مرزوكة… صحراء ساحرة تستقطب السيّاح بكثبانها الذهبية –

تاريخ النشر: 14/04/13 | 1:11

تقع مرزوكة جنوب شرق المغرب، وهي تبعد عن أرفود والريصاني، وهما بلدتان صغيرتان في نفس المنطقة، بنحو 50 و40 كيلومترًا، وعن الحدود المغربية الجزائرية بنحو 20 كيلو مترًا.

قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، كانت المنطقة على موعد مع أولى المشاريع السياحية التي ستعمل على إخراجها من هامش النسيان، ليشيد في العام 1986 مأوى سياحي بمنطقة مرزوكة تمكن من اجتذاب السياح الأجانب خاصة منهم القادمين من فرنسا وإسبانيا الذين كانوا يقبلون على الموقع بأعداد كبيرة.

تنتعش المشاريع السياحية في مرزوكة من مآوى تمت مراعاة خصوصية المعمار الصحراوي في هذه المناطق ما حولها إلى جنان بين كثبان الصحراء.

إذ تتوفر الكثير من الخدمات من غرف الإقامة المكيفة إلى حصص التدليك وتنظيم الرحلات على متن الجمال وقضاء عدة ليالٍ في الخيام تحت ضوء النجوم، ولا يخفي العديد من عشاق سياحة الصحراء أن أجمل ما في الصحراء كونها تخفي في مكان ما بئراً، في إيحاء بلاغي يحاول تكسير ذلك الاعتقاد بكون عوالم الفيافي غالبًا ما تكون مقرونة بمضامين العطش وانعدام الماء المقرون بأسباب الحياة.

حمامات الرمال للتداوي يوفر الموقع السياحي لمرزوكة، فضاءات غنية تستقطب هواة وممارسي رياضات الصحراء، وركوب الجمال، خصوصًا بالنسبة للسياح الأجانب، في حين يلقى فيه بعض المغربيين ضالتهم لأجل التداوي، فلقد تعوّد الكثير منهم ممن ألف زيارة المنطقة أن يأخذ حمامات رمال في شكل من أشكال التداوي التقليدية من أمراض العظام المزمنة والروماتيزم، إذ يعتقد أن رمالها الصافية النقية، خاصة في منطقة المرداني وحاسي المرداني على بعد أربعين كيلومتراً من الحدود المغربية الجزائرية، لها قدرة في تخفيف آلامهم.

صحاري قاحلة تسجل فيها درجة الحرارة أحد أعلى مستوياتها في المغرب كله لا تقل أهمية عن بعض منابع المياه المعدنية التي يقال إنها فعالة في ما يخص علاج المرض وبعض الأمراض الجلدية. غير أنه لا يجب أن يُعتقد بأن أبواب حمامات مرزوكة الساخنة مشرعة أمام الجميع، بل إن الزوار، بمن فيهم المرضى الذين يفدون من مختلف الجهات، لا يسمح لهم بأن يدفنوا في الرمال إلا بعد إخضاعهم لفحوصات طبية دقيقة.

ويعجز الكثير من زوار مرزوكة، عن التعبير عن أثر الإعجاب وما أثار إعجابه أو يفسر سبب ألفة المكان التي تغريه بإعادة المغامرة وزيارة المنطقة في أول فرصة تتاح له. ولعل هذا من بين الأسباب التي مكنت مرزوكة من أن تكون رافدًا أساسيًا للسياحة في منطقة تافيلالت المغربية، حيث يعرف عدد السياح المتوافدين عليها ارتفاعًا مضطردًا من سنة إلى أخرى.

غروب صحراوي لحظة الغروب في صحراء مرزوكة، تبقى أبهى مشهد يخلد في الذاكرة، حين تعجز عن التمييز بين الشمس والرمال، مشهد يشد الزوار وهم يرابطون في خيام أعدت لهذا الغرض في عمق الصحراء.

لا يتم الاستمتاع بمناظر مرزوكة دون قضاء ليلة واحدة، كأنها مراسيم مزار مقدس، وعلى طريقة الرحل، يترقب السيّاح في تلك الخيام فرصة معاينة لحظة تلاقي الشمس والرمال من جديد قبل الخروج في رحلة استكشافية أخرى وعلى إيقاع آخر.

وفي مرزوكة، تبدو التلال والكثبان الرملية في حالة تشكل وتحول دائمين، كأنهما الزمن، وتكسر الحدود، وحدها جغرافيا رمال الصحراء ومناخ الرياح باستطاعتها تخطي الحدود والحواجز التي تفصل بين البلدان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة