قصيدتان للشاعرة دوريت فايسمن

تاريخ النشر: 25/07/12 | 4:17

قصيدتان من الشعر العبري, للشاعرة دوريت فايسمن , ترجمة عن العبرية: ب. فاروق مواسي

شارع نظيف من العرب

جدار الحدود صدِئ

لكن حول (محولا)

سلكًا جديدًا ولامعا

مجرمو أوسلو يحاكمون!

حقوق الرجل في العائلة!

هذه الكتابات ما زالت بخط اليد منذ أن سافرت

في الشارع، الذي سُمّي حينها شارع الغَـوْر،

إلى الحبيب في الكيبوتس، ذاك الذي نام

ومنشفة مطوية تحت رأسه.

متى سافرت آخر مرة

في شارع متعرج

الآن يدعونه- شارع غاندي

وللعرب: ممنوع الدخول

كل هذا أُعلِـمنا به مؤخرًا

قطرات المطر على الزجاج

شحيحة

يُسمح لهم أن يقفوا

على جانبي الشارع، نحن نشتري منهم

خيارًا ساطعًا، صغيرًا

له تجعدات، فلفلاً معوجًا

وخضرة شائكة، محدقة

ما يشبه الخرشوف الذي اسمه عكوب

رائحة مشاعل

الشارع قفر، مثل صحاري

إسبانيا. قنوات الحوّر. تلال بخضرة

متى سافرت آخر مرة

في شارع متعرج

يافيت، أرجمان، محولا

البقالة في حقل ممراع – هي مغلقة

قرأنا في الصحيفة:

مستقبل المستوطنات في علامة استفهام

443- الشارع الأعلى

نسافر بين جدرانِ أسلاك، أبراجِ حراسة، كتل الإسمنت

أسوارُ من تحت، أسوار من فوق، مدرّجــة

لََـبِنات لَـبِـنات في قلب رمادي كبير

نحن حاملو الهويات الزرقاء

سيارات مع لوحات الترخيص الصفراء

متراس يسيطر على طريق السير الرئيس

مثل كائن ثلاثيٍّ أرجلٍ في المستقبل

لهم طرقهم الخاصة بهم.

ها، هناك، بعيدًا ترون (التندر) الأبيض،

مسافرًا مسافرًا في الشارع، الآن اختفى

ننتظر، وها هو ها يندفع ثانية في الجهة الأخرى

مثلما الباطون يفصل بين الجديرة وبير نبالا

ويفصل قرية الجيب عن العالم

هكذا نفصل في الشارع الأعلى

نسافر وحدنا، شعبًا واحدًا، متوحدا

نسافر باطمئنان، في هدوء، في أمان

فليس منهم أحد يخطر في الشارع، ها نحن نعجّ

نـُـري نوقف في الحاجز نلجُّ نمجّ نضجّ*

أسماء القرى اختفت من اللافتات

قلندية، بدّو، بيت سوريك، كفر عقب

أحيانًا نجدها ممحوة بالطلاء الأسود، أحيانًا مقصوصة

عناتا، حزما، ربما يجد أحدهم راحة وهو

يلفظ أسماءها بصوته، فكيف لو كان الأمر كتابة؟

في جانبي الطريق يصفرّ الخردل والملفوف البري

وأكاليل العوسج وتلك النبتة شبه القمح التي عندما كنا أطفالا

قلعنا بحركة مفاجئة بذورها الخضراء

ألقيناها على بعضنا البعض حتى نحصي

كم بقي منها

*غيرت بعض المعاني حتى أحافظ على أفعال لها الإيقاع الضاجّ، وذلك بالاستشارة مع الشاعرة.

…………………………………………………………………………………….

الشاعرة دوريت فايسمن:

ولدت سنة 1950، شاعرة، مترجمة، مديرة ورش، ومنتجة أفلام. حصلت على جائزة يهودا عميحاي للشعر سنة 2003، وعلى جائزة الإبداع. لها عدد من الدواوين الشعرية. وسيصدر لها قريبًا ديوان ( נורמל= اعتياد) بالعبرية يضم هاتين القصيدتين.

‫2 تعليقات

  1. أعترفُ، عملية ترجمة النصوص الأدبيّة صعبة، خاصّة الشعر!
    اقترحتُ أن نضيف النصّ العبري المترجم للمقارنة.
    بوركتَ، صديقي أبا السيّد، على هذا الإثراء!

  2. تحيتي وشكري!
    أفعل ذلك عادة لدى إصدار الكتاب، على كل فكرة سأدرسها، فهي تنفع الباحثين المتحققين فقط وهم قلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة