أنقذوني من جنوني

تاريخ النشر: 23/10/16 | 9:13

أنقذونِي مِن جُنونِي،
وارجُموا تِيهي المُدَمَّى،
في طواحينِ الدِّيُونِ.
أردَعُوني عن مَدَارِي الفوْضَوِي،
وأهملونِي حيثُمَا مَلَّتْ عِيوني.
جَرِّدونِي من مَلاذِي الدُّنيَويّ،
أوصِدوا ألأبوابَ خلفِي واهجُرونِي.
أوقِفوا دَوَرَان أرضِي العَفَوِيّ،
واتركُوا ألأيامَ تمتصُّ شُجُونِي.
مَرَّ عُمري في رَبيعٍ طابَ فيّْ،
ومع الشِّعرِ الفصِيحِ كَلَّلوني.
اكتبُ الشِّعرَ المُقفَّى الوطَنيّ،
وأدَاوِي خَافقِي المسكون بالحُبِّ المَتينِ.
اُقسمُ باللهِ عيسَى والنبيّ،
أن أصْحابَ ألحِرَف قد شيَّبونِي.
بالخِداعِ المُرِّ حينَ شيَّدوا،
بيتي الوقور القرويِّ،
خرَجَ الْبُهتانُ في الزِّيِّ الأمينِ.
جاء قصّارٌ أديبٌ،
يَتبَاهَى بالسِّلوك الخُلقيّ،
إذ به المخلوق من نار ٍ،
ولَم يُجبلْ بِماءٍ ثم طين.
جاء بلاطٌ دهاني بالجدارة إنَّمَا،
كَانَ حراميَّاً حقيراً ثعلبيّ،
فاسْتَجرتُ بالقُضَاةِ أَنْقَذوني.
كانَ نجّاريَ شَيْخاً ويُصَلّي،
كلَّ وقتٍ بِخُشوعٍ وتَقيّ،
إِنَّمَا عُرقوبُ هذا العَصْرِ كانَ،
وَوُعودِهِ دوَّخوني.
أَشفَق خِلِّي عليَّ،
عند دهان ٍ يهودي ٍأصيل ٍ يَمنيّ،
قادَني يُخرِجُني ¸من كوابيسِ جنوني.
صَبّ في قلبي شعورا ًأخويّ،
أرقَصَ دمعَ الفرحِ فوقَ جِفُوني.
وَلَعنتُ كُلَّ دجّالٍ حَقيرٍ عَربِيّ،
واستغثت باليهودي الأصيلِ،
هَوِّدوني، هَوِّدوني، هَوّدوني.
فالعروبَةُ التي أوهَبتُهَا قلبِي الغنيِّ،
قد رمتني كاللقيط،
أَحيى عُمْري في كوابيس الجنون.

أحمد طه

ahmadtaha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة