أخوف من أردوغان أم كراهية للإسلام؟

تاريخ النشر: 02/08/16 | 18:25

ان يفرح السيسي وبشار وبطانتاهما الفاسدة والساقطة اخلاقيا ووطنيا من قطعان الراقصين والراقصات والممثلين والممثلات الاحياء منهم والاموات ، والمتكسبين من العلمانيين والليبراليين الفاشلين ، والمرتزقة من الكتاب ( والمفكرين !!! ) ، فهذا طبيعي ، فماذا نتوقع من انقلابيين سفاحين يقتلون ويمزقون شعوبهم واوطانهم في سبيل بقائهم المغتصِب للسلطة في بلادهم ، وممن التف حولهم من سقط المتاع في مجتمعاتنا العربية ؟!!!
ان يكره الغرب اردوغان وحكومته وحزبه وعقيدته الثائرة ، وأن يتآمروا عليه كما كشفت التحقيقات على أثر سقوط محاولة الانقلاب في تركيا ، فهذا أيضا غير مستغرب على الاطلاق … فالحكومات الغربية في اغلبها الساحق ، ولا أقول الشعوب فهي مضللة في اغلبها ، والأقلية فيها تعرف الحقائق المجردة ، ما زالت تحمل احقادا غائرة في النفوس بسبب ما توارثته من ثارات تراكمت عبر القرون بفعل حكومات الإسلام منذ القرون الوسطى وحتى سقوط الخلافة العثمانية في إسطنبول في العام 1923 ، وما حققته من إزالةٍ لعروشٍ ، وإسقاطٍ لإمبراطوريات ، وما حققته من قفزات في مجالات الحضارة والمدنية جعلتها مهوى قلوب اهل أوروبا لقرون طويلة .. هم لا يريدون لهذا الإسلام الذي نافسهم طويلا ، وحد من اطماعهم وحاصر انتهازيتهم ورغبتهم الجامحة في السيطرة والنفوذ ، أن يكون له مكان تحت الشمس …
ببساطة هم لا يريدون منافسا لهم في العالم ، يشاركهم تقاسم ( الكعكة !!!!!!!!!! ) .. يريدونها لوحدهم فقط .. اما الاخرون وبالذات المسلمون منهم ، فليس لهم ان يطمعوا في اكثر من الاكل والشرب والنكاح ، وإن أرادوا الصلاة كعلاقة مع الله فقط لا تتجاوز ذلك الى الحياة ، فلهم ذلك ..
أما ان يأتي التشفي باردوغان وحكومته وحزبه عند بداية محاولة الانقلاب الفاشلة وحتى الان ، ثم الطعن في مشروعية الرئيس الشرعي الوحيد في العالم العربي والاسلامي الذي جاء عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة وديموقراطية حتى النخاع ، إن يأتي ذلك كله من نخب مثقفة – وانا لا اعمم – من المفروض ان تحتكم في تحليلاتها للمعايير العلمية والموضوعية مهما اختلفوا او اتفقوا مع السيد المقدام والبطل المغوار السيد اردوغان ، فهذا ما استغربه فعلا ..
من المؤسف جدا ان ينبري هؤلاء في الطعن في اردوغان بإسفاف مضحك مبكي في ذات الوقت ، متناسين مسائل لا يجب ان نختلف عليها ابدا :
أولها – لا للانقلابات العسكرية ( العسكرتارية ) التي ما جرت على وطننا العربي منذ تسلم العسكر مقاليد الحكم فيها الا الويلات والدمار والتخلف والهزائم والاستبداد والفساد …
ثانيها – الوصول للسلطة لا يجب ان يكون الا عبر صناديق الاقتراع فقط وفي اطار انتخابات ديموقراطية نزيهة وحقيقية وشفافة ، تتم في أجواء من الحرية والتعددية والكرامة بعيدا عن سطوة البوليس والمخابرات وقبضة العسكر ..
ثالثها – تداول السلطة سلمي فقط ، وعبر الادوات الديموقراطية فقط ..
رابعها – السلمية في بناء العلاقات البينية داخل المجتمعات وبينها وبين الخارج ، بعيدا عن اي شكل من اشكال العنف والبطش واللاقانون ..
يؤلمني جدا ان اجد الصفحات والمواقع تطفح بالشطط في الحديث والتحليل والتطاول على الحكومة والرئيس التركيين ، النظام الديموقراطي الوحيد في عالمنا العربي والاسلامي ، خصوصا بعد فشل محالة الانقلاب التي قتلت المئات من الشعب التركي السلمي ، وقصفت المؤسسات السيادية وخططت بناء على ما رشح من معلومات ، لارتكاب اغتيالات والغاء حريات وتعطيل مؤسسات المجتمع المدني .. الخ …
غريب الا يُغَلِّبَ هؤلاء النفر من شعبا وامتنا عقولهم على احقادهم الفكرية والشخصية ، فيفعلون ما فعلت احزاب المعارضة العلمانية في تركيا في وقوفها الى جانب الدولة والديموقراطية في مواجهة الانقلاب ، واصرارهم على الوقوف خلف الشرعية بالرغم من اختلافهم الجوهري مع اردوغان وحزبه وحكومته وسياساته ..
تعالوا حتى نعترف ، ان تهجم هؤلاء – وانا لا اعمم ففيهم العقلاء رغم قلتهم – وتطاولهم غير الاخلاقي على اردوغان وحكومته ليس سببه ديموقراطية اردوغان وحكمه الرشيد ، فهذا مما يستحق الاشادة والتأييد والاشارة بالبنان ، بل لانه ( اسلامي ) ، وهؤلاء لا يريدون ان يروا اسلاما عزيزا في وطننا العربي لأسباب لا يتسع المقام للخوض فيها .. لهذا دعموا انقلاب السيسي ، ولهذا يدعمون مذابح جزار دمشق الذي قتل نحو سبعمائة الف من ابناء الشعب السوري ، وشرد نحو سبعة ملايين ، وحول مدن سوريا الزاهرة الى كومة من الانقاض ، لا لسبب ، الا لحرصه على البقاء في السلطة التي اغتصبها هو وابوه منذ اكثر من اربعين عاما .. لهذا ايضا يدعمون حفتر في ليبيا وعبدالله صالح والحوثيين في اليمن .. وهكذا ، وهكذا ………
من اجل ان نكون منصفين مع هؤلاء ، علي الاعتراف بأنهم قد يقبلون بالإسلام شريكا ، ولكن اي اسلام ؟؟؟؟ هذا هو السؤال …. المتابع لأدبيات هؤلاء وما تطفح به منها قنوات الصرف الصحي الصحفية الصفراء ، يرى بوضوح ان الاسلام الوحيد المقبول عند هؤلاء هو الاسلام التي يتعامل مع المقابر والمناسك ، والذي لا علاقة له بالحياة .. اما الاسلام الذي هو نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً ، الإسلام الذي هو دولة ووطن وحكومة وأمة ، وخلق وقوة ورحمة وعدالة ، وثقافة وقانون وعلم وقضاء ، ومادة وثروة وكسب وغنى، وجهاد ودعوة وجيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة ، وعبادة صحيحة سواء بسواء ، فهذا اسلام لا يريدونه لأنه ببساطة ينغص عليهم حياتهم – كما يبدو – ويمنعهم من الولوغ في المحرمات ويضمن لهم الاستئثار بالسلطات والتمتع بالثروات دون رقيب او حسيب ..
الامر واضح وضوح الشمس … هم يعرفون انه وفي ظل نظام ديموقراطي فان الحظ الاوفر – وليس الاكيد – هو لأصحاب المشروع الاسلامي .. لذلك تراهم يعلنون الحرب على الاسلاميين في كل مكان ، ويفضلون العسكر الانقلابيين والدكتاتورية الفاسدة والحاقدة ، ويتحالفون معها ان ضمنت لهم عدم وصول الاسلاميين الى السلطة ولو ديموقراطيا …
خسارة فعلا ……… قد يظن هؤلاء انهم بتطاولهم على الشرعية في تركيا أو مصر قد يرسموا تاريخا او يغيروا ناموسا او قانونا كونيا … لا …. فالله غالب على امره ، ولكن اكثر الناس لا يعلمون ..

إبراهيم صرصور- الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
ibrahemsrsoor

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة