محمية شاطئ هبونيم – دور (كفر لام –الطنطورة)

أحدى المحميات الطبيعية المميزة الواقعة على شاطئ البحر الابيض المتوسط , تمتد على مسافة ما يقارب 4.5 كم بين موشاف هبونيم (كفر لام ) بالشمال وحتى تل دور والطنطورة بالجنوب.

الوصول للمحمية: عن طريق شارع رقم 4 (الشارع القديم حيفا – تل ابيب ) حتى مفترق هبونيم , نتجه بالمفترق نحو الغرب بأتجاه موشاف هبونيم ,نمر من على جسر طريق الشاطئ وقبل الوصول للبوابة الرئيسية للموشاف نتجه يميناَ بالطريق الكركارية حتى المفترق الترابي عندها نتجه يساراَ حتى مفترق سكة الحديد ومنها نستمر بالسير مروراَ بحاجز سلطة حملية الطبيعة حتى موقف السيارات القريب من الجدار ومدخل المحمية (اللافتة الخضراء).

في المحمية مساران :

المسار الاول دائري لونه اخضر . والمسار الثاني يستمر حتى الطنطورة ولونه احمر. وصف المسار: يبدأ المسار عند موقف السيارات والاشارة الحمراء التي تشير الى بداية المسار . نتقدم نحو الغرب مع الاشارة الحمراء على السلسلة الكركارية الغربية حيث يظهر لنا خليج الاصداف الذّي تكوّن داخل السلسلة الكركارية الغربية وفيه كمية لا بأس بها من الاصداف التي كانت موجودة قبل الاف السنين في قعر البحر داخل طبقة طينية وبالفترة الاخيرة جُرفت هذه الاصداف بواسطة التيارات البحرية ونُقلت بواسطة الامواج الى الشاطئ.

يستمر المسار على السلسلة الكركارية نحو المطلة الدائرية المبنية من حجارة الكركار حيث نشاهد منها نحو الشرق سلسلة الكركار الشرقية وموشاف هبونيم وبقايا قرية صرفند المهجرة وشارع الشاطئ وجبل الكرمل وبين السلسلتين منطقة سهلية مزروعة تسمى المزراب. نتقدم مع الاشارة الحمراء نحو المغارة الزرقاء التي تكوّنت على مر السنين داخل السلسلة الكركارية بفعل امواج البحر القوية التي اذابت الصخر الكركاري وكوّنت تجويف واسع داخل السلسلة الكركارية , حركة الامواج العالية والقوية أدت على مر السنين الى انهيار سقف المغارة كما نراها اليوم وظهور اللون الأزرق خاصة عند شروق الشمس ومغيبها. بعدها نستمر نحو الجنوب مع اشارة المسار حتى نصل خليج رملي مليئ بالاصداف وعلى جانبه صخور شاطئية حديثة التكوّن التي تحتوي على كمية كبيرة من بقايا الاصداف وذرات الرمال والمواد الكلسية اللاحمة.

نشاهد ايضاَ خلال سيرنا مع المسار ظواهر مميزة تكوّنت بفعل امواج البحر كالنوافير البحرية والمغائر الملتوية داخل السلسلة الكركارية التي تستغلها الاحياء المائية كبيئة حياتية لها. قريباَمن الشاطئ نلاحظ الواح صخرية ضخمة ومستوية مرتبطة بالسلسلة الكركارية الغربية التي تسمى الواح الخدش والتي تكوّنت على مر السنين بفعل حركة امواج البحر التي ادت الى اذابت الطبقات العليا للصخر الكركاري مكوّنة الواح مستوية بمستوى سطح البحر قسم منها انفصل عن السلسلة الكركارية اصبحت على شكل جزر تستغلها الاحياء المائيه كبيئة حياتية خاصة بها. مع تقدمنا نحو الجنوب نصل خليج مكوّن من الرمال التي وصلت بلادنا عن طريق البحر بعد ان نُقلت مئات الكيلومترات بواسطة نهر النيل من اواسط افريقيا ورُسبت شمال الدلتا المصرية بالبحر المتوسط ومن ثم بواسطة التيارات البحرية والامواج وصلت الى شواطئ بلادنا. عند صعودنا السلسلة الكركارية نُشاهد مراحل تبلية الصخر الكركاري بواسطة حركة الامواج والاحياء المائية وحولها نجد حُفر صغيرة أمتلأت بمياه البحر من خلال حركة الامواج القوية والعالية وبعدما جفت هذه المياه تكوّنت طبقة من ملح البحر في هذه الحُفر. بأتجاه الغرب نشاهد جزيرة صغيرة ومستوية من بقايا السلسلة الكركارية بفعل اذابة امواج البحر للطبقات العليا لهذه الصخور مكوّنة لوح خدش على مستوى البحر تعيش عليه احياء مائية مختلفة. نستمر بالمسار الاحمر حيث نرى قريباَ من الشاطئ بقايا مرسى وسفينة غارقة في البحر كانت تنقل الاسمنت الى مستوطنات الكرمل بسنوات الخمسين وبعد ان اصطدمت بالصخور القريبة من الشاطئ غرقت بالبحر وبقيت مكانها. قريباَ من السفينة على السلسلة الكركارية توجد بقايا كسارة قديمة تم استعمال حجارتها قديماَ لبناء مستوطنات وقلاع سهل الكرمل مثل دور القديمة وكفر لام وعتليت وغيرها. بعدها نتجه شرقاَ مع المسار نحو لافتة المسارات وتلة الازهار , في هذه التلة المشرفة على المنطقة نجد كمية عالية من النباتات المختلفة التي تتفتح بموسم الامطار وتزهر بفصل الربيع. النباتات مرتبة على شكل قطاعات من حيث قربها على البحر وصمودها امام العوامل الخارجية والتأثيرات التي تعيق نموها. فكلما اقتربنا من البحر نرى بأن كمية النباتات تقل ويتغيّر شكلها وكلما وكلما ابتعدنا عن البحر تزداد كمية النباتات وترتفع اكثر عن سطح الارض. تتأقلم هذه النباتات للظروف المناخية والبيئية الصعبة المميزة لشاطئ البحر كالرياح القوية والشمس المباشرة والتربة الرملية ورذاذ املاح البحر , وذلك بواسطة تكوين أجهزة وطرق مختلفة تستطيع من خلالها مجابهة هذه الظروف الصعبة القريبة من البيئة الصحراوية. فلبعض النباتات شعيرات طويلة ولاصقة تحميها من ذرات الرمال ورذاذ املاح البحر التي تنتقل مع الرياح ,وأخرى لديها جذور عميقة تمتص كمية اكبر من المياه المتسربة بالرمال ,وبعضها لديها جهاز لافراز الاملاح وتتمدد على السطح خوفاَ من الرياح القوية ونباتات اخرى لها اوراق لحمية وشمعية تساعد في حماية نفسها من الحروق التي تسببها الاملاح. امثلة على هذه النباتات – السريس ,البلان ,زنبقة الشاطئ, زعتر فارسي والاثل وفي موسم الازهار نجد شقائق النعمان ,عصا الراعي والبرقوق. من هذه التلة يتفرع المسار لفرعين – الاخضر (الدائري) يمكن العودة منه الى موقف السيارات والاحمر(الطويل) يستمر جنوبا حتى تل دور والطنطورة. خلال سيرنا بالمسار الاحمر جنوبا على السلسلة الكركارية نُصادف ظواهر طبيعية مشابهة للظواهر الطبيعية التي شاهدناها عند بداية المسارولكنّها متطورة اكثر وذلك بفعل حركة الامواج والرياح القوية وارتفاع السلسلة الكركارية حيث تشكلت ظواهر مختلفة كالمغائر والشقوق والبرك والتجاويف والاقواس الصخرية والصخور الشاطئية والكسارات وغيرها. بعدها نصل جدار المحمية الذي يشير الى نهاية المحمية , لكن المسار يستمر جنوبا فنمر بجانب شاطئ حمدي او ميناء حمدي ومن ثم نصعد التلة الاثرية المشرفة على المنطقة والمسماة تل دور او خربة البرج حيث كشفت الحفريات والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم عن بقايا ميناء عظيم ومباني سكنية وعامة من فترات تاريخية قديمة . من التل ننزل الى شاطئ الطنطورة وتكون نهاية مسارنا عند موقف السيارات.

طول المسار – الأحمر 4.5 كم , والاخضر (الدائري) 2 كم . الموسم المُفضل – كل السنة . المسار ملائم – لكل الاجيال دخوليات ورسوم دفع – منوط بدفع بحالة دخول السيارة عند بداية المسار (موقف السيارات) ومجاني بحالة ايقاف السيارة قبل الحاجز والسير على القدام لبداية المسار.