يا لاجئاً

تاريخ النشر: 19/07/15 | 8:24

يا لاجئًا!!!
هَجدَ الليالي طولُهاً،
سُهُمُ اغترابٍ موجعٍ عن نسمةٍ،
كانت ترفُّ بحقله نشوانةً،
في غلّةٍ أضحت سنابلُها غذاءً للغريب.
لا تيأسنّ فالمآسي خطوة، في درب حُلمٍ
ناءَ بإفكِ النزاع وينتظر له دولة ً،
لا دولتين تستجيران المؤن.
ألحقُّ في التاريخِ تحفرُه المجازرُ،
في صخورٍ كلّ منعطفٍ يَزيغُ،
عن العدالةِ يُمتَهَنْ.
لا تبتئس!!!
يا ايُّها الطفلُ الملاحَقُ في الازقةِ،
فاقتنِ كلباً يُراوِغُ من تجرّأ لاختطافك،
ثم أَلْقِي على غاربِهِ الرّسَنْ.
فالمُقيّدُ،والمُشرّد، والمُهَدَّدُ أنتَ
في كلِّ المواسمِ،
فاحتمِ في حضنِ ربّك،
كُلَّمَا يَخفُقُ غرابٌ فوق بيتِك،
فالفريسة ُأنتَ تمتشقُ البسالةَ،
لا تجازف بالهروب.
فابذخ بإرهابٍ أدانوكَ لأنك عربيَّ،
لون وجهك لون أرضك،
ووطأةُ الأقدام يفقهها ترابك،
فامضِ مُعتزا ًوقورا ً،
لا تُنكِّس رأسَك المرفوع،
في صخب الدروب.
لا تُقبِّل وجنةَ الطاغي وتَمسَحَ احذيَة.
انت المُطارَدُ والمُجرّد من سلاحٍك
إلَّا صمت الأدعِيَة،
والمُجاهِدُ في سبيلِ امّك الثكلى،
التي اضحت لناطورِ الإلهِ،
على الخليقة مُلكُهُ،
وإلامُّ مهما امتُلِكَتْ تبقى هِيَ.
أَبكِي على شعبٍ يُقطِّع طولَهُ بسيفِهٍ،
والطولُ شريانُ الحياةِ،
إن تَمزَّقَ والتوَى،
سالتْ دماؤُهُ وذوَى
والأرضُ سالبها تفرعن.
ارفعْ بأدعيةِ الوفاقِ للسماء،
يا ايُّها الشعب المُعذَّبُ،
والمقلَّب فوق جمرِ الاقتتال،
فالدروبُ أُجِّجَوها حتى ينسانا الوطن.

احمد طه

a7md6aha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة