مدينة "إفران" المغربية موقع سياحي لكل الفصول

تاريخ النشر: 15/05/13 | 12:10

غير بعيد عن المدينتين المغربيتين التاريخيتين فاس ومكناس، توجد مدينة إفران أو "سويسرا المغرب" كما يفضل البعض تسميتها.

تقع إفران على ارتفاع 1655 مترا على مستوى سطح البحر، ما منحها خاصية مناخية خاصة، بمناخها البارد شتاء ووفرة تساقطات الثلوج التي تغطي سفوح جبالها طوال فصلي الخريف والشتاء،وباعتدال مناخها خلال فصلي الربيع والصيف، ما يمنحها صفة الموقع المفضل للسياحة على مدار الفصول الأربعة.

"إفران" كلمة أمازيغية تعني الكهوف،إذ أطلق على المدينة هذا الإسم لاشتهارها بالمغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي.

وكانت تلقب قديما باسم "أورتي"وهي كلمة أمازيغية تعني البستان أو الحديقة. إذ على بعد 5 كلم من المدينة توجد كهوف النمر قرب واد تيزكيت وهو موقع له قيمة جيولوجية كبيرة.

ويعود تاريخ أولى السكنات في هذه المنطقة إلى القرن السادس عشر، حيث زاوية سيدي عبد السلام الذي يعد مؤسس مجتمع هذه المنطقة على ضفاف وادي تزقويت.

أنشأت مدينة إفران الحديثة من قبل الإدارة الفرنسية في عام 1929 على أراض صودرت من سكان الزاوية، وكان الغرض أن تكون المدينة"محطة على التل" ومنتجعا صيفيا لأسر أسر المعمرين، لتصمم وفق معمار"الجاردن سيتي" (مدينة الحدائق) السائد في أوروبا آنذاك.

إذ تم تشييد شاليهات صيفية على طراز منازل جبال الألب المحاطة بالحدائق والشوارع المحفوفة بالاشجار. واستخدمت أساليب بناء جبلية مختلفة مثل "دار الباسك" "جورا" و"سافوي". وعلاوة على ذلك، فقد تم جلب الاشجار والنباتات المزهرة من بلد المنشأ الأوروبية.

وكان القصد من ذلك أيضا هو جعل المكان أكثر شبها بالوطن الأصلي. في إفران تم استيراد أشجار الأرجوان وأشجار السيكامور، وأشجار الكستناء وشجرة الزيزفون كلها استوردت لهذا الغرض.

صممت إفران وفقا للنموذج الحضري المعروف ب "جاردن سيتي" أو مدينة الحدائق الشائع في أوروبا الغربية في فترة ما بين الحربين العالميتين.

مفهوم الجاردن سيتي نشأ أصلا في بريطانيا كنموذجا للإصلاح الاجتماعي الرامي لحل مشاكل المدن الصناعية في القرن التاسع عشر.

بيد انها في حلول العشرينات فقدت هدفها الاجتماعي لكي تكون أحد التصميمات الحضرية. تطلبت الجاردن سيتي كثافة سكانية قليلة تشتمل على منازل عائلية منفصلة تماما أو شبه منفصلة عن بعضها البعض محاطة بالحدائق.

علاوة على ذلك، من أجل الخروج عن خطط بناء العصر الصناعي فإن الجاردن سيتي بنيت بشوارع منحنية محفوفة بالأشجار.

ومن أشهر وأجمل الأماكن التي تستقطب السياح في إفران شلالات العذراء المعروفة باسم "عين فيتال"،وأيضا عين رأس الماء،إضافة إلى شلالات المأوى، وفي ضواحي المدينة مواقع أخرى لا تقل جمالا وجاذبية مثل "ضاية عوا" الشهيرة على بعد 17 كلم، وهي بحيرة تتواجد بها أسماك الزنجور تمتد على مساحة 140 هكتار، وتعتبر موقعا مغريا بالنزهة، ثم "ضاية إفراح" وهي من أكبر بحيرات الأطلس المتوسط وهي غالبا ما تكون مكسوة بالثلوج بالإضافة إلى الوديان.

أما عشاق الصيد، فإنهم يجدون في هذهالبحيرات والوديان ضالتهم وهم يستمتعون بممارسة هوايتهم المفضلة. من بين الحيوانات الموجودة في المناطق المجاورة المكاك البربري المهدد بالانقراض.

من بين أنواع الأشجار التي تنمو طبيعيا في المنطقة هناك الأرز الأطلسي والبلوط وسيكامور لندن المستورد من الخارج.

على بعد 18كلم من مدينة إفران توجد أكبر شجرة الأرز في العالم من نوع أرز أطلنتيكا، طول الشجرة يصل 42 مترا ومحيط يصل إلى 9 أمتار و يمكنم مشاهدة القردة في هذا الموقع. كما يتواجد بالقرب من مدينة إفران، واد تزكيت وهو موقع جميل يتردد عليه الزوار.

وتبقى موقع ميشلفن في أعماق غابات الأرز، على بعد 17 كلم من مدينة إفران، موقعا ترفيهيا بعلو يصل إلى2000 متر، ويعد من بين محطات التزحلق الأكثر إرتيادا في منطقة الأطلس المتوسط. وكذا محطة هبري و هيبري التي تقع على بعد 27 كلم من إفران و التي يصل علوها إلى 2100 متر ، وهي توفر المحطة اثنان من المسالك السوداء يتراوح طولهما ما بين 50 إلى 200 مترا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة