تفرقنا كراسينا "فتجمعنا موسيقى الكوفية"

تاريخ النشر: 01/07/13 | 5:41

تسنيم قشوع-بحنجرته المزلزلة، وبابتسامته الفلسطينية البسيطة، وبروحه المرحة وتواضعه، استطاع أن يسلب قلوب جمهوره كبارا كانوا أم صغارا، استطاع بذكاء حضوره أن يجذب انتباه الشعب الفلسطيني والعالم إليه، وجعل الأنظار تترقبه وتنتظر إطلالته من أسبوع لآخر بفارغ صبرها.

هو ذلك الشاب الغزي، هو محمد عساف؛ الذي اعطى مثالا للشاب الخلوق والموهوب والمنتمي أولا وأخيرا لفلسطينه الذي دافع عنه بطريقته الخاصة والتي استهوت قلوب معحبيه، ذلك الشاب الذي خرج من رحم المعاناه ليثبت حب الشعب الفلسطيني للحياة، ومجسدا مقولة شاعر المقاومة محمود درويش بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وليؤكد مقولة الشهيد الرمز لكل فلسطيني ياسر عرفات بأن كل واحد بطل بطريقته والهدف للجميع "نحن شعب مقاوم، بالسيف والبندقية والفن والعلم والكلمة، لنا في الحروب صولات وجولات تشهد لنا".

وعساف قاوم بثقافته، والهدف للجميع "فالثقافة بشكل عام والفن بشكل خاص جزءا لا يتجزأ من هوية ونضال الشعوب على مر التاريخ والعصور، ويعتبر الفن في ذلك؛ التعابير الهادفة والدقة والتأثير والاقناع"، وعساف استطاع بغنائه إيصال قضيتنا الفلسطينية، وإقناع العالم بهويتنا الفلسطينية التي لا تقبل القسمة على اثنين.

فانتصار عساف يذكرني بالرقم الصعب الذي كان بالزمن الصعب، والذي كان يخرج دوما من كل أزمة أكثر قوة وصلابة وإصرار على المواصلة، فيما يراهن المتربصون على أنه سيرفع دائما الراية البيضاء(ياسر عرفات) فقد كان يردد دائما..الوحدة الوطنية طريقنا للنجاة، وهذا ما فعله عساف بفنه فقد وحد شطري الوطن برسالته والمجمع على موهبته.

فعندما أذكر عساف لا يسعني إلا أن أعود بمقارنته مرة أخرى بالرمز الختيار، فقد يظهر لي شخص ويقول بان لا مجال للمقارنة، بينما أقول هو فعلا لا مجال للمقارنة لانه لا يتكرر، ولكن يوجد شيء مشترك، أبو عمار هو الرجل الذي اختلفنا معه، ولكن لم نختلف عليه، فهو الذي أعاد للقضية حضورها في كل المحافل الدولية وكوفيته كانت الدليل إلى فلسطين، وهو ذلك الرجل الذي انهالت عليه التهم في حقبة من الزمن بالتخوين والتفريط ولكنه في كل مرة كان يثبت أنه الأحرص والأصدق.

وهذا ما حصل مع عساف، حين اختلف معه البعض ولكن سرعان ما اتفقوا عليه، فذلك الشاب استطاع أن يرفع الكوفية مرة أخرى وليؤكد على فلسطين بها، وليذكر العالم بكوفية الختيار، وهو الشاب الذي انهالت عليه الاتهامات أيضا بانه لا يمثل القضية ولا الشعب، وأن ذلك يلهينا عنها، ولكن كان يثبت في كل أغنية بأنه فلسطيني الانتماء، يكفي بأن تهتم وسائل الاعلام الاسرائيلية بخبر فوزه وتعتبره انجازا فلسطينيا مهما ويساهم في تسليط المزيد من الأضواء على القضية الفلسطينية، وقال عنه الكاتب الاسرائيلي أساف جبور في مقال له بصحيفة معاريف، أن محمد عساف نجح فيما فشلت فيه مصر وتركيا في توحيد الفصائل الفلسطينية تحت لافته واحدة يحبها الجميع، ويتمنون له التوفيق والفوز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة