معالم جامع الأزهر بمصر

تاريخ النشر: 15/03/16 | 0:48

الجامع الأزهر .. أهم المساجد فى مصر وأشهرها فى العالم الأسلامى.وقد لعب مسجد الأزهر أدواراً دينية وتعليمية وثقافية وسياسية ومعمارية.إذ يبرز دوره الديني في أداء الصلاة والعبادات ودوره التعليمي يتمثل في دراسة اللغة العربية والعلوم الاسلامية، ودوره السياسى فى مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام وتحريك الثورات ضد المحتل الأجنبى.
كما لعب دوراً ثقافياً وفكرياً من مناقشات ومداولات وإلقاء الخطب. أما دوره المعماري فيبدو واضحا في التطورات المعمارية في عصور الولاة والسلاطين والملوك والرؤساء. لذا ظل الأزهر منارة دينية وتعليمية وثقافية وقبلة للمسلمين.
إنه الأزهر الذي تغني به أمير الشعراء أحمد شوقي قائلاً: قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا.

متى تم إنشائه
عندما قدم القائد جوهر الصقلي إلى مصر عام 358هـ/969م من قبل الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي لفتحها تم له ذلك دون أي عناء لينهي بذلك عصر الدولة الطولونية ويبدأ عصر الدولة الفاطمية، وإذا كان جامع عمرو بن العاص هو أول جامع بني بمصر الإسلامية فإن الجامع الأزهر هو رابع الجوامع
التي بنيت بها.
فمصر عرفت قبل الأزهر ثلاثة مساجد جامعة هي: جامع عمرو بن العاص في الفسطاط سنة 21هـ/ 641م، وجامع العسكر في مدينة العسكر سنة 133هـ/ 750م وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع سنة 265هـ/ 879م.
وقد شرع جوهر الصقلي فى بناء هذا الجامع مع القصور الفاطمية بمدينة القاهرة ليصلي فيه الخليفة وليكون مركزاً للدعوة لنشر المذهب الشيعي بمصر فبدأ البناء به سنة 359هـ/970م بناء الجامع عامين وأقيمت أول جمعة به سنة 361 هـ/973م وعرف بجامع القاهرة.

موقعه
وكان الأزهر أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة رابع عواصم مصر الإسلامية ويقع بين مكانين يزخران بالآثار الإسلامية، الدرب الأحمر والجمالية، ومن الآثار القريبة منه التي يمكن زيارتها المشهد الحسيني ومسجد محمد أبي الذهب ووكالة بازرعة ووكالة الغوري وحوض قايتباي ومدرسة العيني ومنزل زينب خاتون ومسجد عبدالرحمن كتخدا وبيت الهراوي ومنزل ووقف الست وسيلة وسبيل أبي الإقبال وزاوية أحمد شعبان ووكالة الصناديقية لترى عراقة العمارة القديمة. ويعد المسجد خير مآثر لمعالم المدينة الفاطمية في أوائل القرن العاشر الميلادي.

تسميته
لم يكن يُعرف منذ إنشائه بالجامع الأزهر، وإنما أطلق عليه اسم جامع القاهرة، وظلت هذه التسمية غالبة عليه معظم سنوات الحكم الفاطمي، ثم توارى هذا الاسم واستأثر اسم الأزهر بالمسجد فأصبح يعرف بالجامع الأزهر، وظلت هذه التسمية إلى وقتنا الحاضر. وتسمية الجامع الأزهر اختلفت حولها الآراء وإن كان أبرزها أن الفاطميين أطلقوا عليه اسم الأزهر تيمناً ونسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد كما أطلقوا على قصورهم القصور الزاهرة.. وسمي الجامع الأزهر لأنه يكبر الجوامع الأخرى حجماً.. والبعض قال إن تسميته جاءت تفاؤلاً بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه.

وصف الجامع
الطراز المعماري للجامع الأزهر مميز بمساحته التي تحتل 12 ألف متر مربع وهندسة البناء، و للجامع ثمانية أبواب، الجانب الغربي المطل على ميدان الأزهر باب المزينين والباب العباسي (نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الثاني) وفي الجانب الجنوبي توجد أبواب المغاربة والشوام والصعايدة.. أما الجانب الشمالي فتوجد الجوهرية والشرقي باب الحرمين والشورية.. وله من المآذن خمس، ثلاث منها داخل باب المزينين منهما مئذنة الأقبغاوية ومئذنة قنصوة الغوري، كما توجد مئذنة رابعة بجانب باب الصعايدة ومئذنة خامسة بباب الشورية.
ينقسم الأزهر إلى رواقين، الرواق الكبير القديم ويلي الصحن ليمتد من باب الشوام إلى رواق الشراقوة.. أما الرواق الجديد والذي أنشأه عبدالرحمن كتخدا فيظهر بعد الرواق القديم ويرتفع عنه نصف ذراع.. كان للجامع عشرة محاريب تبقّى منها ستة ومنبر واحد. وبالمسجد أكثر من 380 عمودًا من الرخام الجميل جلبت تيجانها من المعابد المصرية القديمة وترتكز بعض «البكيات» على أعمدة رخامية بيضاء وعلى أكتاف وعقود.

التاريخ المعماري للجامع
مع تعاقب الحكام على حكم مصر ظل الجامع الأزهر موضع رعاية ملوكها وسلاطينها وأمرائها، مما نجم عنه تغيير أكثر معالمه الفاطمية. حتى أصبح بوضعه الحالي حصيلة إضافات من العمران ضمت إليه في أزمان متتابعة. كانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الآن. وكان عبارة عن صحن تطل عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة. ثم أضيفت له مجموعة من الأروقة ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه* عما كان عليه من قبل.

لم تمضِ فترة على إنشاء الجامع حتى قام “العزيز بالله بن المعز” بإجراء أعمال تكميلية به وفي سنة 400هـ/1009م جدده “الحاكم بأمر الله الفاطمي” وأوقف عليه عدة أوقاف، كما قام الخليفة “الآمر بأحكام الله” بعمل محراب للجامع من الخشب يعلوه كتابة بالخط الكوفي
كما قام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله. ” فى الفترة من سنة 524 إلى سنة 544هـ/1129*1149 بزيادة مساحة الأروقة* وأقام قبة جصية منقوشة نقشا بارزا

وفي العصر المملوكي عنى السلاطين المماليك به* بعدما كان مغلقا في العصر
الأيوبي لمحاربة المذهب الشيعى فى مصر. فنجد أن الأمير “عز الدين أيدمر”
استأذن السلطان الظاهر بيبرس البندقداري سنة 665هـ/1266م فى عمارته فأذن
له وقام بتجديد الجامع وإصلاحه بعد أن أصابه الإهمال. واحتفل فيه بإقامة
صلاة الجمعة في يوم 18 ربيع الأول سنة 665 هـ/19 من نوفمبر 1266م

و في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون أنشأ الأمير علاء الدين طيبرس أمير الجيوش المدرسة الطيبرسية سنة (709هـ – 1309م)، وألحقها بالجامع الأزهر. وأنشأ الأمير علاء الدين آقبغا سنة 740 هـ/1340م المدرسة الأقبغاوية على يسار باب المزينين (الباب الرئيسي للجامع
)وبها محراب بديع، و منارة رشيقة.
وأقام الأمير جوهر القنقبائي خازندار السلطان المملوكي الأشرف برسباي المدرسة الجوهرية في الطرف الشرقي من الجامع. وتضم أربعة إيوانات. أكبرها الإيوان الشرقي وبه محراب دقيق الصنع، وتعلو المدرسة قبة منقوشة. إلا أن أهم عمارة كانت بالجامع هي التي قام بها السلطان قايتباي خلال سنوات حكمه بدأت بهدم الباب بالجهة الشمالية الغربية للجامع. وأقام على يمينه سنة 873 هـ/1468م مئذنة رشيقة من أجمل مآذن القاهرة، ثم قام السلطان المملوكي قانصوه الغوري ببناء المئذنة ذات الرأسين، وهي أعلى مآذن الأزهر. و تعتبر طرازا فريدا من المآذن بالعمارة المملوكية.

أما فى العصر العثماني فنجد أن ولاة مصر فى ذلك الوقت قاموا بعدة أعمال به وأوقفوا له عدة أوقاف وأقاموا به عدة أروقة وزوايا منها الرواق الحنفية وزاوية العميان ورواق الأتراك ورواق السليمانية ورواق الشوام.
إلا أن أكبر عمارة حدثت للجامع كانت فى عصر “عبد الرحمن كتخدا” سنة 1167هـ/ 1753م حيث زادت مساحة الجامع مساحة كبيرة كما أنشأ به قبة وعمل به عدة أعمال كان منها عمل باب المزينين وهو الباب الرئيسي للجامع حالي

أيضا فى عصر محمد على باشا وأسرته تم عمل عدة تجديدات وإصلاحات بالجامع. أكبرها في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني حيث أمر بإنشاء مكتبة للأزهر الشريف أودعت بها نفائس الكتب والمخطوطات العربية والإسلامية* كما جددت المدرسة الطيبرسية في شوال 1315 هـ/1897م. وأنشأ رواقًا جديدًا يسمي بالرواق العباسي نسبة إليه، وهو أكبر الأروقة.

200

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة