هل تعرفون من أحب

تاريخ النشر: 20/08/14 | 14:35

هَلْ تعرفونَ مَن أحِبّْ
هلْ تعرفينَ مَنْ أحِبّْ
إنَّ التي أعشقُها صغيرة ٌ جميلة ٌ
تفوحُ مِسْكا ً أذفرَا
وَسَوسَنا ً وَعنبَرَا
تهيمُ بي … مَعًا نطيرُ فوقَ هاتيكَ الذرَى
فوقَ النسيم ِ فوقَ أهدابِ الغمامْ
تعانقُ الصُّبحَ وتمضي قبلَ سير ِ القافلهْ
قد حَفرَتْ تاريخَنا على جدار ِ الزَّمن ِ المُثقل ِ بالأوهام ِ والخرافهْ
تتابعُ المِشوارَ .. مُنذ ُ البدءِ عيناها تنوِّرَان ِ لي الحياة َرُغمَ
آلام ِ المنافي وَدَياجير ِ السُّجونْ
أنا الذي قد حطَّمَ القيُودَ عزميَ المَتينْ
فمع رفاق ِ الشَّمس ِ ما زلتُ أتابعُ المسيرَ والكفاحْ
قد أينعَتْ واخضًوضُرَتْ آمالُنا القديمَهْ
غدًا آمالُنا القديمَهْ
غدًا ستمضي القافلهْ
غدًا سيكتملُ النَّشيدْ

رُغمَ المَتاهَاتِ التي تختلُّ شكلَ الخِصبِ والظلالْ
أطلعُ من ليلِ الزَّنازين ِ المُحاصَرَهْ
كماردٍ يكسرُ قمقمَ الزَّمانْ
يرجعُ لي وجهي القديم .. وجهيَ المَسبيُّ والمَنسيُّ ما بينَ الخِيامْ
وأستردُّ أمسيَ المَهدودَ والمَطعونَ والمقتولَ من فرطِ الهيامْ
فأمتطي جواديَ السِّحريَّ بينَ الرِّيح ِ والسَّحابْ
فاستقبلوا فارسَ أحلام ِ العذارى فارسَ الحبيبَهْ
هذا أنا ما زلتُ رمزَ العُنفوان ِ كالنُّسُورْ
مُنتصِبًأ لم تحن ِ قامتي الدُّهُورْ
أمضي إلى حُدودِ عينيهَا وَمَعقِلي الأخيرْ
تحصننب … تأخذني بينَ ذراعَيهَا وتمضي نحوَ
جَنَّتي الأولى .. نحوَ قِبلتي الأولى .. نحوَ سمائِيَ الأولى
تفرشُ لي سريرَهَا لعاجيَّ ما بينَ النُّجُومْ
أسكرُ من رُضابِ ثغرها
شقائِقُ النُّعمان ِ تغفو حولنا قد أثقلتها بالنَّدَى ريحُ الصَّبا
برقوقُ واديها يميلُ للرِّياح ِ الدَّافئهْ
يا حُبَّيَ الأوَّلَ ، والأخيرْ
تفرشُ جسرَ العَودَهْ
ترسمُ وجهًا لبلادي لغصُون ٍ حالِمَهْ
تمنحُنا الغلالَ والخُصُوبَهْ
تمنحُنا الدِّفءَ وأزهارَ الحَنانْ
قد عَمَّدَتني بالفدَا والثَّورَهْ
نداؤُها صوتُ الكنارْ
لِريقها شهدُ الجنانْ
غناؤُها لحنُ السَّلامْ
شقراءُ تهوَى الأرضَ السَّنابلْ
قد فجَّرَتْ فيَّ الرُّؤَى والعزمَ والجَدَاولْ
هذي خُطاها في سبيل ِ الفجر ِ تمشي مع مواكبِ الحَجيج ِ والفدَاءْ
هذي خُطاهَا سَيَّرَتْ كلَّ الحُشُودِ الزَّاحِفهْ
وَعَانقتْ هامتها كلَّ البنودِ المُسرعَهْ
كم تعشقُ الأرضَ لأنَّ الأرضَ تبقى الأمَّ ، والهَويَّهْ
لها ترانيمُ الأغاني والصَّلاةْ
فهيَ لِرُوحي البلسَمُ
وَهْيَ لِشِعري المُلهِمُ
شُعَاعُ عينيها سَيهديني لِدربِ النَّصر ِ والحُرِّيَّهْ

حاتم جوعيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة