جولي في عوالم هوليوود الرومانسية

من منا لا تحلم برحلة رومانسية مع شريك حياتها بعيدًا عن الجنون الذي يرمي بعبئه الثقيل على يومياتنا! من منا لا تحار في اختيار البلد أو المدينة التي ترغب في تمضية إجازة فيها بعيدًا عن ضوضاء انشغالاتها اليومية في العمل والبيت! جميعنا نحلم برحلة كهذه، ولكننا نسأل أي مدينة يمكنها أن تحقّق لنا هذا الحلم؟ هوليوود تفعلها، تأخذك من خلال عدستها إلى مدن وأماكن جالت فيها مع أبطالها في عوالم الرومانسية. إلى نيويورك الاستوديو الطبيعي الثابت لهوليوود بكل مضامين أفلامها البوليسية، والاجتماعية منها كما الرومانسية منذ عام 1940، أخذتنا عام 1989 مع بطلي فيلم When Harry Met Sally ميغ ريان وبيلي كريستال إلى عوالم الحب الأفلاطوني، جمعتهما نيويورك بعد مرور عشر سنوات على تخرّجهما في الجامعة، فيما عام 2009 اجتمع أبطال فيلم New York I love you بقصصه العشر المختلفة في الحبكة والسيناريو والشخصيات، تحت سقف نيويورك باسم الحب، لنعيش مع جوليا روبرتس وريتشارد غير في فيلم Pretty woman قصّة حب من قصص أدب الأطفال الخيالية في لوس أنجليس عام 1980، وتنشأ في لاس فيغاس قصة حب بالصدفة بين كاميرون دياز وآشتن كاتشر، بطلي فيلم What happens in Vegas.

نيويورك تفاحة الرومانسية
دعي التفاحة الكبيرة تنثر سحرها على حياتك الرومانسية، وجولي في هذه المدينة- الأيقونة، واستمتعي بتفاصيلها التي تُدخلك في لعبة موسيقى الجاز التي تجيد اللعب على إيقاعاتها وأنماطها، وذوبي في حركتها اللامتناهية، متتبعةً خطى هاري وسالي في فيلم When Harry Met Sally بدءًا من ساحة واشنطن حيث بدأ مشهد هاري حاملاً حقائبه لحظة وصوله إلى نيويورك، لتظهر سالي في المشهد الثاني تخبر صديقتها بأنها قطعت علاقتها مع خطيبها في مطعم بوتهاوس، في الوقت الذي تأخذنا الكاميرا إلى مشهد هاري يخبر صديقه بأنه انفصل عن زوجته. زميلا الجامعة أصبحا عازبين من جديد، ليعودا ويكتبا حكايتهما الرومانسية في نيويورك.

متنزّه واشنطن سكوير
يقع عند سفح الجادة الخامسة، تدخلين إليه عبر بوابة عملاقة مقوّسة لتستقبلك نافورة كبيرة. يمكن القول إن متنزه ساحة واشنطن هو نموذج لكل وجوه نيويورك، إنه المكان الذي يجتمع فيه سكان نيويورك وزوّارها من كل الأعمار والجنسيات والأهواء. فهنا الأطفال يسرحون ويمرحون من دون قيود وسط الأخضر، فيما هواة الشطرنج يجلسون بصمت يحدّقون إلى حجارتهم، في منطقة لعب الشطرنج جنوب المتنزّه… وموسيقيو الشارع يطلقون العنان لألحانهم تصدح في هذا المتنزّه.

أحداث مهمة جرت في متنزّه واشنطن سكوير:
-في 27 أيلول/سبتمبر عام 2007، دعا المرشح الرئاسي الديموقراطي باراك أوباما الى تجمع في ساحة واشنطن. وتسجّل نحو 20 ألف شخص لهذا الحدث، والحشود تخطت البوابات والطوق الأمني… وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» التجمع بأنه «واحد من أكبر حملات العام».
-صوّرت معظم مشاهد فيلم I’m The Legend من بطولة ويل سميث في متنزّه واشنطن سكوير

سنترال بارك
في قلب مانهاتن يمتد سنترال بارك، ويُعرف برئة المدينة، وتبلغ مساحته 341 هكتارًا. في هذا المتنزّه يجد سكّان نيويورك وزوّارها متنفسًا للراحة. فهنا تقام المهرجانات الموسيقية الكبرى، وحفلات الشواء العائلية، وبعضهم يختار المتنزّه للاسترخاء والاكتفاء بالاستلقاء وسط الأخضر غير آبه بصخب نيويورك وازدحامها. هنا تمشى هاري وسالي التي اعترضت على لمسة الخريف الدائمة في المتنزّه. ثم توجّها نحو متحف ميتروبوليتان وجالا في معبد دندور الذي قدمته مصر هدية إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1965 بحضور جاكلين كنيدي.

مقهى بوت هاوس Boathouse
من متنزّه واشنطن سكوير إلى مقهى بوت هاوس، حيث كانت تخبر سالي صديقتها ماري عن انفصالها عن خطيبها. يقع المقهى شرق شارع 72 ومتنزه درايف شمال سنتراك بارك على ضفة بحيرة. في هذا المقهى سوف تنعمين بوجبة شهية على الطاولة التي جلست عليها سالي وماري، التي قالت لها جملتها الشهيرة «في الخارج الآن، هناك شخص ما، هيّا اذهبي واستولي عليه، وإذا لم تفعلي فستمضين حياتك وأنت تعرفين أن امرأة أخرى قد استولت على زوجك».
من بوت هاوس توجهي إلى شكسبير أند كو بوكسيلير Shakespears & co Booksellers برودواي 2259 في الجادة 81 في الجهة الغربية، حيث التقى سالي وهاري زميلا الجامعة من جديد، بعد خمس سنوات من لقائهما في الطائرة واعترفا بأنهما عادا عازبين.

مطعم كاتزس دليكاتسين Katz’s Delicatessen
لا يزال هذا المطعم مزدهرًا حيث كان يلتقي فيه هاري وسالي. استغل أصحاب المقهى مشاهد الفيلم فعلّقوا لوحات فوق بعض الطاولات، منها ما كتب عليه «هنا جلس هاري وسالي»، وأخرى كتب عليها «عندما التقى هاري سالي، نتمنى أن تنالي ما حظيت به». توقّعي الازدحام في هذا المطعم، ربما روّاده يرغبون أن يحصل معهم مثلما حدث مع هاري وسالي! كما أن هذا المطعم دارت فيه مشاهد فيلم دوني براسكو Donnie Brasco عام 1997 من بطولة آل باتشينو وجوني ديب.
معلومة: يقع مطعم كاتزس دليكاتسين في منطقة 205 شرق شارع هيوستن بين شارعي لودلو وأوركارد في القرية الشرقية.

« نيويورك أحبك»
تعرّفي إلى الأماكن التي نقلها فيلم New York I love you، في المدينة التي لا تنام، والحب الذي هو دائمًا في البال. تنبع المشاعر في الحياة في «نيويورك، أنا أحبك»، فيلم وليد مجموعة من المخرجين وكتّاب القصص الأكثر إبداعًا، ويضم عددًا كبيرًا من النجوم. مشاهد من العفوية، تعكس روح نيويورك التي تفاجئك في كل تفاصيلها المثيرة والمضحكة والمؤرقة، تكشف لقاءات تحت سماء مانهاتن. من تريبيكا إلى سنترال بارك في بروكلين تنسج قصة حب مختلفة مثل نسيج نيويورك نفسها. أبطال عشر قصص يأخذوننا إلى عوالم نيويورك: ناتالي بورتمان، إيثان هوك، أندي غارسيا، برادلي كوبر، جون هورن، جولي كريستي وغيرهم… ننتقل معهم وقصصهم إلى شوارع نيويورك فيفث أفنيو ومقهى والكر في شارع فارك 16 وشارع نورث مور في مانهاتن، وسنترال بارك، تدهشنا الكاميرا عند الوقوف في أعلى برج إمباير ستايت، الذي يقع في ركن فيفث أفنيو في شارع 43 وهو رمز الحجر السماوي النيويوركي. شُيّد إمباير ستيت بيلدينغ أثناء الأزمة الاقتصادية عام 1929 خلال 410 أيام، يبلغ ارتفاعه 443 مترًا ويضم 102 طبقة. ويطلّ برج المراقبة في طبقته الأخيرة على مشهد ساحر للمدينة، ويفضّل الصعود إليه إما صباحًا أو مساءً لتفادي انتظار دورك الذي قد يطول.

لاس فيغاس وفيلم What Happens in Vegas
إنها لاس فيغاس المدينة الأميركية التي تعرف كيف تداعب أخيلة من يزورها بسحر بلاد العم سام بائع الأحلام، وزادت هوليوود من لعبة الرومانسية فيها، لتضحى لاس فيغاس مرادفًا للزواج وألفس بريسلي. فلاس فيغاس في السيناريو الهوليوودي مدينة الرومانسية الكوميدية في الغالب. تستفيق جوي ماكنالي (كاميرون دياز) التي قصدت لاس فيغاس لإجازة لتجد نفسها متزوجة من جاك فولر – آشتون كاتشر)، فيأخذنا البطلان إلى عالم فيغاس بكل ضوضائه ومرحه. صحيح أن البعض يشبّهها بباريس عاصمة الأنوار، ولكن باريس لم تعد كذلك إذا أردنا المقارنة بين المدينتين تقنيًا، وليس ثقافيًا. ففي لاس فيغاس 24000 كيلومتر من مصابيح النيون تنير منطقة ستريب ووسط المدينة. في بداية الثمانينات من القرن الماضي، كانت لاس فيغاس تقدم لزوارها عروضًا ليلية تأخذ الألباب، ولكن ما إن يسطع نور النهار حتى يختفي الحلم الليلي فتبدو المدينة حزينة لفراق ليلها الصاخب. ولكنها اليوم تحوّلت إلى مدينة نابضة تحت نور الشمس وأضواء الليل.

لوس أنجليس وبريتي وومن Pretty woman
الأحلام والثروات تُصنع في هوليوود. إلى الشواطئ الجميلة، والمناظر الخلابة والطقس الرائع سافري. إنها لوس أنجليس واحدة من أكثر الأماكن رومانسية في العالم. وليس من قبيل المصادفة أن تكون حاضرة في العدسة الهوليوودية للعديد من الأفلام الرومانسية، بما في ذلك فيلم Pretty Woman.

فندق ريجينت بفرلي ويلشاير… بين الحقيقة والخيال الهوليوودي الرومانسي
اسمحي للوس أنجليس بأن تأخذك إلى عالمها، وتتبعي خطى جوليا روبرتس، وتصفّحي الأماكن التي اختارتها هوليوود لتروي حكاية فيفيان الفقيرة وإدوارد المليونير. وحده الحب يُسقط شروط الطبقية من وجهة نظر هوليوود. تقودك قدماك إلى حيث تذوّقت فيفيان (جوليا روبرتس) طعم الترف والحياة المخملية في فندق ريجنت بفرلي ويلشاير الذي يقع في جادة ويلشاير 9500 عند سفح روديو درايف في بفرلي هيلز. شيّد الفندق عام 1929 وجاء تحفة فنية رائعة. تحوّل ريجنت بفرلي بعدما صورت فيه معظم مشاهد «بريتي وومن»، مقصد الرومانسيين الذين يرغبون في تمضية عطلة نهاية الأسبوع. ولكن لا يمكن المبيت في الجناح الذي كان إدوارد (ريتشارد غير) يبيت فيه. فرغم أن التصوير تمّ فعلاً في بهو استقبال الفندق وفي صالة الرقص ومحيطه الخارجي، فإن الجناح في الحقيقة بُني في استوديو ديزني في بوربانك، ولكن هوليوود بنت جناحًا صورة طبق الأصل عن الجناح الأصلي. أما مشهد تعليم مدير الفندق فيفيان اللباقات الاجتماعية لسيدة راقية، وإتيكيت الجلوس إلى الطاولة، فقد أخذ في قاعة الرقص في فندق إمباسدور الذي هُدم راهنًا، ولكن يمكن أن تقفي على أرضه الفارغة في جادة ويلشاير 3400، وسط مدينة لوس أنجليس، وتتخيلي فيفيان تتعلم اللباقة الأرستقراطية.

التسوّق بأسلوب فيفيان
ومع فيفيان قومي بجولة تسوّق في بفرلي هيلز. ابدئي في بوتيك «روديو درايف» حيث لم يبدِ الموظفون اهتمامًا بفيفيان، لأنها كانت ترتدي ثيابًا متواضعة، ولكن حصل الانتقام لها عندما اصطحبها إدوارد، وأُحرج الموظفون هناك. وكما فعل الموظفون في الفيلم، أخطأ أصحاب البوتيك الفعلي عندما لم يسمحوا بعرض اسم البوتيك الحقيقي، وهو Boulmiche في شارع سانتا مونيكا 9501، ويقع على زاوية روديو درايف.

مطعم سيكادا حاضر في الكاميرا الهوليوودية الرومانسية
في مطعم سيكادا Cicada الذي كان يعرف بريكس 2 ريستورانتيه Rex 2 Ristorante كان المشهد الذي واجهت فيه فيفيان مشكلة أكل الحلزون البحري في حضور إدوارد رغم تكيفها مع نمط الحياة المخملية. يقع المطعم في مبنى أوفيا شارع ساوث أوليف 617. التصميم الداخلي لهذا المطعم وما يحضنه من ترف في الديكور وفخامة، فتح شهية الكاميرا الهوليوودية لتظهره في فيلم Indecent proposal عام 1993 من بطولة ديمي مور وروبرت ريدفور ووودي هارلسون، كما ظهر في فيلم Final Analysis عام 1999 من بطولة ريتشارد غير. وهو أيضًا المطعم الذي يظهر فيه ملك الجاز توني بنيت يغنى لجيم كاري وجنيفر أنستون If I ruled The world «إذا كنت أحكم العالم»، في فيلم Bruce Almighty. وكذلك مشهد عراك أنجلينا جولي وبراد بيت في فيلم Mr. and Mrs. Smith .
أما المشهد الجوي حين حلق إدوارد وفيفيان نحو سان فرانسيسكو لمشاهدة أوبرا «لاترافياتا» والجزء الخارجي من دار الأوبرا، فهو في الواقع المدخل الشرقي القديم الفخم لمتحف التاريخ الطبيعي في مقاطعة لوس انجليس في حديقة المعرض، إلى الجنوب من وسط مدينة لوس انجليس. أما داخل الأوبرا فقد صور في الاستوديو، ولكن هذا لا يمنع من أن تعيشي الافتراض وتزوري الحديقة والمتحف إن كنت من محبي التاريخ الطبيعي. وتجدر الإشارة إلى أن مدخل المتحف ظهر في فيلم بيرل هاربور على أساس أنه مدخل مستشفى في خليج مايكل. وإذا أردت أن تتعرفي إلى المكان الذي صوّر فيه المشهد الرومانسي حين تغلّب إدوارد على خوفه وصعد سلالم النجاة فهو في فندق لاس بالماس، شارع 1738 لاس بالماس، قبالة شارع هوليوود.
هكذا هي هوليوود تعرف كيف تجعلك تعيشين في عالم افتراضي رومانسي وقاسٍ في آن فلمَ لا تختارين، الوجه الرومانسي، وتحلقي نحو عوالمها.