رقصٌ

تاريخ النشر: 28/08/15 | 13:27

لم يكن يقصدُ غيرَ إيقاظِ الفجرِ
يصيحُ، على أوتارِ الضّوء الأولى
حيِّ على الصَّباحِ المُكلَّلِ بالكِتمان
حيِّ على انكسارِ أفريقيا فوقَ بياضِ الفناجين
حيِّ على النّهارِ المهروِلِ مهمومًا بينَ همَّيْنِ
حيِّ على هروبِ الظّلالِ إلى ما تحتَ الحجارةِ والأقبيةِ والقبّعات والعُيون…
وها هو، منذُ أن أقامَ سياجًا ودجّنَ جناحَيْهِ ولسانَهُ وملأَ بيتَ الحريم بالقمحِ المُدجَّن، يصيحُ
حيِّ على ارتداءِ الأقنعةِ في القاعةِ المُكيّفةِ وعلى الأرصفةِ الملقاةِ هناك
حيِّ على القرقرةِ وثعابينِ الكلامِ الملساء
حيِّ على الشّهيقِ وعلى الزّفير
حيِّ على الزَّحفِ على أربعٍ والرّكضِ على اثنتينِ والتقوّسِ على ثلاثٍ والنّومِ على ِصفرٍ.
لكنَّهُ لا يجيدُ الرّقصَ.
يرتدي الأرجوانَ الخفيفَ والذّهبَ المجّانيَّ والفضّةَ معدومةَ الوزنِ ووهمَ القُرمُزِ وريشَ الغمامِ وتربةَ الغاباتِ المطريّة، ويدقُّ على صدرِ الفجرِ: قمْ يا صديقي، لنبدأَ الفُرجة.
وحينَ يُذبحُ، من الوريدِ إلى الوريدِ، لا يرقصُ الدّيكُ.
يصيرُ جسدُهُ ريشةً قافزةً، ليرسمَ الفجرَ، أو الغروبَ ربّما، على لوحةِ الهواءِ الدّاكن،
بصمتٍ،
بصمت.

فريد قاسم غانم

AIbEiAIAAABECPrm2KKPxMmzvgEiC3ZjYXJkX3Bob3RvKihmZGM5OWUwMmNjOWI0NjNhYzlmMzRlNGI4ODA1MGE4MDA5ZTc3MTdjMAGXNNt6Dk9qonbukCvBshsYxbqVDQ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة