بقايا حُلم رارارارا…

تاريخ النشر: 26/07/12 | 6:27

أستيقظُ في اليوم الثاني

الساعة الواحدة ظهراً

أرى بقايا صور محطمة

وأحلام القطار الراحل

وجوه المسافرين

كيف رأيتكِ في القطار الآخر

ومرَّ كالطيف!!

***

أعودُ الى رارارارارا را

كتبتْ لي رسالة أرضتْ غرور صباي

علّقتْها على باب غرفتي

وودعتني مع الهنديِّ ، فبكيتها

وما زلتُ أبكيها

وأشرب نخبها حتى انتهاء العمر

***

أضع القهوة على النار

وأفكر أنني كتبتُ أعظمَ قصيدة

أخاف أن ترى زوجتي خربشاتي

فأصغر في عينها

يجب أن أكون السيد كما تقول

أفكر بسذاجة تلك التي قالوا لها:

هذا هو الشاعر الذي سيُلقي المحاضرة

قالت بتلقائية مثيرة:

ليكتبْ فيَّ قصيدة غزل

وأسقط في يدي وتهتْ لا ألوي على شيءْ

كان اسمها (مملكات)

وعدونا وتركنا ظلّنا

عدتِ السيارةُ تقطعُ أشواطاً

وأنا أنظر ساهماً الى السهول

***

تذكرتُ فجرَ تلك الجزيرة ونداها

بعض الرحلات كبعض القصائد

يكون لها طعم خاص لا تنساه

ولن تستطيع أن تعيده إليكْ

***

ركبتْ معي

هي المرة الوحيدة

يومها طلبت إليها أن تقود هي السيارة

زعمتُ أنني شاعر أحبُّ التمتع بالمناظر الخلابة

ونحن في جزيرة

نعم جزيرة الأحلام

كيف تعود!!

لا بدَّ أن تعود

***

أعود الى رارارارارا را

كتبتْ لي رسالة أرضتْ غرور صباي

علّقتْها على باب غرفتي

وودعتني مع الهنديِّ ، فبكيتها

وما زلتُ أبكيها

وأشرب نخبها حتى انتهاء العمر

***

تذكّرتُ فجرَ تلك الجزيرة الندي

اطلالة الشمس تدخل غرفة صديقي ثيودورس

دون استئذان

لقد ذهب في رحلة الى الشرق

وجئتُ أنا الى الغرب

كيف تعودين يا سماء المغامرة

***

كنتُ أنام في المدينة

تحت سقف يدلف الماء علينا

وفي الصباح أذهب الى مدرسة الرملة

كانت تنتظرني بغرابة مشدوهة

وأنا أضع رأسي تحت حنفية المدرسة

أغسل وجهي

وأشرب القهوة

وآخذُ في التدخين

كنتُ أنساناً يحترق ويمشي

وكانت تنتظر ولا تتحرك

وتكلمتْ هي لما يئستْ من كلامي

يا لها من فتاة طيبة

لو رحلتُ معها لتغير وجه حياتي

ولما كتبتُ شعراً

وربما كنت أكتب ما هو أشعر من الشعر!!

***

أعود الى رارارارارا را

كتبتْ لي رسالة أرضتْ غرور صباي

علّقتْها على باب غرفتي

وودعتني مع الهنديِّ ، فبكيتها

وما زلتُ أبكيها

وأشرب نخبها حتى انتهاء العمر

***

أعود إلى صديقي ثيودورس

كانت أمه معلمة لغة إنجليزية

في تلك الجزيرة النائية

وكان يجب أن أقضي بقية عمري

بوهيمياً بين أشجارها المعمرة

وطيورها الإنسانية المسحورة

؟؟؟؟!!……

***

أعودُ الى هيلانة التشرد والضياع

هيلانةِ التي قلبها قلب نعناعةٍ في الجبال

قلب ريحانةٍ ذبلتْ وغابت في الزحام

كان والدها محاضراً للأدب العربي

نعم ، في جامعة تل ابيب

كانت بوهيمية بيضاء

تقضم الكاكاو والحشيش

كنا نجلس القرفصاء أمام مكتبة الأب

كنتُ ألتهمُ الكتب التهاماً

كنت أحلم أن يكون لي مكتبة مثلها

وما زلتُ أحلم

***

أعود الي صديقي الذي حدثتكم عنه

في قصيدة لا تشبه القصائد

ذلك الذي يجلس في نفس المكان

يرقبُ مغيب الشمس في بحر يافا

ويرسم الجندية العا..

***

سأعود الى نومي

أحلمُ بأيامٍ بيضاء

وحمائم تحملني عند الشاطئ المهجور

أخلعُ أوراق القصيدة وأمضي.

‫4 تعليقات

  1. كلمات رائعه وجميله.. وارجو ان تتحقق كل احلامك… تحياتي بكل الخير والتوفبيق… والى الامام دوما

  2. دكتورنا الغالي ..
    يا لرروعة كلماتك وصدقها .. ورقة أحاسيسك وعمقها .. مبدع كما دائما .. دمت عملاقنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة