مخاوف تجاه السياحة المصرية بعد حادثة الطائرة
تاريخ النشر: 17/11/15 | 13:00تلمع مياه البحر الزرقاء الدافئة بينما تصطدم مع الشاطئ الرملي الذي تحيطه أشجار النخيل والورود الملونة.
في نوفمبر/تشرين الثاني، عادة ما تمتلئ الأرائك بالسياح الذين يتمددون تحت المظلات بطول شواطئ شرم الشيخ.
ويكون أغلب الزوار من الروسيين والبريطانيين، الذي يهربون من البرد في بلادهم. لكن أغلب السياح اختفوا الآن.
ويقول ريتشارد بورني، أحد السياح البريطانيين: “الشاطئ خاوٍ. كان ممتليء منذ عدة أيام، لكن كل الروسيين رحلوا. أشعر بالأسى للعاملين هنا. لا أعلم كيف سيستمر العمل في الفنادق خلال الأسابيع القادمة”.
وفي مكان غير بعيد، وهو خليج نعمة، تضج المطاعم والمقاهي بالموسيقى الصاخبة، لعدد الزبائن يتضائل بشكل مستمر. وجلس بائعو التذكارات ومدربو الغطس وتبدو عليهم ملامح القلق.
وقال صاحب أحد المحال التجارية التي تبيع الهدايا الفرعونية “لا يوجد عمل”.
ويتزايد تراجع أعداد السياح في منتجع شرم الشيخ منذ حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء، والذي أدى إلى وقف الرحلات من بريطانيا وروسيا ودول عدة أخرى إلى شرم الشيخ.
وقتل كل من كان على متن الطائرة الروسية، وعددهم 224 شخصا، بعد سقوطها في سيناء يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول.
وثمة شكوك في أن قنبلة تسببت في تفجير الطائرة، مما يزيد من المخاوف بشأن الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ.
وفي الأيام الأخيرة، أجرت شركات الطيران بعض الترتيبات لإجلاء عشرات الآلاف من الركاب، بدون إحضار أي وافدين.
وقال عمرو درويش، مالك أحد الأندية الشاطئية: “في المعتاد، تصل نسبة الإشغال في هذا الوقت من العام حوالي 90 في المئة، بحيث يعمل الجميع. والآن، لا نعرف متى سيعود السياح. وليست لدينا خطة عمل للأسبوع القادم، فما بالك بالشهر أو العام القادمين”.
وبحسب وزارة السياحة المصرية، من المتوقع أن تخسر مصر 280 مليون دولار شهريا من دخل السياحة بعد إلغاء رحلات السياح من روسيا وبريطانيا.
ويأتي ثلثا سياح شرم الشيخ من كلا الدولتين. كما أن شرم الشيخ هي وجهة ثلث السياح الوافدين إلى مصر.
واستطاعت السياحة المصرية التعافي من صدمات سابقة، تضمنت سلسلة من التفجيرات بطول شاطئ البحر الأحمر بين عامي 2004 و2006، وهجوم سمكة قرش مميتة.
وبعد قيام ثورة 25 يناير/كانون الثاني عام 2011، تماسكت السياحة في المدينة رغم تأثرها في أماكن أخرى مثل أهرامات الجيزة ومدينة الأقصر.
إلا أن الاقتصاد المصري ما زال في حالة هشة، وسيظهر تأثير الهجوم الأخير بشدة.
وترجع أصول العاملين في شرم الشيخ إلى كل أنحاء مصر، ويرسلون رواتبهم لذويهم وأسرهم. والسياحة مصدر رئيسي للعملة الأجنبية.
وبحسب أنغس بلير، من مركز سيغنيت للأبحاث الاقتصادية بالقاهرة: “هذا أسوأ توقيت لوقوع حادث كهذا، فمصر تحتاج هذا (المنتجع) اقتصاديا، من حيث البطالة والعملة الأجنبية. كما سيؤدي إلى مشاكل في البنك المركزي، الذي يتعرض لضغوط في محاولة لتوفير العملة الأجنبية من أجل التجارة”.
وحذر مسؤول روسي هذا الأسبوع من أن عودة الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ سيستغرق “عدة أشهر على الأقل”، وذلك في الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات لمعرفة أسباب حادث الطائرة.
وأضاف أنه من المستحيل مراجعة النظام الأمني المصري بسرعة.
وظهرت مخاوف بشأن إجراءات المسح الضوئي للحقائب، والتفتيش عند بوابات الدخول بخصوص الأطعمة والوقود في مطار شرم الشيخ.
وهناك آمال بإمكانية جذب أعداد كبيرة من السياح العرب، ومن وسط أوروبا، للقدوم إلى شرم الشيخ.
إلا أن أصحاب المزارات السياحية يهيئون أنفسهم لفترة عصيبة قادمة.
ويقول درويش: “سيتطلب التعافي بعض الوقت. لكن مكانا مثل هذا لا يموت. إنه منتجع جميل، والطقس فيه رائع. لدينا البحر، والشعاب المرجانية، والصحراء. إنه مكان ساحر”.
كما ترى أسرة بروني، وهي من بريطانيا، أنه شرم الشيخ له سحر خاص، وذلك رغم ظلال الحادث التي أثرت على عطلتهم. كما تأجلت عودتهم إلى بلدهم لمدة يوم على الأقل.
وقالت جيني بروني: “نفس الحادث قد يقع في أي مكان آخر”.
كما قال زوجها ريتشارد: “قد أحضر إلى شرم الشيخ في العام القادم. هناك فقط حاجة للتعامل مع مشكلات المطار”.
وتأمل مصر أن يتبنى سياح آخرون نفس وجهة النظر.
صحيفة بي بي سي