المدونــــة السابـعــة عشرة …البديل من العبريــــة

تاريخ النشر: 18/07/12 | 2:20

“ما زلنا على العهد يا رفيق….رغم صعوبة الطريق…راقب الناس في حديثهم….ستجد أن الخطر حقيق…فما علي إلا أن أنبه….وما عليه إلا أن يفيق”

سأصحبكم في سفرة في هذا الجو الحار، وسنستغل ذلك لتقديم ألفاظ عربية بدل العبرية، من هذه اللغة التي تفرض نفسها علينا في كل كلمتين أو ثلاث في لغتنا.

עוֹמֶס= زَحـمَــة

قال لي رفيقي: עומס!

قلت له: تقصد زَحـمَــة في الشارع، وأما إذا قصدت עומס חום، ففي العربية هو وطأة الحر، وبلغتنا الدارجة شدة الحر.

قال: أقصد الزحمة في الشارع، انظر الـ פְּקָק.

פְּקָק= أزْمــة

– ماذا نسمي هذا الـ פקק بالعربية?

– أنت تعرف أن اللفظة العبرية تعني سدادة الزجاجة ونحوها، فلّينة، نقطة الاختناق، وبالطبع نحن لا نستطيع أن نستعمل أية لفظة منها.

أرى أن لفظة عــَـلْـقَة قريبة جدًا من معنى الضغط المتمثل، وكذلك اختناق السير/ المرور.

إلا أنني أفضل التعبير المستخدم في الضفة الغربية أزْمــة، فمعنى أزم الباب في المعاجم- أغلقه، والأزمة في الطب -حمانا الله منها- هي نهاية فجائية تحدث في مرض حاد كالتهاب الرئة، وأرى أن الكناية الجديدة التي نقلناها للمواصلات على ألسنتنا هي سهلة وملائمة، فأنا لم أستطع الوصول إلى الحفلة بسبب أزمة سير.

هذا اقتراحي: أن نجعل لضغط السير (heavy traffic) زَحـمَــة، وأن نجعل لعلقة السير(اختناق السير= traffic jam): أزْمــة.

أعرف أنكم مهما قلتم بالعربية من مترادفات فقد تنقلون المرسلة، ويفهمكم المتلقي، ولكني أخشى من كثرة الترجمات للتعبير العبري الواحد، فإذا لم نخصص لكل واحدة لفظتها العربية ستبقى (عومس وبقاق ولاحتس)!

סִבּוּב= منعطف

– ها قد جئنا إلى סבוב.

– تقصد مُنْعَطََف، فهو ينعطف- أي ينحو لاتجاه آخر، وبالطبع عند الكتابة والخطابة نقول مُـنْـعَـطَـف، وأنا لا أتوقع من سائق عادي أن يقول في حياته اليومية هذه اللفظة، فلفظة لفّـة أسهل له وأوصل.(هناك من يستعمل اللفظة الإنجليزية في لغته الدارجة: كوربة curve)

– ولكن ابني يركب الدراجة ويقول لي: اسمح لي بكم סבוב!

– اللفظة هنا تلائمها لــفّــة.

מֶחְלָף= تَقاطُـع

– أولاً هو بالعبرية מֶחְלָף، وليس מַחְלֵף- كما يلفظونها خطأ، وأرى أن نسميه تَقاطُـع،interchange – بمعنى التقاء طريقين بنظام من المستويات المختلفة يتيح للمركبات أن تنتقل من إحداهما إلى الأخرى من غير أن تشق سيل المواصلات. ومن لا يعجبه الاستعمال اليومي، ويخشى من عدم فهم التقاطع أو التحويلة أقول له: يمكنك أن تكتب جسر استبدالي، كما ورد في المعاجم، وبالطبع فإن هذا التعبير للّغوييّـين.

רַמְזוֹר = إشــار

– ها قد وصلنا الرمزور!

– تقصد إشارة المرور؟ أو الإشارة الضوئية؟

– ولكن بربك، هل يمكن أن يلفظ أحد هذا التعبير أو ذاك في نطقه، “إشارة مرور”، “إشارة ضوئية”، فأنا أرى أنه يمكننا أن نستخدم أيًا منها في الكتابة فقط !

أما رمزور فقد سمعتها في غزة (رمزون)، بل لا تكاد شرطة المرور هناك – والأمر مفحوص- أن تلفظ غيرها، وفي الضفة (رمزول)، فهي لفظة قوية التحكم، ومرة أخرى: أرجو ألا يفهم القارئ أنني أتحدث من كمي.

– وأنا سمعتها في مصر مختصرة (إشارة),

أنت تعرف أن التعبير العبري هو دمج أو لصق (הֶדְבֵק) بين רמז+ אור = רמזור، فلماذا لا ننحت نحن كذلك من اللفظتين إشارة + مرور = إشار، وبذلك نقترب من لفظة إشارة- وهي اللفظة المستخدمة في مصر.

أعني نأخذ من إشارة (إشا)، ونكتفي من لفظة (مرور) بحرف الراء المتكرر فيها، فتصبح الكلمة المستحدثة عربية= إشــار، ونصرفها، فنقول: رأيت إشارًا من بعيد، فانتبهت.

وإذا لم يعجبك النحت فعلينا بالحذف، وهو جار في اللغة العربية وظاهرة معروفة!

كل ما فعلناه أننا حذفنا من اللفظة الأولى (إشارة) هاء التأنيث، وبذلك نمايز بينها وبين أية إشارة أخرى من الإشارات.

باختصار يمكن أن نقول نحتنا، ويمكن أن نقول حذفنا حتى اكتفينا بلفظة إشار.

כִּיכָּר= دَوّار

– ولكن هناك طريقة للتخفيف من الإشارات، وهي إقامة כּיכָּר.

– تقصد دَوّار.

– نعم فاللفظة لطيفة الوقع، والمجالس البلدية التي تنشئ الدوارات في قراها ومدنها تنظم حركة السير.

– ولكن لننتبه إلى أن כּיכּר الذي حوله اتساع كبير، وبنايات من جوانبه، فهو المَـيْدان.

נָתִיב= مَـسْلـك

מַסְלוּל= مَسار

ثمة شارع بمسلك واحد، وشارع آخر ذي مسلكـين، وشوارع أخرى لها عدد من المسالك، فإذا سافرت في شارع له أكثر من مسلك فحافظ على الجهة اليمنى منه، فقد سجلت شرطة السير لي مؤخرًا مخالفة= עֲבֵירָה، لأنني سافرت طويلاً على المسلك الأيسر.

أما خط السير מַסְלוּל فهو المسار، وهو الطريق المحدد للطائرة أو لسباق ما، أو في المواصلات، أو أي طريق سير حقيقي أو مجازي. وأذكر أن لدينا في الكليات مسارات، منها مسار الممتازين= מסלול מצטיינים.

– ها قد وصلنا إلى شارع التفافي = כְּבִיש עוֹקֵף، وسنوفر وقتًا، ولكن انتبه إلى المطبات= פַּסֵי הֶאָטָה، سنخفف من السرعة!

– انتبه: فهذه السيارة ضوءها عال، وقد تَـبْـهَـر عينيك = מְסַנְוורֶת.

– ها قد وصلنا إلى צומת كركور.

– تقصد مَـفْرِق كركور، والمَفْرِق هو ملتقى شوارع متصالبة.

– هل يمكنني أن أقول مُـفتَرَق كركور؟

– نعم، فالمفرق أو المفترق يؤديان المعنى نفسه، والجذر الثلاثي واحد، ولكن أرجوك فقط أن تتخلى عن لفظة (تسومت وكيكار وعوقف ومسلول؟؟؟ ورمزور ومحليف وسِـبوب …) عندما تتحدث العربية.

‫2 تعليقات

  1. شكرا لك استاذي الفاضل لتقديم ألفاظ عربية بدل العبرية، من هذه اللغة التي تفرض نفسها علينا في كل كلمتين أو ثلاث في لغتنا.فنحن بالفعل نسينا معناها بالعربية ونستخدمها كانها العربية للاسف………….

  2. سأقوم بما يمليه علي واجبي!
    شكرًا عزيزتي ريم!
    وضعنا اللغوي مأساوي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة