الكدمة

تاريخ النشر: 16/08/14 | 13:13

تتيح التقنيات الحديثة لنا أن نعيد نشر نصوص سبق أن نُشرت، وأن يقرأها أبناء الجيل الجديد، فلعل فيها نبضات أو ومضات شعرية، وأنا من الذين يرون أن القصيدة لها من يحبها، ومن يحفل بها، ومن يسأل عنها، فهم الأولى.
كم كان بودي لو أن كل شاعر كتب تقديمًا لقصيدته يشير ولو إيماء عن حكاية النص، ولكننا لم نفعل ذلك، وربما لأسباب فنية أيضًا،
فلأدعكم وحدكم مع نص كتبته في الثمانينيات من القرن الماضي، ونشرته في الأعمال الشعرية الكاملة. المجلد الأول. القاهرة: إصدار كل شيء- 2005، ص 256- 257.
……………………………………..

اَلْكَدْمَة
******
الكَدْمَةُ فَوْقَ جَبينِ الحُبّْ
لم تَعْرِفْ لُغَةَ الرَّحْمهْ
يا أنْتْ!
يا جَدِّي التَّاسِعَ والتِّسْعينْ
سَيِّدَ مَحْظِيَّاتِ القَصْرِ
مُنْذُ قُرونْ!
شُلَّتْ كُلُّ يَمينٍ لا تُدْرِكُ مَعْنى العَصْرْ
الدرّةُ سارَتْ بِضْعَ دَقائِقْ
كي تَسْتَنْشِقَ بَعْضَ الحُرِّيَّهْ
مِنْ فَيْضِ الشَّمْسِ وَغَزْلِ الريحْ
نسج الدِّفْءِ لِقاءِ العَيْنِ
فلماذا تُهْوي فَوْقَ العَيْنينِ بِضَرْبَهْ
عَشْوائِيَّهْ
مَنْ خَوَّلَكَ عَذابًا وعِقابًا
لجَمالٍ يَسْكَرُ مِنْ خَمْرِ
يَرْتَشِفُ الدُّنيا في صَبْرِ؟
يا جَدِّي التَّاسِعَ والتِّسعينْ !
لَيْسَتْ هذي الدرّه
مُلْكَكَ وَحْدَكْ
حقًا قَدَّمْتَ لَها شَيْئًا
ثَمَّةَ أخرى لا تَقْدِرُ أن تُسْدِيَها
دَعْها كي تَسْعَدْ
غُلَواءُ الشَّوْقِ تَرودْ
ومَعَ الشَّوْقِ تَعودْ
أهْديتُ أنا الحرفَ الأوَّلْ
كَأسًا ذَهَبية
تَرْشُفُهُ كُلَّ دَقيقَهْ
مع كل حروف العربيه
أمَّا أنْتْ
………تَحْقيقًا وَهوانْ،
وسؤالاً: أين تَأخَّرْتِ؟ وَأينَ وَأيْنْ ؟
يا سَيِّدَ كُلِّ مَكانْ
……..
مَعَ هذا لَن أهْجوكْ
مِنْكَ أتَتْني جِنِّيَّهْ
تُعْطيني صُوَرًا مَسْحورَه
مِنْك أطَلَّتْ أُغْنِيَّهْ
تُطْرِبُني ألْحانًا وَحَنانا
مِنْكَ تَوافَتْ أُمْنِيِّهْ
فلماذا تَجْعَلُها مَأْسْوره؟

ب.فاروق مواسي

faroq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة