نيروبي
تاريخ النشر: 05/08/15 | 5:37عاصمة جمهورية كينيا، وكبرى المدن الكينية وأسرعها توسعا وتطورا. تحتضن مقرا عالميا للأمم المتحدة، وتعد ثالثة العواصم الأفريقية في جذب الاستثمار, وتشتهر “بالمدينة الخضراء تحت الشمس”.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة نيروبي جنوبي كينيا، وتبلغ مساحتها 700 كيلومتر مربع، وتمتد بين مرتفعات نونغ غربا وجبال كلمنغارو -الشهيرة بأنها أطول جبال في العالم بعد الهملايا- جنوب شرق, بينما يحدها من الشمال جبل كينياتا. تبعد المدينة عن الحدود التنزانية حوالي 170 كيلومترا، وتشكل مع المناطق المحيطة بها إقليم نيروبي حسب التقسيمات الجديدة التي أحدثها دستور 2010 الذي جعل لها مجلسا محليا وحاكما، ويشقها نهر نيروبي الذي تغذيه عدة روافد وقد تمت المحافظة عليه رغم ما يعانيه من تلوث. تحولت إلى إحدى أهم العواصم في البلدان الأفريقية وأكثرها حيوية ونشاطا رغم حداثة تاريخها، وفيها أحياء حديثة وراقية ومساحات خضراء واسعة، وتعاني ازدحاما مروريا خانقا بسبب كثرة السيارات وقلة الشوارع الكبيرة خاصة في العطلة الأسبوعية.
السكان
كانت نيروبي في قديم الزمان معقل قبائل “الماساي” المعروفة بعاداتها وتقاليدها الغريبة, لكنها اليوم تعتبر مدينة متعددة الأعراق والقوميات، ويصل عدد سكانها ثلاثة ملايين و130 ألف نسمة. ولكونها عاصمة البلاد والمركز الاقتصادي فإنها تعكس المجتمع الكيني الذي يتكون من قبائل وأعراق يصل عددها إلى 43 قبيلة.
التاريخ
كانت المنطقة التي تقع فيها مدينة نيروبي -التي يعني اسمها بلغة قبائل الماساي “المياه الباردة”- عبارة عن مستنقعات، وفي سنة 1899 باشرت سلطات الاستعمار البريطانية -التي كانت تحتل منطقة شرق أفريقيا- إنشاء سكة حديدية تربط مدينة ممباسا الساحلية الواقعة على المحيط الهندي بمدينة كمبالا بأوغندا، حيث وقع اختيار نيروبي مقرا ومحطة لسكة الحديد لقربها من مصادر المياه. أصبحت في 1907 عاصمة محمية شرق أفريقيا البريطانية، وازداد الاهتمام والوجود البريطاني بالمدينة بدايات القرن العشرين فتوسعت ملتهمة مناطق واسعة من أراضي “الماساي”، وسرعان ما شهدت تطورا كبيرا وتحولت إلى وجهة للسياحة والصيد. لا تزال بصمات البريطانيين والمباني الشاهقة التي شيدوها واضحة في مركز العاصمة نيروبي حتى اليوم, لكن معظم الشركات الكبرى والمنظمات الدولية بدأت تبتعد عن مركز المدينة القديم خاصة بعد تفجير سفارة أميركا في 1998، مفضلة المناطق الحديثة التي أنشئت واستقطبت السفارات ومنظمات الأمم المتحدة، مثل منطقة “غرغير” وغيرها من الأحياء الحديثة للعاصمة.
تأسس مجلس محلي للمدينة في عام 1919 هيمن عليه البيض والآسيويون، وانضم للمجلس أول عضو أفريقي في 1946، وفي عام 1963 -وبعد استقلال كينيا عن الاستعمار البريطاني- أصبحت نيروبي عاصمة للبلاد التي تسلم حكمها الرئيس جوما كينياتا.
الاقتصاد. يوجد في نيروبي عدد من المراكز التجارية أشهرها مركز “ويست غيت” الذي تعرض في سبتمبر/أيلول 2013 لهجوم نفذته حركة الشباب المجاهدين الصومالية، مما أودى بحياة 67 شخصا. كما تضم نيروبي مطار جوما كينياتا الدولي الذي يعتبر من أهم المطارات في منطقة شرق أفريقيا. تعتبر نيروبي مدينة مفضلة لدى المنظمات الدولية والشركات العالمية العابرة للقارات، إذ تقع فيها -إلى جانب مقر الأمم المتحدة لأفريقيا والشرق الأوسط- مقرات عدد من المنظمات الدولية الأخرى. وقد احتلت -حسب تقرير صادر 2014- المرتبة الثالثة من حيث جذب الاستثمارات على مستوى القارة الأفريقية.
المعالم
تميز المدينة معالم عديدة، من أهمها نهر نيروبي الذي ينساب بين جنباتها، والحدائق العامة وأشهرها “حديقة الحرية” التي تقع بالقرب من مركز المدينة، حيث تتم فيها النشاطات الجماهيرية والفعاليات السياسية في المناسبات المختلفة.
من المعالم اللافتة كذلك “الحديقة الوطنية” وهي محمية تحتوي معظم الحيوانات الطليقة مثل الغزلان والحمر الوحشية، وتتميز نيروبي بمناخها المعتدل في معظم أشهر السنة مما يشجع على السياحة فيها. ومنها متحف نيروبي الوطني الذي يضم معظم التراث ومجسمات التاريخ الكيني.