نشأة السينما وتطورها في العالم
تاريخ النشر: 09/12/14 | 13:00لعل من أهم الكتشافات التي تعرفت إليها البشرية في زماننا هذا هو عالم السينما الذي فتح الآافق أمام صناعات وفنون ثقافية ومعرفية متعددة الاتجاهات والأغراض والأهداف، بل وفتح الباب واسعاً أمام عالم الخيال العلمي والفهم السلوكي والميول البشري.
يرجح بعض المؤرخين بأن بدايات السينما تعود للملاحظة الذي دونها جيوفاني باتستادي لابورتا عن كتاب السحر الطبيعي للفنان والمهندس والعالم الايطالي ليوناردو دافنشي عام 1558، فقد لاحظ دافنشي أن الانسان اذا جلس في حجرة مظلمة، بينما الشمس ساطعة خارجها، وكان في أحد جدرانها ثقب صغير، فإن الجالس في الحجرة يستطيع أن يرى على الحائط المقابل ظلالاً أو خيالاً لما هو خارج الحجرة من أشجار أو عربات أو أشخاص نتيجة الشعاع النافذ إلى الغرفة من الثقب الصغير.
وتعود بداية ميلاد السينما في فرنسا إلى العام 1895، نتيجة الجمع بين ثلاثة مخترعات هي اللغة البصرية والفانوس السحري والتصوير الفوتوغرافي، الاكتشاف الذي سجله الأخوان أوجست ولويس لومبير باختراعهما جهازاً يمكن عرض الصور المتحركة على الشاشة في 13 فبراير1895 م كان لافتاً، وتم إجراء أول عرض عام لما بات يعرف باسم سينماتوغرافي الذي شاهده الجمهور في 28 ديسمبر بنفس العام في باريس.
من هنا أصبحت السينما واقعاً ملموساً، وشهدت نيويورك عرضاً عاماً للصور المتحركة في إبريل عام 1895.
وفي العام التالي استطاع أديسون صنع جهاز يجمع بين مزايا الجهازين،وأقام عرضه الأول في إبريل عام 1896 ولقي نجاحاً كبيرا.
كما ويرى الناقد والمؤرخ السينمائي فيليب كونجليتون أن التصنيف الدقيق للأفلام السينمائية في التاريخ عاش في مرحلتين للفيلم، هما : (الصمت والكلام ) والتي تتبلور في عدة عصور، عصر الريادة : حيث بدأت صناعة الأفلام بتقنية جديدة للكاميرا والممثل والمخرج الأول، ولم تكن هناك أصوات على الإطلاق، وكانت تضم أفلاماً وثائقية خبرية وتسجيلات لبعض المسرحيات، وأول دراما روائية كانت مدتها خمس دقائق، أما عصر الأفلام الصامتة، والتي لم تكن صامتة تماماً، وذلك باستخدام بعض المؤثرات الصوتية الخاصة فقد اتسمت بالشاعرية وكانت ذات طابع تاريخي،كما في أفلام شارلي شابلين.
أما العصر التالي فيبدأ بإنتاج أول فيلم ناطق عام 1927 بعنوان (مغني الراب)، وهناك عدة أفلام ناطقة انتجت في هذه المرحلة أيضا، حيث شهدت افلام الثلاثينيات استخداماً أكثر للألوان، وبدأت الرسوم المتحركة بالظهور، وحصل بروز نجوم السينما التي انتشرت أسمائهم مثل (كلارك جابل_ فرانك كابرا_جون فورد) ونحوهم.
مع ظهور جوائز الأوسكار وحب الجمهور للسينما، بدأت نوعية الأفلام تزداد أهمية، وبدأ ينظر للفيلم كأنه مراهق ينضج، ورغم أن التقنية المستخدمة لصناعة الأفلام ما تزال بدائية ولكنها أبهرت العديد من رواد السينما.
وفي مرحلة العصر الانتقالي بدأ الفلم ينضج بشكل حقيقي من خلال استخدام تجهيزات فنية متطورة في الموسيقى والديكور، وبدأت الأفلام المختلفة تدخل الولايات المتحدة من خلال حوائط هوليود الواسعة، واستبدلت الأفلام الملونة لتصبح الأغلبية في جوار الأبيض والأسود، ومن أبرزها في تلك الحقبة : أفلام (ألفريد هتشكول_مارلين مورنو_اليزابيث تايلر).
اما العصر الفضي للفيلم فقد كان في عام 1967_1979، فقد مثل بها فرانسيس كوبل_داتسن هوفمان_مارلون براندو، وفيها أصبحت هوليود تعرف حقاً صناعة الأفلام وتشتهر بها.
أما العصر الذهبي للسينما فظهر أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد لوحظ ازدهار الكوميديا، وتربعت الأفلام الموسيقية على عرش السينما، وانتشرت أفلام الرعب باستخدام مؤثرات خاصة ولكن بسبب ارتفاع تكلفتها الإنتاجية والتي صنعت فرقاً واضحاً لنفقات الانتاج الكبيرة والأفلام الصغيرة، ولجذب الجمهور لجأت استوديوهات السينما لانتاج أفلام غير مكلفة للعامة،كأفلام الإستخبارات وأفلام الغابات و أفلام الاستغلال والاستعمار، أما افلام الخيال العلمي فقد ظهرت في عام 1950.
وبدأ العصر الحديث بإنتاج الأفلام من خلال إسهام الكمبيوتر والتقنية الحديثة في تصميم المؤثرات الخاصة بإنتاج فلم (حرب النجوم) عام 1977، ففي هذه المرحلة بدأ انتشار الكمبيوتر والفيديو المنزلي والتلفزيون السلكي، واعتمدت هذه المرحلة على ميزانيات ضخمة بدلاً من النص والتمثيل، ولكنها احتفظت بالقدرة على إنتاج نوعية من أفلام التسلية والمتعة.
إن تقدم الفيلم السينمائي من انجازات المبدعين في هذا المجال، من الرسوم المتحركة إلى الصور الفوتوغرافية إلى الصور المطروحة على الشاشة، إلى الصوت والألوان إلى الشاشة العريضة، وانتهاءً بالشاشة الثلاثية الأبعاد تاريخاً حافلاً بالمحطات واجبة الدراسة.
رؤى غيبور
جميل اله يوفقكم