برميليات قاسية

تاريخ النشر: 27/10/13 | 2:41

هذه الكلمات خرجت هناك وفي سفح الجبل حيث يرقد الولد والوالد والام والاخ والاجداد والاقرباء، خرجت هذه الاحاسيس بعد صلاة العشاء يوم امس عندما وري عمي احمد ابو نشأت التراب هناك بالقرب من زيتونتي حيث يرقد ولدي الذي وافته المنية في 25/6/2007 ومن الجدير بالذكر ان هذه القصيدة هي الثانية على التوالي وقد كانت الاولى يوم الاربعاء وبالامس وفي نفس الساعة والدقيقة عندما وري المربي الفاضل مروح خضر كبها الذي عاد من الحج ولم يمهله المرض وقد لفظ انفاسه الاخيرة قبل وصوله الى بيته ولكنه دفن في مسقط رأسه وادى مناسك الحج على اكمل وجه، وهكذا فقدت القرية في اليومين الاخرين حاج مربي فاضل وحاج امتاز بخفة الظل والصورة الجميلة خلقا وخلقة ولم يكن امامنا الا ان نستسلم للقدر ونقول انا لله وانا اليه راجعون.

لوَعت قلبي يا عماه ابا نشأتِ

وكل يوم نُودع قريباً

هنا في هذا المكان وقفنا البارحةَ

ورغم انوفنا لبينا لك المطالبا

الطف بنا يا رب بعد تجمعٍ

والاهلِ والاقرباء صنعوا تجمعا

نم قرير العين ابناء العمومة تجمعوا

جاؤوا ليودعوك شيباً وشباباً

الله اكبر يا ابتاه جاءَ اخوكَ

وفي الحياة حبيباً وفي لقاءهِ مُرّحبا

كنت معكَ سويعةً قبل مماتِكَ

وتبادلنا الطرائفَ وقلتَ اخافُ الكسحا

معافياً كنتَ او كسيحاً انت سندٌ

وخفة الظلِ رافقتنا عرضاً وطولا

تألمتَ ألمنا ضحكتَ وضحكنا معاً

ويومُ الفراقِ جمعةٌ جميلة الطقسا

وطقسُ المماتِ مميزٌ عندنا مهلا

هذه الاجاويد كانوا في الامسِ هنا

شهدت هذه القرية اياماً عصيبةً

ونركبُ الصعبَ حتى ولو كان عُسرا

ان مع العُسرِ يُسرا ابناء عمومتي

عمي الوحيد دفنَ فينا الحزنَ والدمعا

يا راكبين هذه الاكتافِ بلغوا

عني السلامَ للام للاخِ للوالد للولدا

هذه البلادُ جميلةٌ برجالها

عند المماتِ والفقدانِ اشدُ بهم ازرا

ليس الفتى من قال كان ابي

انما الفتى من قال هانئذا

وتجمع الفتيانِ في ساعات المسا

مرحى بِكم تجمعكم في السراءِ والضراء

نم قرير العينِ يابا احمدٌ

صلوا على نبينا المختار المصطفا

لا تحسبن الناسَ خالدون ابدا

انتم السابقونَ وسوفَ نلحقكمُ لحقا

الى جنة الفردوسِ يا ابا نشأتٍ طرائفكَ اثلجت القلبَ والصدرا

في كل زاويةٍ وكل غدوٍ ورواحِ

ذِكراكَ في قلوبنا اذ جمعتنا جمعا

ضيوفنا الكرام المشيعين هلا

تفضلوا مني العرفانَ والشُكرا

ولا اراكُم الله مكروهاً بعزيزٍ

في خور صقر ارى لكم اثرا

تجشمتم مشاقَ السفرِ من بعيدٍ

ولله نحنُ جميعاً راجعون رجعا

وكل الدعاءِ لجنات الخُلد ارفعُ يدي

لكلِ موتانا وموتاكُم جمعاً جمعا

وان لله وان اليه راجعون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة