ألا لا يجهلنّ أحدٌ علينا

تاريخ النشر: 04/12/16 | 13:16

يحقّ لنا أن نتفاخر ونرفع رؤوسنا عاليًا فنحنُ، هذه الأقليّة الصّامدة الباقيّة في الوطن، لسنا من ضيعة صغيرة. نحن عشرون بالمائة من سكان دولة إسرائيل. وهذا رقم ثابت، مثل كلام السّياسّيين، لا يتغّير منذ خمسينات القرن الماضي. جاء مليون روسيّ واستوطنوا في بلاد السّمن والعسل وبقينا عشرين بالمائة. وجاء عشرات الألوف من اثيوبيا وبقيت نسبتنا من مجموع السّكان على حالها. أليست هذه معجزة؟ البركة في نسائنا الولودات وفي ليلة السّبت المباركة. ولكنّنا بكلّ تواضع، تجاوزنا هذه النّسبة في ميادين عديدة. فنسبة قتلانا في حوادث الطّرق بلغت ثلاثين في المائة من مجموع قتلى حوادث الطّرق في البلاد، وقد بلغ عدد قتلانا في هذا العام، حتى كتابة هذه السّطور، مائة عربيّ بينما في الفترة الموازية من العام الفائت كان العدد ثمانية وثمانين قتيلا أي ارتفاع نسبته11%، وهذا أنجاز لا يستهان به، كما أنّ نسبة السّجناء العرب من مواطني دولة إسرائيل وفي سجونها بلغ 40% حتّى اليوم وخمسة في عين الحسود.!

وكما تعرفون فإنّ شعارنا: لا يسلم الشّرف الرّفيع من الأذى إذا لم يُسفَك ويُسفَح على جوانبه الدّم، فنحن نقتل نساءنا وبناتنا باسم شرف العائلة، ويحقّ لنا أن نفتل شواربنا لأنّ ثمانين بالمائة من النّساء المقتولات في البلاد عربيّات.
وأما عن حوادث القتل فنحن والحمد لله في الطّليعة. فلا يمرّ يوم بدون قتيل أو قتيلين سواء بالسّلاح الأبيض أو بالسّلاح النّاريّ، ونعّلق دم قتلانا على “ملعون أبوكي شرطة”. نحن لسنا مسؤولين. تربيتنا لأولادنا ممتازة، وسلوكنا فيه تسامح ونعدّ العشرة دائمًا، ونحترم الجارّ وابن البلد والكبير والصّغير والرّجل والمرأة والطّفل والشّجر والنّبات، ونحافظ على الملك العامّ والنّظافة العامّة، ونحترم الآخر ونهتدي بأقوال الرّسل والأنبياء والكتب المقدّسة.
لا أحد أفضل منّا. ولا أحد مثقّف أو حضاريّ أو متسامح أكثر منّا. “فشر” من يتطاول علينا!! ألا يجهلنّ أحد علينا. نحن أحفاد عمرو بن كلثوم. كنّا وما زلنا إذا ولد الطّفل علّمناه في بداية النّطق: “أبّاه أمّاه .. دبسة عصاه!!”
أفلا يحقّ لنا أن نتفاخر. يخزي العين. وإذا كانت الشّرطة غير مسؤولة فلماذا لا نتّهم لجنة المتابعة فالحلّ السّحريّ كامنٌ في النّاصرة، ولماذا لا نتّهم القائمة المشتركة فالنّوّاب العرب هم المسؤولون عن العنف وعن الفقر وعن قتل النّساء وعن عدم سقوط المطر لأنّهم مشغولون بالخّطة الإقتصاديّة وبقانون المؤذّن وبالبيوت غير المرخّصة وبالقرى غير المعترف بها وبالحرائق.
الله يسامحهم!!!

محمّد علي طه

unnamed

تعليق واحد

  1. تحياتنا لك أيها المعلم الكبير, معلم الأجيال, معلمنا جميعا, الأستاذ محمد علي طه. إسمح لي يا شيخنا أن أضيف توقيعي على كل ما كتبت. قال تعالى: “أليس منكم رجل رشيد؟”. أنت رشيدنا في زمن قل فيه الرشد والعقل. ولكني لا أوافقك على الفقره الأخيره. فقيادتنا مشغوله بهموم العالم العربي أكثر من همومنا. نافقوا لحافظ الأسد. تملقوا أمام القذافي الذي ذلهم. واليوم يتملقون أمام خائن قطر وأتباعه من حماس, الذين لا يقلون خيانه عنه. المصالحه بين فتح وحماس تساوي صفرا بجانب ضحايا حادث الليله. لا عمرهم تصالحوا ! إعملوا لوقف نزيفنا الداخلي من قتل وعنف. نعم, الحل السحري في الناصره ومفتاحه في جيب أيمن عوده. ولكن إنقاذ الناس هنا من حوادث الطرق لا يعطيهم فرصة المقابلات في الجزيره وفي الميادين. لذلك دم الناس في الداخل لا يهمهم. المهم أن ننقذ الناس في غزه ونشاهد أنفسنا في الميادين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة