ترى الوجود جميلا

تاريخ النشر: 15/01/15 | 16:58

ظننت يوما أن أولائك الناس الذين يرون أدق التفاصيل أناس ذوي موهبة أنعم الله عليهم بها، فهم أناس امتازوا بدقة ملاحظة لأصغر الأمور وأكثرها غموضا.. وتحليهم بمثل ذلك حذاهم لأن يقوموا بأمور كثيرة لم تخطر لأحدنا على بال.. فتجدهم الأكثر دقة في النظافة والأكثر دقة في تحليل الأمور ومثل ذلك كثير.. كنت ارى فيهم التميز الى ان بدأت أرى العبوس في وجوههم.. فهم عندما رأوا ما لم يراه غيرهم عابوا على غيرهم ذلك.. صاروا يجدون كل شخص لا يتصرف كما يتصرفون فيه نقص ما أو عيب في تربيته, ولما حاولوا صنع التغيير في الآخر وجدوا عدم انصياع فالطبيعة المختلفة للآخر جعلته لا يرى منفعة في تلك الأمور ولم يجدها بتلك الأهمية التي يراها المدققون.. عندها تملكهم الغضب والنقمة وأصابهم العبوس ورويدا رويدا دب فيهم السأم من الحياة لانهم كانوا ذاك المختلف المنتقد دائما..
عندما رأيت ذلك عليهم عرفت قيمة العقول الكبيرة, تلك العقول التي ترى بالخط العريض ترى الحياة بالإطار العام، فهم يقدرون القيم والمبادئ لكنهم يطبقونها بالشكل العام, هم يعرفون قيمة النظافة لكنهم لا يبحثون عن البقع تحت المجهر, هم يقدرون التربية لكنهم لا يعيبون طبيعة تعايش كل عائلة، عقول ساعدتهم ليبتسموا ويجدوا الخير في الجميع..
ورغم هذا وذاك.. لم أدون ما تقرأون لأعيب تلك الميزة في دقة الملاحظة فهي نعمة طالما كان من امتاز بها لا يعكر صفو حياته من خلالها فيقلبها نقمة وما دامت تضفي الراحة, دون ان نحاول أن نمليها على الغير فلكل منا ميزته.. فالدقة هي الأخرى بتوازن فلا تهلك فكرك بكل صغيرة وكبيرة لانك سترهق كل من أحبك حولك.. واعلم متى عودت نفسك أن ترى بمنظار أوسع سترى جمال الكون وتعود من كل مجلس مع الآخر وفي جعبتك خيرات تعلمتها منه لانك سمحت لنفسك أن تبحث عن كنز أودعه الله في كل فرد على هذا الكون لانه العدل فما ترك أحدا منا الا وميزه بخير..

اسراء عثامنة

7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة