يا عزيزي لا تقرأ !!!

تاريخ النشر: 30/12/10 | 23:23

بقلم – يوسف الجمل

لماذا تقرأ ؟ وما الضرورة إلى ذلك ؟

ماذا يعني أن تقرأ قصة أو كتاب ؟ وما هو الداعي إلى الخيال ؟

ماذا تمنح الثروة اللغوية مقابل الثروة المادية ؟

هل التعبير ضروري لنجاحي في الحياة ؟

وماذا إذا كان مرفوعاً ونصبناه أو مجروراً وجزمناه ؟

وما هي أدوات النصب اللازمة لاستمرارية الحياة ؟

هل تجر أدوات الجر مركبتي المعطلة ؟

وما الفرق بين كاس وكأس ؟

هل يمكن أن أنجح بدون أن أقرأ ؟

وماذا تنفعني المعلومات العامة ؟

ماذا يحدث لو لم أقرأ الجريدة ولم أتصفح الصحف والمجلات ؟

كم من جاهل وأميٍّ عاشوا وماتوا فماذا خسروا ؟

كم من جاهل وأميّ سعداء بجهلهم وراحة بالهم وبرودة أعصابهم ؟

وكم من جاهل يعد الأموال بالملايين ويعيش في قصور السلاطين ؟

وكم من عالم ومثقف قضى في مستشفى المجانين ؟

لا أريد أن أقرأ , فكم من قارئ وكاتب ومتعلم ومثقف عاشوا وماتوا صفر اليدين ؟

وإذا لم أعرف ما هي عاصمة الصين فما الذي يحدث ؟

ونهر السين وسور برلين وجبال الهملايا والمحيطات والقارات والكواكب والمجرات والفلزات واللافلزات وبقر الهندوس والمجوس والجزيرة وشبه الجزيرة والقن والعش والحظيرة وصغار الحيوانات وكم بيضة يبيض الديك وقصة عنترة وعلي بابا والشاطر حسن .

وإذا لم أضع التنوين وصرفت الممنوع من الصرف وكسرت الفتحة وضممت السكون ولم أميز بين البدل والحال ولم أسمع بالنحت أو الاختصاص ولم أعرف علامات الترقيم ؟

طالما أنك تفهمني بالعامية فلماذا الفصحى ؟

وما هي الحاجة للتشكيل ؟

وما لزوم الإعراب لحياتي اليومية ؟

وإذا كان مفعولاً معه أو به أو عليه أو فوقه أو تحته فما الفرق ؟

ألا يكفي التعبير الشفوي وكم من لغة يجب أن أتقن ؟

ألا تكفيني العمليات الحسابية الأربع أجمع بها وأطرح وأضرب بها أخماساً بأسداس وأقسم الإرث بيننا بالتساوي والحاسبة تكفيني وإذا كنت أعرف الأشكال الهندسية الأساسية الأربعة من الدائرة نحو المثلث وإلى المستطيل والمربع ؟ وما هو المنحرف وبماذا يختلف عن شبه المنحرف ؟

وما الحاجة إلى المجاهيل والتعويض والقوة والجذر التربيعي في حياتي ؟

ماذا يضيرني لو لم أقرأ مقدمة ابن خلدون ولم أتشرف بلسان العرب ولم أتعرف على الجاحظ وجرير والفرزدق والأخطل والبحتري والشابي ونزار والكُتّاب والشعراء الصغار منهم والكبار ؟

وهل أستطيع السباحة في بحور الشعر ؟

والأوزان والصدر والعجز والقصائد والمعلقات والنابغة وزهير وطرفة بن العبد .

وكم اسمٍ للحصان والسيف والأسد طالما أنني أعرف اسمي وأسماء من حولي وأرقامي وأرقام من أعرفهم وكم وماذا أملك وحصلت على رخصة السياقة بالامتحان الشفوي ؟

هل القراءة ضرورية لي وهل هي هدف أم وسيلة وهل الغاية تبرر الوسيلة ؟

أنا أجيد القراءة كملكة ولا أحب القراءة كوسيلة لكسب المعرفة ولا أحس بأنه ينقصني شيء .

ألا أستطيع أن أنجح في حياتي بدون أن أقرأ ؟

إذا كان جوابك بالإيجاب فلا تقرأ !!

إذا شعرت أنك قد حققت ذاتك بدون الحاجة إلى القراءة فهذه هي ذاتك وتلك هي طموحاتك وأنت وحياتك فلا تقرأ .

تقول إذا ما كنت في جلسة وكان حوار فأنا أتخذ الصمت سبيلا .

وإذا ما كان نقاش أو تبادل أفكار فأنا أتمنع ولا أشارك وربما أقول أن من حقي أن أحتفظ برأيي لنفسي فلا يصفني أحد بالجهل .

وإذا ذكر المتنبي والمعري والبيروني والمسعودي فأهز رأسي بالإعجاب أو الإيجاب .

وإذا كانت حياة واحدة تكفيني فلن أقرا !

وإذا كانت المعرفة مضيعة للوقت والثقافة حصر وكبت والعلم هو الخبز والزيت والفكر هم وغم وراحة البال في قلة السؤال والقدرة على استعمال الجوال والمهارة في الكسب الحلال ولكل مقام مقال فلا تقرأ ولا تقرأ !!

وإذا كنت تؤمن بالقول :- كلما زاد علم المرء وثقافته زاد همه وزاد انشغاله واضطرابه فرحمة بنفسك لا تقرأ !!

إذا كنت تعتقد أن الأشجار لا تقرأ وأن الأحجار لا تقرأ وأن الأبقار لا تقرأ وأن الحمار لا يقرأ فلا تحمل أسفاراً ولا تقرأ !

إذا لم يكن يعنينك شعر ولا نثر ولا رواية ولا حكاية ولا قصة ولا يهمك لا أخبار ولا أحداث ولا أمثال ولا فصاحة ولا بلاغة ولا أدب ولا علم فالقراءة ليست من اهتماماتك عندها كل ما تبقى هو من اهتماماتك فماذا تبقى هذا إذا تبقى شيء .

إذا كانت تراودك مثل هذه الأفكار فلا تتعب ولا تحتار .

إذا شعرت أنك سعيد في حياتك بدون القراءة فلا تقرأ .

وإذا شعرت بالرضى بدون القراءة فلا تقرأ .

وإذا شعرت بأنك ما زلت موجوداً بدون أن تقرأ فهنيئاً لك بهذا الوجود ولا عليك فلا تقرأ .

وإذا ما اعتقدت أن القراءة هي مجرد هواية تمارسها في وقت الفراغ إذا توفر لك ذلك وإذا لم تكن القراءة هي بمثابة منهج حياة لديك فعش بالنهج الذي تريد ولا تقرأ .

وإذا لم تكن تسمع صوت الحاجة الملحة للقراءة أمام مغريات هذا العصر فلا تقرأ .

وإن لم تدرك أن أول أسباب الانحطاط هو الجهل وغياب الفكر فلا تقرأ .

وإن لم تدرك أن نهضة الشعوب لن تبدأ إلا من القراءة والعلم والثقافة والمعرفة فلا تقرأ .

وإن لم تستشعر عظمة اقرأ كأول كلمة نزلت في القرآن الكريم فلا تقرأ.

وإذا كنت تخشى النور وتهوى الظلام فلا تقرأ .

وإذا لم يكن بيتك المعرفة ومفتاحها القراءة فعش بلا بيت وبلا مفتاح .

إن مفتاح قيام هذه الأمة هو كلمة﴿ اقْرَأْ ﴾ ولا يمكن أن تقوم الأمة من غير قراءة , فقد قال أحد أعداء الأمة: ” نحن لا نخشى أمة العرب، لأنها أمة لا تقرأ ” فالأمة التي لا تقرأ هي أمة غير مهيبة ولا مهابة ولا مرهوبة .

إن كنت هذا كله فكلك بضع وبضعك بعض وسرعان ما يتلاشى مع الأيام !!

أن كنت بعد هذا كله لا تقرأ فأنت لا ترحم نفسك يا عزيزي ولا عليك فلا تقرأ .

‫2 تعليقات

  1. حياك الله استاذي الكريم…مقالتك عظة من ذهب.

    لم اصادف انسان واحد يسخر من القراءة….جميع من تجلس اليهم

    وتحادثهم بالموضوع يعترفون باهمية المطالعة….

    معظمنا يخلق الاعذار لنفسه وغيره لانصرافه عن القراءة..

    احدهم يقول…هموم الدنيا كثيرة لاتشجعه على المطالعة…واخر يتعذر

    بالقول..لا وقت عندي..وتراهه يقضي ساعات كثيرة امام المسلسلات

    وفي امور غير مفيدة.

    المستفبل السعيد لمجتمعنا يكون ويحصل فقط حين نجعل القراءة ثقافة

    يومية…كباقي الامم المتطورة.

  2. اذا لم نقرأ ماذا نصبح عندما نكبر …كل الاعمال بدها تعليم عشان هيك لازم نقرأ…
    انا غلطانه … ولا لع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة