قراءة في ديواني مقبولة عبد الحليم، "لمسات على خد الصباح" و"قصائد تبحث عن وطن"

تاريخ النشر: 10/05/13 | 12:10

قامت رابطة شعراء الوادي يوم الخميس الماضي بتنظيم امسية ادبية تكريما للشاعرة المنداوية مقبولة عبدالحليم وقد غطى موقع بقجة هذا الحدث الثقافي الرائع وهذه اللفتة الكريمة من الرابطة. وقد ابديت بعض ملاحظاتي حول الامسية ضمنتها بعض الاقتراحات التي تهدف للرقي بأمسياتنا الثقافية ولزيادة اقبال الجمهور عليها والفائدة من ورائها، في سياق تعليقي على الخبر من خلال موقع بقجة. هذا وقد أهدينا خلال الامسية ديوانين للشاعرة، "لمسات على خد الوطن"، الصادر حديثا عن دار الصراط – ام الفحم في 96 صفحة، رافقها خلاله الشاعر احمد فوزي ابو بكر، والثاني "قصائد تبحث عن وطن" الصادر عن "الصالون الادبي للشيخ صقر بن سلطان القاسمي" في 87 صفحة.

لا أدري فيما اذا سُبق الشاعران الى مثل هذا الاصدار المشترك لديوان شعر، جله مقاطع شعرية للشاعرة مقبولة عبد الحليم، تتخلله باقة من القصائد للشاعر احمد ابو بكر. وبما انني من هواة التجديد، فقد أعجبتني الفكرة وأنا احييهما عليها. إلا انني افتقدت التفاعل فيما بينهما، عدا عن مقدمتيهما للديوان. فلم اشعر خلال قراءتي بتناغم بين القصائد والمقاطع ولم اجد ما يوحدهما من ناحية الموضوع. وبناء على ذلك فنظرتي للديوان المشترك على انه باقة متنوعة الزهرات. ولعل أكثر ما استسغت من بينها مقطع رقم 40، ص 31:

أي شيء فيك اجمل

يا عيون الفجر

يا تغريدة الايام

يا نبضا سباني من سكوني

واجتباني

من صقيع الروح حتى

خضب الدفء الحنايا

واعتراني

فانتشت روحي وذابت في حنين

مثل شوق الارض لما

للندى صبحا تفطر

فالوتيرة فيما اوردناه تتواصل الى آخر المقطع لتكسبه وحدة موسيقية تدعو الى تلحينه وغنائه.

وفي قصيدة "دعني أراك" ص 77 نقرأ:

دعني أراك

فمهجتي يا ظالمي عشقت هواك

بالدمع قد أضنيتني

لما ابتعدت عن المشاعر

عن حنيني عن أنيني

عن خطاي وعن خطاك

ما كنت اعرف انني

قد صرت ليلا

قد تلبد في سماك

حتى النجوم بكت سهادي

واستعاذت من هروبك

من خريف

قد تولى الروح قسرا

من جفاك

دعني اراك

وبعدها

ما ضر لو متُّ التياعا

في محاريب الهوى

والعين تسبل هُدْبَها

عما تبدى من جمالك

من طيوبك

من سناك

دعني اراك

وليتني يا هاجري

يوما اراك.

في هذه القصيدة نجد ايضا وتيرة موسيقية رائعة، بساطة في الكلمات وعمق في التعبير عن الشوق والمحبة.

أما بخصوص الديوان الثاني فيجب لفت انتباه القائمين على الصالون الادبي الى ضرورة تقديم كل ديوان بمفرده، من باب الاهتمام بفردانية كل شاعر وخصوصية مشاعره، وتفرده باسلوبه، هواجسه ورؤاه. طبعا من المناسب ان يتصدر الكتاب شرح حول الصالون، مؤسسه، اهدافه وطموحاته، إلا انه لا يجوز الحديث عن مقبولة عبد الحليم على انها شاعر وليس شاعرة. ويا حبذا لو قام الصالون بدفع كل ديوان، قبل نشره، الى من يجيد نقد الشعر ليقدم للديوان بملاحظات تفيد القارئ العربي وتسهل عليه فهم المضامين وتساعده على تذوق ما يقرأ. وليحرر النص من الاخطاء اللغوية: إملاء نحو وصرف، فبعد كل هذا الجهد الذي يقدمانه، الشاعر والصالون، لا يصح ان نجد الاسم المجرور مرفوعا، خاصة وهو مثنى!

ولعل أكثر ما استهواني في هذا الديوان قصيدة "أنا شهرزاد" ص 49 جاء فيها:

فيها تجلى العشق تحت رموشها … ينديك يا وله القلوب بهاء

ان لم يكن في النبض نهر مشاعر … يا حبُّ إنّا والصخور سواء

هذي زهوري بالقصيدة اينعت … لما سقاها في الغرام هناء

فالقصيدة رائعة يتوجها البيت الثاني مما اوردناه أعلاه.

ختاما اقول بأني استمتعت بقراءة الديوانين، وبودي ان أحيي الشاعرة مقبولة عبد الحليم على عطائها، مؤكدا ان كل ما أكتب هو من باب المحبة والدعم، لأن في القلب بحر من مشاعر ولأننا كأرض البطوف، المشققة عطشا، مع نهاية الصيف، يكاد يقتلنا الشوق الى قطرة شعر تروي أرواحنا.

‫5 تعليقات

  1. كل الاحترام د. حسام على الدعم والتشجيع ونقدك البناء الذي يهدف لرفع المستوى الثقافي

  2. عزيزي الدكتور حسام أحييك على هذه الأفكار النيرة المستقاة من ينابيع الذوق والمعرفة ، وأردد قول الشاعر ” أنا البحر في أحشائه الدر ساكن ==فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي .مع التقدير والمحبة فالى الأمام .

  3. مودة وطيب الزهر لك ايها الشامخ الف شكر لحضور امسيتنا التي انارت بضويفها الكرام .. لكن فقط للتنويه ملتقى احرار القلم .. الملتقى الادبي الثقافي من قام الامسية التكريمة وهم مجموعة من الشعراء والكتاب الذين يعشقون القلم والمحبة للوطن ولهم عدة امسيات دونت كروائع والف شكر لك ايها الرائع د حسام

  4. صباح الخير لما للدنا يهمي بأنوار وأعطار وريحان
    الأستاذ المكرم د . حسام مصالحة
    جئت إلى هنا بالصدفة فكانت أجمل من ألف ميعاد
    كم سعدت بتلك الإضاءات على حروف مقبولة عبد الحليم
    المتواضعات تلك شهادة أعتز بها وأفخر
    ملاحظاتك الرائعة في مكانها وكم نظل أستاذي العزيز تلاميذ
    نتعلم حتى الممات أعشق العلم وأنحني لمن يضيء أمامي شمعة
    دعني أقطف لك باقة ريحان وأهدي لك صباح خير تكلله البركة والخير العميم
    كل عام وأنت إلى الله أقرب ورمضانكم كريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة