المنحوتة

تاريخ النشر: 09/08/13 | 13:55

( مِن وحيِ عملٍ للفنان النحات الزَّميل حَمودي مُلاّ )

ما أروعكِ أيتها المنحوتة !

يا ابنة صَخرِنا الجَليلي

الناطقة بأجمَلَ ما يوحي بهِ حِوارٌ صامِتٌ .

***

قال صاحب دربي

حمّودي ابن جارتنا الأميرة النائِمة بين صخرٍ وصَخْر

في حِضْنِ عَتْمَةِ شوْكٍ ونارٍ عِنْدَ قَدَمَيْ قصْرِ عاشِق ،

قال :

وأنا أطوِّفُ بين مراحاتِ وَعْرَتِنا كالنّاسِكِ العابِد

بانت لي تلك الصخرة الْمَنْحوتة أشبه بوطنٍ

مُنْغلقٍ على ذاته كحال هذا الوطن وناسه

ورأيت فيها عمل حرِّ الشمس المحرقة الحارق ،

عَمَلَ هَوَسِ الريح في ساعاتِ عَصْفٍ

وذوْبِ دَمْعَةِ غيْمٍ في ليلٍ شديد الجَفاف ،

وظهر لي في وسطها فتحة شرفة تطِلُّ على مدى مُشْرَعِ المَدى ،

شُبِّهَ لي أنها فُسْحَةُ أمل الحياة ،

فرُحْتُ أنْزَعَ عَنْ جَسَدٍها رُكامَ غُبارٍ كادَ يَحْرِمُها فِتنةَ حَياةٍ

وَما عرفتهُ مِنْ جَمالِياتِ وِلادَةٍ بِكْر .

***

قالَ حمودي

وَكُنْتُ أحاوِلُ الإصْغاءَ لِخَبَطاتِ إزميلِهِ مُحاوِرًا تِلْكَ الصَّخْرَة ، قال :

أكْثَرُ ما حَرَّكَ أحاسيسي الدَّفينة المُتَوَثِّبة

أنّي معَ كُلِّ خبْطَةِ إزْميل كُنْتُ أشْعُرُ أنها تُبادِلُني حوار غِناء

وَكَأنَّ عالَمَها ، وهوَ ما أبحث عنه ،

باتَ كُلُّ عالِمي ،

فَبِتُّ أحِسُّ أنّي اسْتَحَلتُ تلكَ المَنْحوتة .

تعليق واحد

  1. لاخي الصديق الغالي : الشاعر والاديب ابراهيم مالك – اللسان يعجز عن كلمة الشكر – بكل محبه وفخر واعتزاز اقدم لك اجمل تحية – دمت لنا -اتمنى لك العمر المديد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة