جرش ملتقى الثقافة والفنون العالمية

تاريخ النشر: 12/09/14 | 8:58

يعود تاريخ تأسيس جرش إلى عهد الاسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد أو ما يعرف بالعصر اليوناني وكانت تسمى آنذاك (جراسا) في تحريف لاسمها السامي أو الكنعاني (جرشو) ومعناه مكان كثيف الأشجار.

جرش هي مدينة أردنية، تبعد عن العاصمة عمّان حوالي 48 كم إلى الشمال. تقع جرش في الجزء الشمالي من المملكة الأردنية الهاشمية. وترتفع عن سطح البحر قرابة 600 م. يمكن الوصول لها من عمّان عبر المدخل الجنوبي أو الشرقي، ومن عجلون من الغرب، ومن اربد من الشمال، ومن سوف من الشمال الغربي. وتقع جرش في واد أخضر تجري فيه المياه. وكانت آثارها وما تزال محجة الزائرين ومحط أنظار السياح والعلماء وطلاب المعرفة من جميع أنحاء العالم. مرت على المدينة عصور عديدة، منذ عصر اليونان فالرومان ثم عصر الفتوحات الإسلامية ومن ثم دخلت دفتر النسيان إلى ان تم اعادة اكتشافها في القرن التاسع عشر، حيث بدأت افواج الشركس باستيطانها ثم العرب وغيرهم من القوميات كالأرمن.

من أبرز معالمها التاريخية :

سبيل الحوريات (Nymphaeum): وهو بناء يضم نوافير للمياة أقيم لحوريات الماء ويزين الرخام الجزء السفلي من واجهاته البديعة بينما تزين أعلاها زخارف هندسية رائعة التكوين.

البوابة الجنوبية (قوس هادريان): بنيت في القرن الثاني الميلادي ودمرت سنة 268م فترة الحروب.

شارع الأعمدة: وهو الشارع الرئيسي في مدينة جرش الرومانية وطولة 800م.

المدرج الشمالي: من أهم مباني الجزء الشمالي من المدينة وقد إنتهى البناء فية سنة 164 _165.

معبد أرتميس: يعتبر معبد الالهة الحارسة للمدينة الذي اقيم في القرن الثاني للميلاد من أفخر معالم جرش التاريخية التي تضم أيضا معابد زيوس وزفس وقاعة البرلمان والمقبرة وحلبة سباق الخيل واقنية الري والحمامات الفاخرة.

الهيبودورم (Hippodrome): يسمى أيضا ملعب الخيل أو السيرك، يقع إلى اليسار من قوس هادريان ثم يمتد نحو الشمال، وهو على شكل حرف (U)، ومدرجات من ثلاث جهات مرفوعة على أقبية، وهي تستعمل لسباق الخيل والعربات ذات الحصانين أو الأربعة وأخذت عن اليونان. ويتكون من جدارين.

ساحة الندوة (Fourm): ساحة مفتوحة في وسط المدينة، شكلها بيضاوي محاطة بأعمدة يونانية.

الكاتدرائية ذات البوابة الحجرية الضخمة الغنية بصور منحوتة تخلب الالباب وهي أجمل البنايات الدينية في (جرش) وكانت في الأصل معبد (ديونيسوس) الرومي الذي اقيم في القرن الميلادي الثاني وقد اعيد بناؤه ككنيسة بيزنطية في القرن الرابع.

بركتا جرش: مقر احتفالات الرومان بقدوم الربيع واحد المصادر الرئيسية لتزويد مدينة جرش بالمياه والذي يعرف الآن باسم «عين القيروان» تتدفق مياهه داخل اسوار المدينة الأثرية، وبنى الرومان البركتين لنقل المياه إلى قلب المدينة بنظام يشتمل على أنابيب فخارية وقنوات حجرية ويحيط بالبركتين مدرج من الحجر وكان الرومان يستخدمون البركتين مقرا للاحتفالات بقدوم الربيع.

المسجد الحميدي: يعتبر المسجد الحميدي من أشهر المساجد الموجودة في مدينة جرش واخذ هذه التسمية نسبة إلى السلطان عبد الحميد الثاني الذي بناه في عهده 1879م وهو محاط بالاثار الرومانية في جهته الشمالية والغربية ويشرف على المدرج الروماني وشارع الاعمدة .

مسجد سوف العمري: تم بناؤه سنة 85 هـ وتم اكتشافة علم 1979م تبلغ مساحتة(96) مترا مربعا اضيف له جناح امامي وطابق ثان بمساحة 306 مترا مربعا.

مقام النبي هود: يقع المقام على قمة جبل مرتفع شرق مدينة جرش الأثرية وفي قرية النبي هود والمعروفة بهذا الاسم نسبة إلى سيدنا هود علية السلام والطريق اليه ضيق ومتعرج ذو ارتفاع حاد. يتكون البناء من غرفة مساحتها 16 مترا مربعا يعلوها قبة وارضيتها مفروشة بالسجاد .

وقد عثر علماء الآثار في داخل هذه الأسوار على بقايا مستوطنات تعود للعصر البرونزي، والعصر الحديدي، ولعهود اليونان والرومان والبيزنطيين والأمويين والعباسيين، مما يشير إلى إقامة الإنسان فيها منذ2500 سنة. ولكثرة الاعمدة التي تزين مختلف معالمها تسمى جرش أيضا (مدينة الألف عمود)، ومعظمها تلك التي تحف بشارع الأعمدة المبلط من الجانبين وهو الشارع الرئيسي في المدينة الرومانية وطوله نحو كيلومتر ولا يزال 71 من أصل 520 عموداً رخامياً هناك منتصبة في مواقعها محتفظة بقواعدها وتيجانها المزخرفة ببراعة لافتة.

المسرح الجنوبي: وهو مدرج روماني تقليدي بني أواخر القرن الأول الميلادي ويستوعب 5000 متفرج إضافة إلى المسرح الشمالي الذي يسع 1200 مشاهد وكان مخصصا للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة. ويستغل المدرجان حاليا لعرض الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وامسيات شعرية، يتضمنها (مهرجان جرش للثقافة والفنون) السنوي الذي انطلق لأول مرة عام 1981م بمبادرة من الملكة نور الحسين. في شهر تموز كل عام حين تبدأ فعاليات المهرجان، ويقدم المهرجان للسياحي العرب والأجانب وللمواطنين توليفة فريدة من العروض التراثية والثقافية والفنية التي تمثل ثقافات العالم وفنونه وتعبر عن أرقى الفنون العالمية ما أكسب المهرجان والمدينة سمعة متميزة ووضع الأردن على خارطة الثقافة الدولية.

تصوير رشيد بيدوسي

المقتطف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة