بــــَرْقِيَّاتٌ شــــَامِيَّة

تاريخ النشر: 11/10/12 | 11:59

(1)إلى شَقيقَتي في سورِيّا

إليْكِ يا زَينَب ؛ إليْكِ يا هاجَرْ إلى كُلِّ الحَرائِرْ..

ألاَ يَا أُخَيَّتِي يا حُرَّةً فِــي القَلْبِ تَكْوينِي

يا شَوْكَةً فِي حَلْقِ طَاغِيَةٍ ظَلُومِ

يا مَنْ عَرَفتْكِ بُيوتِ الطُّهْرِ فَلَها إنْتَسَبْتِ

أنْتِ حُرّةٌ .. نَعمْ حُرَّةٌ رَغْمَ أُنوفِهِمْ ..

(2)صَلواتْ !

خَسِئْتَ يا بَشَّارُ وَزَبـانِـيَتُكْ

خَــسِئْـتَ خَــسِئْـتَ

وَلا نِمـْتَ يـــَوْمَاً هـــادِئَ الــبالِ وَلا عِــشْتَ

إلاّ وَرَأيـْتَ أرْواحَ ألْأطْفالِ أمامَكَ كَــالكابُوسِ

وَرَأيْتَ النِّساءِ العَفِيفاتِ المُلّطَّخَةِ يداكَ بِدماءِ عِفّتِهنّ

وَرأيْتَ حَمْزَةَ وإبْراهِيم…

رَبِّ ثّلاثّةٌ هُمْ خَلْفَهُمْ رَكبٌ يَسِيرْ..

(3) طَيْري في الشّام!

يَا طَـيْرُ مَالـِي أراكَ مَكْسورَ الجَناحِ..؟

ما لِلْوُجومِ قــَدِ إحتَلَّ المَلامِحَ وَالحَشَى ..

قالَ كُنْتُ بِالشّامِ أُحَلِّقُ وَأبْتَسِم

وَأنْظُرُ لِـلْمَساجِدِ وَالمَآذِنِ في الصَّباحِ

حتَّى سَمِعتُ إطلاقَ الرَّصاصِ والرِّماحِ

وَرأيْتُ ألْعفَافَ قَدْ شُتِمْ

وَوجَدْتُني تَحتَ أنقاضِ بَيْتٍ قَد هُدِم

وَبِنْتٌ تَبْكِي والِدَها ؛ وَأُمٌ تَبْكِي إبْنَها..

غـــــــــــائــــــِــــلَــــــةٌ بـــِأرْضِ الْشّـــــــــــــــــــام!

غـــــــــــائــــــِــــلَــــــةٌ بـــِأرْضِ الْشّـــــــــــــــــــام!

وَبَعْثِيٌ حَقيرٌ يــَجْعَلُ مــِنَ المُهاتَرَةِ لازِمــَةً كـــُلَّ يَوْم

يَخْرُجُ على إعلامٍ مُتَمَلِّقٍ ؛ يُلَوِّحُ بِســـيْفِــهِ الْمَفْلولِ

وَشَعبٌ يَبْكــِي الحَالَ وَالكَلِمْ

قـَد ألقَمَــهُ النِّظــــامُ الحَجَر

وَالفاقَةُ حَلَّتْ بِهِمْ فاختَبَأَ العَفافُ واندَثَرْ

رَبِّ عَلـــَيْكَ بِــحُكْمٍ طَغى وتَجَبَّرْ

بَـــغى وَقَتَل وذَبحَ بِلا تُخومِ

وَمَـــضى يُـــنَكِّلُ كُلَّ لِسانٍ نــــَطَقَ

..بالحُرِّيَّة !

جَمـــَـطَ شَعباً كامِلاً حَقَّهُ

وَراحَ في خِطابِهِ يـــُثَرْثِرُ بِحصادِ الهَشيمِ

(4)إليْكُم ثُوّار الشَام

فَيا شَعْباً آخِذاً رَبَاطَةَ جَأشِهِ

صَـــدْيانــاً لِلْحُرِّيَة ,

فإنِّني مِنْ عَلَى مِنْبَرِ الْقَريضِ

أشُدُّ عــَلى أيادِيكُمْ بِالمُضِيِّ قـــُدُماً

فإنَّ النَّصْرَ قَـــضَاءٌ مـــُبْرَمٌ

وَلِيَعلمِ البَعْثُ بِأنَّهُ أَثْوَلٌ –

نــَصَبَ الأحابيلَ في كُلِّ شَارِعٍ

ثُمَّ افْتَرى كَذِبَاً بِأنَّهُ مُصْلـــِحٌ !

فَلْيَبــــْــكُوا حالَهُم ْ… فَلْيــَبكوا بــــِأنَّ نَصْرَ اللهِ قَد أَزِفْ

وَلِــــــيَعْلَمِ كــُلَّ مَنْ أرفـــَدَ ألــْبَعــثَ بِظُلْمِهِ

فَلْيَرتَقِب إذْ أَقْطـَـــبَ القَوْمُ يَشْهَدونَ مـــَصِيرَهُ

وَجَلْجَلَ التَّـــكْبِيرُ يــــَعْلوا وَيَهــُزُّ ألأرطادِ

وَتَعــــلوا هُـــــتَافاتُ إسْـــــتِقْلالِ سُورِيَّا ..عَلى رُؤوسِ ألأشْهادِ

وَسَنا الحُـــرِّيَّةِ يـــُعانِقُ كـــُلَّ ثـــائِرٍ..

وَكُلِّ حُرَّةٍ عـــــَفيفَة

وكُلُّ طــِفْلٍ مُناضِلْ ؛

وَألفَأَ الجَمـــِيعُ بِبَيارِقِ الإسْلام

وَولَّى قانونُ الغابِ وَحَمَلَ مَــعَهُ الجُورَ والظَّلام

***

فالْـــزَمـــُوا الجَلادَةَ ثُوَّارَ الشّآمِ

وَبَدِّدوا الحُلْكَةَ بـــِنورِ الفَجْر

وَاصْدَح طَيْري بِصَوْتِ الأذانِ ؛

ويَا رِيحُ احمِليني إلى شامٍ

فَإنّي عــــَشِقْتُ ثَرَىً بـــِدِماءِ الشُّهَداءِ

طـــَهُــرْ..

(5) “نَعمْ سأكفُر..!”

نَعمْ يا إبْراهيم ؛ قُلْها بِوُجوهِهِمْ..

بَلْ أمامَ القاضِي ..

نَظَمْتَ كلماتاً في سطورٍ ؛ والحَقّ قلتَ فلا تَخْشى

قُلْ نعم سَأكْفُر

سأكْفُر ببشّارَ إن سَجَدّتم لَهْ!

(6)حَديثُ الدِّماءْ!

بُنَيِّ هذِي آخِرُ لَمْسَةٍ أُهدِيها لكَ وَأنا أحتَضِرْ..

بُنـــَيَّ؛

أُمُّكَ قُتِلَتْ مَغْدورَةً فاثْأَرْ لِــحَقٍّ قـَدْ غُدِرْ

الجِهادُ سَبيلُكُ بُنَيِّ ؛

سبيلُ ألابْطالِ ..

(7)رَصاصَة!

تنْطَلِقُ مُسْرِعةً كالْبَرقِ مِن فُـوَّهَةٍ حقِيرَة

بِجانِبها قنَّاصٌ وَ قلْبٌ أسوَدْ ؛

تَخْتَرِقُ أحْشاءً رَطْبَةً طاهِرة

تَنطِقُ الرّوح بالشَّهادَتَيْنْ ؛ فتتصاعَدُ الأرواحُ تِباعاً..

” إلى رَبــــِّها نـــاظِرَة “…

(8)فِي سبيلِ الله

يَشْهَقُ شِبْلٌ سورِيٌ

“في سبيلِ الله”

يَشْتَدُّ ألألَمُ ويَرتَخِي ؛

لا بَنْجَ ولا دواءْ!

“في سبيلِ الله”

***

عَلّمونا ! عَلِّمونا الصَّبْرَ .. والإيمان

ما هُوَ الثّباتْ؟ ما السَّيْفُ والقُرآن

ما الحقّ؟

أيُّ قَلْبٍ تَمْلِكون..؟ أَيُّ قَوْلٍ تَنْطِقون

قوْلَ الحَقِّ وَقلبٌ مَطْمَئِنٌ ..

بـــــــِرَبٍّ قَديرْ

(9) آهاتُ المَـــآذِن!

يا أُقْصى.. أيْنَ عُمر ؟ أيْنَ صَلاح؟

أيْنَ الخُيول والرِّماح ؟

– يا أُمَوِيُّ ! لم يَزُرنِي كَ صلاحُ مُذ طَهُرَ تُرابِي بدِمائِهمْ

مُذ حَرَّرني .. لَمْ يَزُرْني كَ عُمَرْ !

لَمْ يَثأروا لِي! يَروْنِي أُدَنُّسُ وأبْكِي وَأئِنُّ

لا يَزورونِي!

-يا أقْصى! كمْ جِراحُنا مُتشابِهه!

كَم دُموعُنا وآهاتُنا مُتجانِسَة!

أترى …! دَنّسوني وَدخَلنيَ اللّئامُ..

وَحَوْلِي دِماءٌ وَحــُطامُ

أشْلاءٌ ومَعارِكٌ وَ …مذابِحٌ!

أينَ الحدائِقُ الغَنّاءُ؟

وثِمارٌ وجنّاتٌ وسماءُ..

-آهٍ يا أُمَوِيُّ .. نَبْكي فما نَفعنا

نَصْرُخُ فما نَفعنَا

أنَخْرُجُ وَنُقاتِلْ؟

-ألا تَرانا نُناضِلْ؟

القَصْفُ فَوْقَنا ؛ وَمآذِنُنا بِالأذانِ تَصدَحُ ؟

لا تَحْزَنْ أيا أقْصى .. فَغداً بالنَّصْرِ والتَّحْريرِ

نــــَفـْـــــــرَحُ..

بقلم   دانية خالد صعابنة – كفرقرع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة