقب نفسه بالمنصور ، وفي غرة شعبان 646 هـ حاصر فرديناند الثالث اشبيلية واستولى عليها بعد حصار دام سنة وخمسة اشهر . وبعد سقوطها حاول سلاطين الأسرة المرينية بمراكش استعادة المدينة من النصارى إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وبذلك ضاعت اشبيلية من أيدي المسلمين . رغم انتهاء حقبة مزدهرة من الزمن للمسلمين في اشبيلية إلا أن معالم حضارتهم هناك لم تزل باقية كشاهد على حضارة المسلمين الراقية في اشبيلية من بين هذه المعالم المسجد الجامع الذي بناه الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف ولم يبق منه إلا المئذنة ، ومسجد جامع آخر الذي بناه محمد بن عمر بن عديس الذي تحول فيما بعد إلى كنيسة السلفادور ، وهناك برج الذهب الذي بناه حاكم اشبيلية الأمير الموحدي أبو العلاء إدريس ، وقصور البحيرة وحدائقها .
ومن أعلام اشبيلية ، ابن رشد الفقيه وابن العربي المحدث والقاضي عياض بن موسى وأبو بكر بن خير ، ومن الشعراء ابن حمديس وابن هانئ وابن قزمان.

2

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة