غمامات

تاريخ النشر: 03/01/16 | 7:43

(1)
الغَمامَاتُ…
حمَاماتٌ ترفضُ التَّدْجينَ؛
فتحطُّ، أيضًا، على سُطوحِ الفُقراءِ.

(2)
الغَمامَةُ…
ريشٌ منفوشٌ
يدثِّرُ بالماءِ الشَّفيفِ الأرواحَ العارِية.

(3)
الغَمامَةُ…
حُزمَةُ احتمالاتٍ،
بأنْ يتبدّلَ المشهَدُ في الشّارع.

(4)
الغَمامَةُ…
قطنٌ مُقدّسٌ
والجُرْحُ سرمديٌّ
والمرهَمُ لهفَةٌ جاريةٌ إلى البَحر.

(5)
الغَمامَةُ،
حين تسقطُ من أيدي الآلهة،
تستوطِنُ في الصَّلصال.

(6)
يقولُ العاشِقُ:
حينَ شبَّهْتُ حبيبتي بالغَمامَةِ،
هجرَتْني
عندَ أوّلِ مُفترَقٍ للرِّياح.

(7)
الغَماماتُ…
مشروعٌ سماويٌّ
لتشظّي الملموسِ،
فُقاعاتٍ على الأرض.

(8)
حينَ تتجمَهرُ الغَماماتُ،
تتوزّعُ الشّمسُ
على المواقدِ في البيوت.

(9)
في اللّيل، يتكثّفُ الوهمُ؛
فكلّما توقَّفَتْ غمامةٌ،
يركضُ القَمَرُ.

(10)
الغَماماتُ،
على عكسِ أصحابِ “البوميرانغ”*،
لا تبصِقُ إلى أعلى.

(11)
الغَمامُ…
اشتراكيَّةٌ طوباويّةٌ؛
يخلعُ ثيابَهُ في أيِّ مكان،
ويرتدي الماءَ الهاربَ من كلِّ مكان.

(12)
يشتري الأثرياءُ الجُدُدُ غمامًا
ويحبسونَهُ
في دَلْوٍ صغير.

(13)
الغَمَامُ، في حضورِه،
شكلُ الهيولى،
ثمَّ بعدئذٍ شكلُ العَدَم.

(14)
الغَمامُ الطّائرُ
فوق قوافلِ اللّاجئين
مِمحاةُ الكلامِ
عن ألواحِ الوصايا.

(15)
الغَمامُ أحيانًا
قطيعُ أغنامٍ؛
صمتُهُ استعاراتٌ
والإناءُ قصيدة.

****
*البوميرانغ هو ارتدادُ الشّيء إلى مصدرِه، كارتدادِ الصّحنِ الطّائر إلى يدِ مُطلِقِه. وقد قيل: من يبصقْ في وجهِ الرّيح، يرتدّ بُصاقهُ إليه.

فريد قاسم غانم

fred

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة