هونج كونج مدينة تجمع ما بين سحر الشرق والغرب
تاريخ النشر: 15/11/15 | 11:13تشتهر هونغ كونغ على خريطة السياحة العالمية بأنها بوتقة انصهرت فيها التأثيرات الغربية والشرقية معاً، لذا تنبض فيها روح غربية حديثة تشع سحراً شرقياً أصيلاً، وهو ما يتجلى بوضوح في جولات التسوق في هذه المدينة الساهرة. وقد استعادت الصين سيادتها على هونغ كونغ منذ عام 1997 بعد أن كانت مستعمرة بريطانية.
وتقدم هونغ كونغ للسياح فرص رائعة للتسوق، حيث يزخر السوق الشهير “ليديز ماركت” بالكثير من الهدايا التذكارية غير العادية؛ مثل السيارات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد وشعر مستعار بألوان زاهية كالوردي والبرتقالي والأبيض والأخضر، كما يشاهد السياح ملصقات النجم العالمي بروس لي، بالإضافة إلى مناشف حمام عليها صور للشخصية الكرتونية الشهيرة هالو كيتي، ووحدات ذاكرة USB على شكل لعبة سوبر ماريو أو توم وجيري. وكذلك فساتين حريرية برّاقة مع قطع الحلي الصيني وحقائب وساعات يد بلون النيون. ولا تترك الأكشاك الصغيرة المزدحمة للعين أية فرصة للاستراحة من وهج التنوع الكبير في المنتجات والسلع.
وبعد هذا السوق بشارع واحد تصطف المتاجر ذات الإضاءة الساطعة، وتظهر اللافتات الملونة، التي لا حصر لها، مكتوبة بحروف صينية ومعلقة في الشوارع. وتظهر في نوافذ العرض بهذه المتاجر أحدث صيحات الموضة ومنتجات عصرية تحمل شعار أرقى الماركات العالمية. وفي الاتجاه الآخر يجد السياح متاجر الإلكترونيات وما تقدمه من هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر وحواسب لوحية وكاميرات متطورة.
وتعتبر هونغ كونغ مقصد السياح الذين يرغبون في المساومات والتفاوض حول أسعار المنتجات. وتقول المرشدة السياحية وينغ لاو :”عندما يدفع السائح السعر المطلوب بدون مساومة، فلا يلومن إلا نفسه”.
وبسبب وفرة عروض التسوق في هونغ كونغ فإنها تستقبل سنوياً ما يزيد على 30 مليون سائح، وأضافت ماندي سوه، مديرة التسويق بفندق «Icon» :”التسوق يعتبر جزءاً من ثقافتنا”، فبعد انتهاء العمل يتنزه الكثير من سكان المنطقة الإدارية الخاصة بين المتاجر. وتلتقط المرشدة السياحية وينغ لاو طرف الحديث وتقول :”يتم استغلال بعض العطلات كذريعة للذهاب إلى التسوق مرة أخرى”.
وتثير هونغ كونغ إعجاب السياح من جميع أنحاء العالم، ولا يرجع ذلك إلى كثرة المتاجر أو أماكن الراحة والاسترخاء المنتشرة بها فحسب، بل أيضا بفضل المباني الشاهقة التي تعج بها؛ لأن الطبيعة الجبلية الوعرة دفعت السكان للتوسع الرأسي في البناء، لدرجة أن المباني التي ترتفع لحوالي 12 طابقاً، تبدو صغيرة جداً.
واوضحت المرشدة السياحية وينغ :”مركز المؤتمرات الدولي يعتبر أكبر مبني في هونغ كونغ، حيث يرتفع المبنى ذو الواجهة الزجاجية حوالي 484 متراً في السماء ويتكون من 108 طابقاً”. ويتمتع السياح بإطلالة رائعة على هونغ كونغ من منصة المراقبة «sky100» الموجودة في الطابق 100.
وتمتد منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة على مساحة تزيد على 1100 كيلومتر مربع، موزعة على أكثر من 260 جزيرة. ويعيش معظم سكان هونغ كونغ البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة في منطقة كولون وجزيرة هونغ كونغ. وتأسر هذه المنطقة ألباب السياح وخاصة أثناء الليل، حيث تعكس صورة المدينة على المياه بشكل مثير للإعجاب، لدرجة أن مدينة نيويورك الأمريكية تبدو بمثابة قرية صغيرة إلى جانب هونغ كونغ.
وتوفر قمة جبل فيكتوريا الذي يبلغ ارتفاعه 552 متراً إطلالة بانورامية على جزيرة هونغ كونغ، ويتمكن السياح من الصعود إلى قمة هذا الجبل عن طريق خط سكة حديد قديم، حيث يصعد الترام الأحمر إلى قمة الجبل ببطء منذ 1888 بزاوية صعود تبلغ 45 درجة.
ويزهو هذا المكان البديع، الذي كان يسكنه في السابق المستعمرون الأثرياء، بأعداد غفيرة من السياح من جميع أنحاء العالم، للاستمتاع بإطلالة رائعة على جزيرة هونغ كونغ، حيث تظهر الأخاديد الخلابة وناطحات السحاب والتلال الخضراء المطلة على ميناء فيكتوريا.
وعلى الرغم من اتساع مساحة هونغ كونغ، إلا أن السياح يمكنهم التجول فيها بكل سهولة ويسر، حيث لا توجد أي حواجز لغوية تقريباً؛ لأن جميع سكان هونغ كونغ يتحدثون الإنجليزية بطلاقة، ودائماً ما تكون اللافتات واللوحات الإرشادية في الشوارع والطرقات مكتوبة بلغتين.
علاوة على امتلاك هونغ كونغ لشبكة واسعة من المواصلات العامة، حيث يتوافر أمام السياح إمكانية الاختيار ما بين مترو الأنفاق والحافلات والقطارات وعربات الترام الضيقة، التي يُطلق عليها اسم “دينغ دينغ” بسبب أجراس الإنذار، بالإضافة إلى العبَّارات وسيارات الأجرة. ودائماً ما تكون العلامات المرورية والخرائط مكتوبة بلغتين.
كما تستقطب هونغ كونغ الذواقة من جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى وجود حوالي ستة آلاف مطعم في المدينة، ويحتل المطبخ الغربي أهمية كبيرة في هونغ كونغ، وتقول المرشدة السياحية وينغ :”تشتمل الفنادق الراقية على أفضل المطاعم في المدينة”، كما توجد بعض المطاعم الجيدة في مراكز التسوق الكبيرة.
وينبغي على السياح في هونغ كونغ تجريب بعض الأصناف الصينية، وتؤكد المرشدة السياحية على ذلك بقولها :”يجدر بالسياح تناول صنف (ديم سوم) على الأقل، وهي عبارة عن مخبوزات محشوة بمختلف الأصناف، كاللحوم والأسماك وكذلك السكريات”. وأضافت وينغ :”لقد طور كل مطعم مجموعة خاصة به من الأصناف والمأكولات اللذيذة”.