فاس
تاريخ النشر: 02/09/15 | 8:08العاصمة العلمية للمملكة المغربية، تحكي دروبها القديمة تاريخا عريقا. أسسها إدريس الثاني عام 789 م وجعلها عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب. احتفلت عام 2008 بمرور 1200 سنة على إنشائها.
صمدت وقاومت عوادي الزمن وعواصف الطبيعة، وبقيت تنبض بالحياة والعطاء اجتماعيا وعلميا واقتصاديا، وعدت أكبر منطقة خالية من المركبات والسيارات في العالم.
الموقع
تقع مدينة فاس في أقصى شمال شرق المغرب، في واد خصيب كأنها واسطة العقد بين التلال المحيطة بها من كل الجهات.
تحيط ببعض جوانبها غابات أشجار البلوط والأرز، فضلا عن أراضي صالحة للزراعة في سهل سايس بينابيعه المائية الغزيرة والمتعددة، وهي العوامل التي ساعدت فاس تاريخيا على تحدي الحصار الذي ضرب حولها أكثر من مرة.
تبلغ مساحتها حوالي 5400 كيلومتر مربع. تُعرف بمناخها القاري مع ارتفاع الحرارة في الصيف، وجو لطيف في الربيع والخريف، وبارد جدا في فصل الشتاء.
السكان
يقدر عدد سكانها -بما في ذلك منطقة زواغة، بنسودة، عين الله- بأكثر من 1.9 مليون نسمة وفق تقديرات 2010.
وقد استقبلت أفواجا من المهاجرين والهاربين من الأندلس خلال الصراع بين ملوك الطوائف أو فترة محاكم التفتيش، واندمجوا في المجتمع وصاروا جزءا منه.
تعمل نسبة مهمة من سكان المدينة في الأشغال والبناء والمهن الحرة والتجارة والخدمات، والصناعة، وتشتغل نسبة منهم في الإدارة العمومية.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد المدينة على قطاعات مختلفة أبرزها الصناعة الحديثة والتقليدية، وعلى الفلاحة وقطاع الخدمات، وعلى السياحة، مستثمرة رصيدها التاريخي والتراثي الغني والعريق والعالمي.
وتستفيد في ذلك من شبكة طرق حديثة ووجود محطة قطار ومطار فاس سايس الدولي وهو ثالث أكبر مطارات المغرب.
عقدت اتفاقية توأمة مع مدن عالمية كالقدس وفلرونسا بإيطاليا ومونبولييه الفرنسية وقرطبة الإسبانية.
التاريخ
تأسست مدينة فاس في القرن الثاني الهجري في عهد إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة عام 172هـ الموافق 789 م وبناها على الضفة اليمنى لنهر فاس.
استقبلت عائلات عربية من القرويين وأقاموا بها أحياء عرفت باسم عدوة القرويين، وكذلك الحال لعائلات أندلسية لجأت إليها واستقرت في ما عرف بعدوة الأندلسيين، فيما كان لليهود حي خاص بهم يدعى الملاح.
بعد عشرين عاما من وفاة إدريس الأول، أسس ابنه إدريس الثاني مدينة ثانية على الضفة اليسرى من النهر، لكن المدينتين توحدتا في عهد المرابطين، وأصبحت المدينة في عهد يوسف بن تاشفين قاعدة حربية رئيسية في شمال المغرب ومركزا علميا وحضاريا لكل شمال أفريقيا.
وفي عهد المرينيين قام أبو يوسف يعقوب المنصور ببناء فاس الجديدة عام 1276, وحصنها بسور وبنى بها مسجدا كبيرا وأحياء سكنية وقصورا وحدائق.
باتت عام 1649 مركزا للدولة العلوية في المغرب، وبقيت كذلك إلى غاية فترة الاستعمار الفرنسي الذي بدأ مع فرض الحماية عام 1912، وخلال الفترة التي انتهت عام 1956 بالاستقلال، تم تحويل العاصمة إلى مدينة الرباط.
المعالم
لا تزال فاس تزخر بالمعالم والشواهد الحية على تاريخها الإسلامي العريق والغني، ومنها السور وأبوابه الثمانية بأقواسها ونقوشها، مثل باب الدكاكين، وباب أبي الجلود، وباب فتوح، وباب سيدي بوجيدة، فضلا عما يوجد داخل الأسوار من مباني ومعمار وهندسة توزيع المياه في المدينة القديمة ونوافيرها وحدائقها.
ومن أشهر معالم فاس: جامع القرويين الذي بنته عام 857 م فاطمة الفهرية، مسجدا للعبادة وجامعة لتدريس العلم في الوقت نفسه، ثم وسعه يوسف بن تاشفين أيام الدولة المرابطية.
ويعد هذا الجامع أول جامعة أنشئت في العالم، سبقت الزيتونة والأزهر، وسبقت أول جامعة في أوروبا.
-مسجد الأندلسيين: بنته مريم أخت فاطمة الفهرية عام 859-860 وعرف إضافات وإصلاحات في العهد المريني والعهد العلوي أيام السلطان المولى إسماعيل.
-أسوار فاس البالي: ويعود تاريخها لفترة حكم الناصر الموحدي (1199-1213 م) ومن أبوابه المشهورة باب الفتوح، وباب الحمرة، وباب الجديد.
-المدرسة البوعنانية: أسسها السلطان أبو عنان المريني ما بين 1350-1355 م وكانت من أشهر مدارس فاس والمغرب, تميزت بعمارتها وبنيانها الجميل.
-مدرسة العطارين: وصفت بأنها تحفة عمرانية تقع شمال جامع القرويين، تعتبر من أجمل المدارس المغربية.
-دار البطحاء: قصر وإقامة صيفية معدة للاستقبالات الملكية أيام السلطان مولاي عبد العزيز عام 1897، تحول عام 1915 إلى متحف جهوي للفنون والعادات.