مقبرة مأمن الله "ماميلا" في القدس، هي أعرق واكبر مقبرة اسلامية تاريخية في القدس، بل وفي عموم البلاد، بدأ الدفن فيها منذ الفتح الاسلامي للقدس، واستمر الى عام 1948م، حيث وقعت مع حدوث النكبة
تاريخ النشر: 19/03/13 | 1:36مقبرة مأمن الله "ماميلا" في القدس، هي أعرق واكبر مقبرة اسلامية تاريخية في القدس، بل وفي عموم البلاد، بدأ الدفن فيها منذ الفتح الاسلامي للقدس، واستمر الى عام 1948م، حيث وقعت مع حدوث النكبة الفلسطينية عام 1948، تحت السيطرة الاسرائيلية، وفي أدبيات التاريخ المقدسي تقدر مساحتها – كما ذكر المؤرخ عارف العارف في كتابة المفصل في تاريخ القدس والمسجد الاقصى- ، بـ 200 دونم ( 200 ألف م2)، فيما يقدر مساحتها مع بدايات السيطرة الاسرائيلية بنحو 160 دونما.
صادرت المؤسسة الاسرائيلية أرض المقبرة، وحولت أغلبها الى حديقة عامة تحت اسم " حديقة الاستقلال"، حيث جرفت ودمرت عشرات آلاف القبور، ولم يبق الا نحو 25 دونما من أرض المقبرة، التي تتواجد فيها شواهد القبور حتى يومنا هذا.
تعرضت المقبرة بكامل مساحتها، وما تبقى منها الى عشرات الاعتداءات، وشقت من داخلها الطرق وأنشئت مواقف السيارات، ومن أبرز اعتداء في السنين الاخيرة هو المبادرة الى إقامة ما سمي بـ " متحف التسامح" على جزء من المقبرة، بالتعاون مع منظمة أمريكية-اسرائيلية، حيث نفذت أعمال حفريات بأعماق تصل الى 20 متر داخل الأرض، الأمر الذي أدى الى نبش عشرات آلاف القبور، وما زال التدمير مستمرا.
لم تكتف المؤسسة الاسرائيلية بما فعلته من تدمير وطمس للمقبرة وانتهاك حرمة الأموات المدفونين فيها، بل انها تخطط الى عدة مشاريع من شأنها تدمير وتهويد كامل مساحة مقبرة مأمن الله .
في هذه المذكرة نكشف عن وثائق وخرائط لأبرز هذه المشاريع الجديدة – رصدت لها ميزانية 10مليون شيكل (ما يقارب 3 مليون دولار)، ونشير الى أخرى التي هي قيد التنفيذ أو التخطيط، ونشير اننا قد ترجمنا ما ورد في هذه الخرائط/كما وردت في المصدر، مع رفضنا للمصطلحات التي وردت فيها، ونؤكد اننا نعتبر مساحة الـ 160 دونما هي مقبرة اسلامية تاريخية، وأن قدسيتها باقية ومستمرة،مهما حاولت المؤسسة الاسرائيلية تغيير ذلك.
عشرة مخططات جديدة لاستكمال تهويد مقبرة مأمن الله :
1- في غربي المقبرة الحالية المتبقية تقوم بلدية القدس في هذه الأيام ببناء مقهى على أرض المقبرة.
2- اقتطعت مساحة 5 دونمات من المقبرة في الزاوية الجنوبية الغربية وأحيطت بالسياج وتستعمل كمخزن للآليات والمعدات الثقيلة للمقاولين الذين يعملون في المشاريع المحيطة بالمقبرة حالياً.
3- من المخطط إقامة متحف أثري في نفس المنطقة يحكي قصة موارد المياه في القدس في التاريخ القديم.
4- هناك مخططات لبناء مباني لمحاكم الصلح والمركزية على جزء آخر من المقبرة التاريخية غربي ما يسمى بمتحف التسامح.
5- مخططات لتفعيل بركة تجميع المياه في وسط المقبرة وتحويلها إلى مركز سياحي.
6- تدعي البلدية انها ستقوم بترميم الجزء المتبقي من القبور، ويشمل هذا تركيب أعمدة إنارة في المقبرة مما يترتب عليه حفر أساسات عميقة سوف تمس قطعاً بحرمة الأموات المدفونين في المقبرة .
7- مخططات لإقامة منطقة عروض للاحتفالات ( ملهى ومرقص ليلي). وشق طريق جديد وبناء بنى تحتية للمياه والكهرباء وغيرها.
8- إقامة مبنى للتحكم في أجهزة الري والبستنة.
9- تخصيص حديقة للكلاب على جزء من أرض المقبرة.
10- بناء وتخصيص أمكنة للأكشاك والمبيعات.
محطات بارزة في تاريخ المقبرة :
تقع مقبرة "مأمن الله"والتي يسميها البعض " ماميلا" – بمعنى ماء من الله أو بركة من الله – غربي مدينة القدس القديمة وعلى بعد مئات الامتار من باب الخليل أحد ابواب سور البلدة القديمة في القدس ، وهي من أكبر المقابر الاسلامية مساحة في بيت المقدس وتقدر مساحتها بـ "200" دونم.
في عام 1948 احتلت القوات الاسرائيلية الجزء الغربي من القدس ، فسقطت من ضمنها مقبرة "مأمن الله" وفي نفس العام أقرت اسرائيل قانونا تعتبر بموجبه جميع الأراضي الوقفية الاسلامية وما فيها من مقابر ومصليات ومساجد بأراضي تدعى "املاك الغائبين"
ومن ذلك اليوم أصبحت المؤسسة الاسرائيلية تقوم فعليا بتغيير معالم المقبرة وطمس كل أثر فيها ، وكان أكبر اعتداء صارخ عام 1960 بتحويل جزء كبير من مقبرة " مأمن الله " الى حديقة عامة سميت " حديقة الاستقلال " .
أواخر السبعينات بدأ التجهيز لإقامة موقف سيارات على أرض المقبرة وفي عام 1985م انشأت وزارة المواصلات الاسرائيلية موقفا كبيرا للسيارات على قسم كبير من مقبرة مأمن الله واحد تحت الأرض وآخر فوقها ، ولحقه في أعوام 1987 أعمال توسيع لموقف السيارات وصاحب هذه الأعمال تدمير مئات القبور ونبشها وبعثرة عظام الموتى في كل مكان .
في أعوام 85/1986 نفذت عمليات جديدة وكبيرة من الجرف لتمديد شبكة المجاري داخل ما تبقى من ارض مقبرة مأمن الله ، مما أدى الى تدمير هياكل للأموات وانتهاك واضح لحرمات الأموات داخل المقبرة ، وفي عام 2000 قامت شركات اسرائيلية بأعمال حفرية اضافية لتمديد شبكة مياه .
رغم الأثر النفسي القاسي على الفلسطينيين نتيجة نكبة فلسطين عام 1948 ، وتوالي ذلك عام 1967 وسقوط القدس كلها تحت الاحتلال الاسرائيلي ، تابع الفلسطينيون وخاصة المقدسيون ودوائرهم الرسمية وبالتحديد دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس مجمل الانتهاكات واعترضوا عليها .
عام 2000 : مخططات فعلية للاستيلاء الكامل على مقبرة "مأمن الله ":
من نافلة القول أن سياسات تهويد القدس تسارعت منذ أوائل سنوات السبعين من القرن العشرين وتصاعدت في بداية سنوات الثمانين بتنفيذ مشاريع هائلة لتهويد القدس كل القدس ، في سنوات التسعين استمرت هذه السياسات، في محاولة لحسم "يهودية القدس" ، وشهد عام 2000 وما فوق حالة سافرة وحرب لا هوادة فيها على كل ما هو عربي واسلامي في القدس ، وتولى كِبَرَ تخطيط وتنفيذ المشاريع الاسرائيلية لتهويد القدس الثلاثي ارئيل شارون – بصفته السابقة كوزير للبنية التحتية والمسؤول المباشر عن دائرة أراضي اسرائيل ومن ثم بصفته رئيسا للحكومة الاسرائيلية – ، اما ثانيهم فإيهود اولمرت – بصفته رئيسا لبلدية القدس ومن ثم وزيرا ذا صلاحيات واسعة في وزارة التجارة والصناعة ونائبا لرئيس الحكومة الاسرائيلبة ارئيل شارون -، اما ثالثة الأثافي فموشيه كتساب- بصفته رئيس للدولة العبرية ومتخرج من حزب الليكود اليميني- ، وموشيه كتساب مشهور عنه موقفه من قضية القدس والمسجد الأقصى ،ثم بعد ذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي "بيبي نتانياهو" وفي سياق قضية "مأمن الله " فقد بدأ عام 2000 بمخطط لاقامة ما يسمى بـِ " مركز الكرامة الانسانية – متحف التسامح في القدس " ، وبادر لهذا المشروع ما يسمى بمركز فيزنطال ومقره لوس انجلوس وكان ايهود اولمرت وموشيه كتساب وبالطبع ارئييل شارون ومن ثم "نتانياهو" والرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس وجمع من الساسة والصحفيين من المشجعين والمتحمسين للمشروع ووقع الاختيار ان يقام هذا المشروع على ارض مقبرة "مأمن الله " الاسلامية التاريخية ، كجزء من مشروع تهويد القدس ووقوع المقبرة في المنطقة الرابطة بين غربي القدس وشرقي القدس او بمثابة البوابة الواسعة لتهويد البلدة القديمة ومحيط المسجد الاقصى الأقرب فالأقرب . وبخطوات متسارعة تم اعداد الخرائط الشاملة والكاملة للمتحف وتقديمها الى الجهات المختصة وبدأ بجمع التبرعات من الولايات المتحدة لإقامة هذا المتحف بما قيمته أكثر من 200 مليون دولار .
2/5/2005 أرنولد والي كاليفورنيا يضع حجر الأساس :
= من أجل "متحف التسامح " : يبدأ نبش القبور وبعثرة عظام الموتى مرة أخرى، مما أدى الى ردود أفعال وأصداء عالمية ( اسلامية وعربية)، ترفض هذا المخطط ، المطالبة بوقف البناء على ارض مقبرة مأمن الله وحفظ حرمة الأموات فيها وعدم التبرع لهذا البناء )
= 9/2002: أعلن عن النية بإقامة مبنى للمحاكم الإسرائيلية في منطقة مقبرة " مأمن الله" .
= 2/2004 : أعلنت الصحف الإسرائيلية نية الحكومة الإسرائيلية افتتاح مقر ما يسمى " مركز الكرامة الإنساني – متحف التسامح في مدينة القدس " على ما تبقى من أرض مقبرة " مأمن الله " الأمر الذي يؤكد تصميم المؤسسة الإسرائيلية إنهاء وجود مقبرة " مأمن الله".
= 2/5/2004 : وضع حجر الأساس لما يسمى بمتحف التسامح بمشاركة والي كالفورنيا .
= 9/2005 : بدء العمل الرسمي في المتحف يقتطع 20 دونما من أرض المقبرة – 20 الف م2 – بتكلفة 200 مليون دولار ،وتسويق فيلم وثائقي على مستوى عالمي.
=23/12/2005 : طاقم مؤسسة الاقصى يكشف بالصور عن عمليات حفر وتجريف واسعة في مقبرة مأمن الله تمهيدا لاعمال انشائية لبناء ما يسمى بـ "متحف التسامح" .
=28/12/2005: الشيخان رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني -وعكرمة صبري – مفتي القدس والديار الفلسطينية – خلال جولة ميدانية ومؤتمر صحفي : المؤسسة الإسرائيلية ترتكب جريمة تاريخية ودينية بشعة بحق المسلمين في مقبرة مأمن الله في القدس .
=1/1/2006 : رئيس محكمة الإستئناف الشرعية العليا في غربي القدس ، فضيلة القاضي أحمد ناطور يصدر بياناً شديد اللهجة بإسم رئيس المحكمة ، أعضائها وكافة قضاة الشرع الحنيف ، يستهجنون فيه نوايا المعتدين على مقبرة مأمن الله .
= 2/1/2006 : "مؤسسة الاقصى" تقدم التماسا للمحكمة العليا تطلب فيه ايقاف العمل والانتهاك المتواصل لمقبرة مأمن الله .
= 13/1/2006: بعد تواصل انتهاك حرمة مقبرة مأمن الله ، القاضي أحمد ناطور – رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس – يستصرخ الضمائر لوقف الاعتداء على حرمة الأموات في مقبرة مأمن الله في القدس .
= 2/2/2006 : بتفويض من بعض أهالي القدس ممن دفن أجدادهم مؤسسة كرامة "لحقوق الانسان" تستصدر أمرا من المحكمة الشرعية بإيقاف العمل على أرض مقبرة مأمن الله .
=22/2/2006 : بعد متابعة قضائية متواصلة لمؤسسة الأقصى ومؤسسة كرامة ، فإن المحكمة العليا الإسرائيلية تصدر أمراً احترازياً بوقف الأعمال في مقبرة مأمن الله وعملية بناء "متحف التسامح" ، وتستثني عمل سلطة الآثار ، كما وتم تعيين القاضي المتقاعد "مائير شمجار" وسيطاً بين الأطراف .
=12/10/2006: البروفيسور أكمل الدين إحسان اوغلو – الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي – ، في رسالة جوابية للشيخ رائد صلاح :" طالبنا المجتمع الدولي التحرك لثني اسرائيل عن اعتدائها على مقبرة مأمن الله ومقدسات المسلمين ومقابرهم" .
=30/10/2008 : بعد أن كانت " مؤسسة الأقصى " " ومؤسسة "كرامة لحقوق الإنسان" ، قد استصدرت أمرا إحترازيا من المحكمة العليا يمنع أي عمل في مقبرة مأمن الله في الجزء الذي تخطط فيه شركات إسرائيلية- أمريكية بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح " استمر نحو ثلاث سنوات ، وبعد مداولات استمرت أيضا ثلاث سنوات ، المحكمة العليا الإسرائيلية تصدر قراراً يسمح بالبناء الفوري لـ " متحف التسامح " على جزء مما تبقى من مقبرة مأمن الله .
=16/2/2009 : "مؤسسة الأقصى " تؤكد أن جرافات بلدية الاحتلال في القدس استأنفت عمليات التجريف في "مقبرة مأمن الله" الإسلامية غربي القدس تمهيداً لبناء ما يسمى بـ"متحف التسامح" مكانها.
=18/5/2010 : صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر تقريرا يفصّل كيفية نبش آلاف قبور المسلمين في مقبرة مأمن الله بالقدس لبناء ما يسمى بـ " متحف التسامح على جماجم الأموات .
=9/8/2010 : محكمة الصلح الإسرائيلية " تأذن" للمؤسسة إسرائيلية وأذرعها بهدم نحو 150 قبرا اضافياً من مقبرة مأمن الله .
=10/8/2010 : "مؤسسة الأقصى " تكشف : بعد منتصف الليل المؤسسة الإسرائيلية تهدم أكثر من 200 قبراً في مقبرة مأمن الله.
=10/8/2010 : ما بين ساعات الصباح والظهر ، وفد الحركة الإسلامية من الداخل الفلسطيني وقيادات دينية ووطنية من القدس يتصدون للجرافات التي تهدم القبور في مقبرة مأمن الله ، ووقوع إصابات خلال التصدي ، والهدم يتوقف .
=17/8/2010 : "مؤسسة الأقصى " تصدر تقريراً حول مشروع تنظيف وترميم مقبرة مأمن الله ، تؤكد فيه انها قامت بترميم نحو الف قبر خلال الأشهر الأخيرة .
=18/8/2010 : نظمتها "مؤسسة الأقصى " : تظاهرة إحتجاجية قبالة مقبرة مأمن الله ضد هدم القبور في مقبرة مأمن الله ، بمشاركة الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ، وقيادات دينية ووطنية إسلامية ومسيحية من القدس .
8/6/2011 : إقرار بناء " متحف التسامح" على مقبرة مأمن الله في القدس :
أقرت ما يسم بـ " لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال في القدس، بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح " على أنقاض قبور المسلمين في مقبرة مأمن الله.
9/6/2011 : انباء عن مخطط لاقامة موقف سيارات على أجزاء من مقبرة مأمن الله في القدس :
24/10/2011 : 84 عالم آثار يطالبون بوقف بناء متحف على مقبرة "مأمن الله" في القدس:
وقع 84 عالم آثار من مراكز أبحاث وجامعات عالمية، على عريضة تطالب إسرائيل بوقف بناء "متحف التسامح" على مقبرة مأمن الله في القدس لأنها تمس بالموتى.
10/11/2011 : كتابة شعارات عنصرية معادية للعرب على 15 قبراً في مأمن الله :
13/11/2011 : تجدد الحفريات في مقبرة مأمن الله بالقدس :
30/11/2011: أكاديميون إسرائيليون يطالبون بعدم بناء "متحف التسامح" على مقبرة مأمن الله :
21/1/2013 : أذرع المؤسسة الاسرائيلية تجرف مقبرة مأمن الله بالقدس بعمق 15 متراً تمهيداً لإقامة "متحف التسامح"،
اقامة مقهى على أرض المقبرة والعبث بمدافن جماعية وتكسير شواهد.
27/1/2013 : آليات ضخمة تواصل تدمير مقبرة مأمن الله وأعمال إنشائية على أنقاضها.
شهادات : اذرع المؤسسة الاسرائيلية تخفي عظام ورفات الاموات بصناديق في جهة مجهولة .
14/2/2013 :متطرفون يخطون شعارات عنصرية وبذيئة بحق النبي الاكرم والعرب على قبور في مقبرة مأمن الله بالقدس.
مرفق فيديو كلمة الشيخ رائد صلاح خلال التظاهرة الاحتجاجية يوم الاحد الاخير:
محمود ابو عطا -"مؤسسة الاقصى"