كارلوفي فاري المدينة التي يقترن الجمال فيها بالعافية

تاريخ النشر: 01/11/12 | 4:11

يقترن اسم تشيكيا في أذهان الكثير من الناس ولاسيما العرب منهم ليس فقط باسم بعض كتابها وموسيقييها وثورتها المخملية و”ربيع براغ ” وإنما أيضا بمصحاتها الكثيرة التي تعالج مختلف الأمراض ولاسيما منها التي تشكل ما يطلق عليه تسميته “المثلث الذهبي للمصحات ” الذي يضم مدن كارلوفيفاري وماريانسكي لازني وفرانتيشكوفي لازني ولذلك يتدفق إليها ألاف العرب سنويا للعلاج فيها من جهة وللتمتع بجمال طبيعتها من جهة أخرى.

تتصدر مدينة كارلوفيفاري التشيكية الواقعة غرب البلاد بالقرب من الحدود الألمانية والتي تبعد نحو 120 كم عن العاصمة براغ مكانة مرموقة بين المدن التشيكية التي يقصدها عشرات الآلاف من السياح سنويا للتمتع بطبيعتها الجميلة وللاسترخاء إضافة إلى عشرات الآلاف الذين يقصدونها للعلاج في مصحاتها العديدة التي تحظى بشهرة عالمية بسبب التقاليد العريقة لها واعتمادها على طرق علاجية طبيعية .

وعلى خلاف أغلب المدن التشيكية والأوروبية الأخرى فان هذه المدينة التي أسسها الملك التشيكي كارل الرابع في عام 1350 والتي تحمل اسمه الآن تقدم للسائح والزائر الكثير من المغريات لزيارتها فهي تتواجد وسط طبيعة أخاذة وفيها مصحات كثيرة ومياه معدنية تتدفق من عمق مئات الأمتار من تحت الأرض ولها مفعول علاجي قوي كما يتم فيها إنتاج أنواع مختلفة من الكريستال والخزف وإنتاج احد أنواع الكحول الشهيرة في أوروبا وهو “البيخاروفاكا ” التي يطلق عليها مجازا تسمية ” الينبوع الثالث عشر ” في المدينة إضافة إلى إنتاج المياه المعدنية فيها .

وتشهد المدينة في كل عام تنظيم مهرجان سينمائي دولي شهير إضافة إلى تنظيم مهرجانات أخرى للسينما الموسيقا والمسرح الأمر الذي يجعل الحياة الثقافية فيها غنية على مدار العام .

العلاج الطبيعي منذ القرن الخامس عشر
يطلق على مدينة كارلوفيفاري تسمية عاصمة المصحات التشيكية بفضل ينابيعها المعدنية الضخمة التي تم على أساسها بناء مصحات تتخصص بعلاج أمراض وإشكالات الأجهزة الهضمية والحركية والتنفسية والبدانة والسكري والكبد والأعصاب. وتشير المصادر التاريخية إلى أن تأسيس المدينة تم بالصدفة، عندما كان الملك كارل الرابع يقوم بحملة صيد في المنطقة فشاهد ينابيع حارة في الغابات لمس تأثيرها الفوري بعد إصابة أحد كلاب الصيد بجروح فأمر ببناء مدينة حول هذه الينابيع. غير أنه لم يخطر بباله آنذاك بأنه سيحول هذه المدينة إلى واحدة من أشهر المدن التشيكية وأكثرها شهرة في العالم أجمع.

ويعود الفضل إلى فاتسلاف باير في إدخال العلاج الطبيعي إلى هذه المدينة في عام 1522 ومعالجة المرضى بالتوصية بشرب مياه الينابيع المتدفقة من باطن الأرض فيها إلى جانب الاستحمام في هذه المياه . واحتكرت العائلات النبيلة والبرجوازية الثرية استخدام هذه المصحات منذ القرن السادس عشر غير أن المدينة تعرضت لاحقا لعدة كوارث طبيعية خربت الكثير من مبانيها أما مبانيها الحالية فتعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .

خلاف الأوقات السابقة حيث كانت تسمع في المدينة اللغة الألمانية بقوة بالنظر لقربها من الحدود الألمانية وتشكيلها ما كان يسمى بمنطقة الألمان السوديت فان اللغة الروسية الآن تسمع فيها على نطاق واسع بالنظر لإعجاب الروس فيها منذ أكثر من 20 عام وقيام الأغنياء الروس بشراء مباني ومحلات كثيرة فيها بحيث أصبحت اللغة الروسية منافسا قويا للغة التشيكية المحلية غير أن ذلك لا يغير شيئا بالنسبة للسائح في زمن العولمة للتمتع بزيارة مدينة أوروبية وادعة وجميله لديها ما تقوله وتعرضه في عالم السياحة والعلاج والجمال والصحة.

01

02

03

04

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة