وادي عارة حاضرة ثقافية

تاريخ النشر: 19/11/13 | 6:00

في ساعة متأخِّرة من مساء السبت الماضي (16-11-2103 ) كنتُ لا أزال أعيش مع شلة صحب لحظات فرح في القاعة الجميلة " لمقهى حكاية " في بلدة كفر قرع الواقعة عند المدخل الغربي الجنوبي لوادي عارة الجميل. وكنتُ بدأت أتامَّل ما كان ذلك المساء وازدياد قناعاتي بما باته وكانه وادي عارة في المثلَّثِ الشمالي. أذكر في ذلك المساء، رأيتُ أصدقاء كثيرين وكبرت في عيني صورة أولئك الناس وما في ملامحهم من طيبة وبساطة، هما أجمل ما في الإنسان. أفرحني كثيرا وجود شُبّانٍ وبناتِ في عمر الورد وأطفال يتراكضون بيننا، يُعيدون لي صّور أحفادي الجميلين، بما يحملونه من ملامح توحي بتجدُّد حياة. في تلك الَّلحظات أدهشني تصرف صاحب المقهى، فتح بطيبة قلب، نفحة كرم وفيض ضيافة مفرحة، فتح زوايا مطعمه (مقهاه)، لِيعرض بين جدران "مقهاه" أعمالا فنية أبْدَعها بَعض فنانين إخوة وصحب، فنانات وفنانين، جاء أكثرهم ذاك المساء من وادي عارة، من الجليل، الجولان، مرتفعات الكرمل وشاركهم روحيا بأعمالهم (وهي في نظري أهم من الجسد) أصدقاء فنانون آخرون من سوريا الموجوعة، غزة والضفة الغربية ومن الأردن الشقيق.

ما أدهشني ذلك المساء، حقيقة، وآمل تكراره، حقًا، في أكثر من مكان فيما تبقى من وطني السليب هو ما فعله صاحب ذاك "المقهى" السيد نضال فنادقة. ولا أبالغ حين أؤكد أنَ في غدٍ سيأتي بعد جيل وأكثر وحين ستتجدَّدُ حياة، سيذكر أحفادنا الفنانون وكتاب الغد الآتي والراغبون الحقيقيون في معرفة بعض ما كان من حراك ثقافيٍّ، أدبي وفنيٍّ، حراكِ إنسانيِّ الأبعاد، سيذكرون ثلاثة أمور على الأقل:

* وادي عارة كان أحد مهاد حركة الفن التشكيلي، التي عرفت كحركة فعلية، عرفت نشأتها بين العرب الباقين في وطنهم في العشرين سنة الأخيرة.

* كان "مقهى حكاية" لصاحبه نضال فنادقة أول من فتح بابه (من غير المؤسسات الحكومية والرسمية الأخرى كالحزبية) لاستقبال عرض أعمال أولئك الفنانين المتواصلين مع إخوتهم الفنانين الأخرين من الجليل والكرمل والجولان وأماكن أخرى.

* وأكّدت تلك الأمسية الثقافية الدَّوْرَ التوثيقي الذي أداه موقع بقجة في كفرقرع وشقيقه موقع المسار في أم الفحم، فالموقعان، رغم هدفهما التجاري والإعلامي، قاما بتوثيق كل حراك إجتماعي وثقافي في الوادي.

وما أجمل تلك الساعات النهارية التي قضيتها بين إخوة لي في قاعات المقهى، كُتّاب وشعراء وفنانين تشكيليين وكم كنتُ أتمنّى لو أننا نُلخِّصُ بهدوء ومسؤولية تلك الأمسية الرائعة فنتوخّى توسيع حراكنا الثقافي ونتعلم دائما من كل مناسبة كهذه، متوخّين كذلك تجنب تحميل أنفسنا أو تحميل أصدقاء آخرين كُلْفة غير لازمة، وأن نلتقي في تلك الأمسيات بناس كثيرين من بلدات مختلفة. فالحراك الثقافي الحقيقي والناجح هو خير سبيل لتحقيق ما نحلم به كثيرا ويتمناه كثيرون. وهو خير سبيل لتهذيب النفس وضمان متعتها الحياتية الصادقة.

كتب في هذا السياق:كانَ ذلِكَ في مَقْهى حِكاية

المعرض الدولي الأول للفنون التشكيلية بكفرقرع

نجاح باهر لمعرض الفنون الدولي الأول بكفرقرع

كلكم مدعوون لافتتاح المعرض الدولي للفنون بكفرقرع

تعليق واحد

  1. شكرا لك يا شاعرنا على كونك سباقا كما عهدناك. اشكرك على حضورك وعلى نشاطك وعلى المحادثة التي جرت بيننا في “حكاية”. آمل ان اتمكن قبل نهاية هذا الاسبوع من كتابة ملاحظاتي حول هذا المشروع الرائع ونشرها في بقجة، شاكرا لرانية، نضال، سعيد وكل الفنانات والفنانين الذين شاركوا لانهم دائما ما يفتحون الآفاق امامنا ويزودونا ببعض أمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة