الباهاماس فردوس يختصر جمال الجزر
تاريخ النشر: 20/09/16 | 0:00وسط المحيط الأطلسي وخليج المكسيك تسبح جزيرة فردوسية تتسابق الأمواج لحظات المد والجزر على لثم شطآنها اللؤلؤية، فكأنه لقاء عشق سرمدي يسكن في ذاك المكان البعيد من العالم الجديد. إنها الباهاماس.
يظن الكثيرون أن الباهاماس إحدى جزر البحر الكارييبي الذي تشرف عليه أميركا الجنوبية، في حين أنها تقع في أميركا الشمالية، رغم أنها سياسيًا تعتبر جزءًا من الأرخبيل الكارييبي. ومهما تكن جغرافية الباهاماس السياسية أو الطبيعية، فهي بلاد أقل ما يمكن القول عنها إنها تختصر جمال العالم في جزرها السبعمئة الصغيرة.
ناسو العاصمة التي تحضن كل تناقضات التاريخ والهندسة
رغم الطابع الأميركي الذي يطغى على نمط الحياة في ناسو، تملك عاصمة الباهاماس طابعًا فريدًا يذكّر بمدن الكارييبي. وهي تستمد سحرها من التناقضات الفريدة بين هندستها المعمارية الأسبانية القديمة وحيوية الأطلال التي خلّفها القراصنة.
تنتشر على واجهة ناسو البحرية الفنادق الفخمة، والمنتجعات السياحية، التي يقصدها السياح لممارسة مختلف النشاطات البحرية. وتحتضن شوارعها الداخلية المعالم التاريخية الجميلة، ولعلّ أهمها ساحة البرلمان حيث تنتشر الأبنية القديمة، والدوائر الرسمية وتتحلّق حولها مقاهي الرصيف.
وعبر كورنيش المدينة الجنوبي ممر كوينز ستيرزكيس الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، تتحوّل رياضة المشي إلى متعة تاريخية فريدة لا تخلو من الرهبة.
يصل جسر بحري، مدينة ناسو ببارادايس أيسلاند، حيث مملكة الشواطئ الساحرة، والمنتجعات الفخمة، أهمها رويال فيكتوريا غاردن، الذي يغمر عشاق النبات الإستوائية بـ 300 نوع، مما يُشعر نزلاء الفندق بأنهم وسط غابة استوائية، بنمط حياة مخملية.
غراند باهاما أو باهاما الكبرى فردوس هواة السمرة والتسوّق في آن
تعدّ غراند باهاما ثانية جزر الباهاماس، التي يقصدها السياح بكثرة خصوصًا الأميركيين خلال فصل الشتاء. وتتميز بطبيعتها الخلابة التي يجد فيها هواة السمرة مرتعًا لهم، فيستلقون على رمال شواطئها اللؤلؤية، ويتفيأون بغاباتها الصنوبرية الكوبية.
ويجد هواة التسوّق في سوقها الحرّة متعة الحصول على أهم الماركات العالمية بأسعار زهيدة. و يعتبر فريبورت لوكايا العصري أهم المواقع السياحية رغم أنه لا يتضمن الكثير من المعالم التاريخية.
ويتعرّف زائر هذه الجزيرة، إلى المعنى الحقيقي للأدغال في متنزّه راند ميموريال ناتتشور سنتر، الواقع شرقي الساحل الجنوبي للجزيرة، ويختبئ في متنزّه غاردن أوف ذا غروفز، فردوس أخضر صغير، يجتمع فيه 5000 نوع من النبات الغريب من جميع أنحاء العالم.
كما يضم المتنزّه متحف غراند باهاما، الذي يروي تاريخ الجزيرة خلال عصر هنود اللوقايا، ويضم متنزّه لوقايان ناشونال بارك أروع غار بحري، يقبع في عمق البحار.
بيميني جزر أرنست همنغواي المفضّلة
كانت جزر البيميني المكان المفضّل لدى الكاتب الأميركي أرنست همنغواي. تشرف البيميني على خليج المكسيك، وتبعد مسافة 80 كيلومترًا عن غرب ميامي.
تبلغ مساحة هذه الجزر ثلاثين كيلومترًا مربعًا، ويأخذ شمالها شكل مشبك السلطعون بطول 11 كيلومترًا، وعرض لا يتعدى 366 مترًا، ويشبه جنوبها صدفة كبيرة، أما المكان الأكثر ارتيادًا، فهو مدينة أليس، حيث يمكن السائح، أن يحقق رغبته في الاستلقاء على أرجوحة شبكية معلقة بين شجرتي نخيل على الشاطئ، وينعم بكوكتيل من الفواكه الاستوائية، ويستمتع بحوار الصيادين الذين يتباهون بما اكتشفوه في عمق البحر، أو يكتفي بمشهد غروب الشمس الخلاّب.
وتقود طريق “بيميني رود” إلى قارة أطلنتس الشهيرة التي لا يزال اختفاؤها سرًا من أسرار التاريخ. وتتحوّل السباحة في الخليج إلى مسابقة “أولمبية”، يتنافس خلالها السباحون والدلافين التي تظهر في شكل مستمر لتقفز فوق الأمواج، وكأنها تحيّي السباحين.