الشعر / بقلم ابراهيم مالك

تاريخ النشر: 02/04/12 | 0:19

أعيد نشر هذه القصيدة التي ستظهر قريبا في كتابي الجديد ” الشعر كما أفهمه في موقع ” بقجة “، متوخيا أن يكون نشرها شكلا من أشكال الحوار الصامت بيني وبين الأحبة كتاب الموقع وزواره، فالتواصل الأدبي والثقافي القائم على الحوار، كلِّ حوار، شرط من شروط النجاح والتقدم والبحث الجماعي عما هو جميل ونافع في هذه الحياة.

ابراهيم مالك

الشعر هو ما لا شكل له

فـَهـْو َ لـُغـة ٌ زاخـِرة ٌ بالألوان

مـُتـَعـَدِّدَة ُ الـلـُحـون ِ والإيـقـاع

شـَديـدَة الـْقـَلـَق ِ ” كـَأن َّ الـرّيـح َ تـحـتـي ” !

وَهـْو َ مـُغـامـَرَة

كـَأكـْثـَر َ مـا يـَكـون ُ الـتـَّجـْريـب

والـتـَّجـَدُدُ بـَحـْثـا ً عـن شـِعـاب ٍ

لـَمـّا تـُراوِدْهـا عـَن ْ نـَفـْسـِهـا عـُيـون !

الـشـِّعـْر ُ يـا صـاحـِبـي لـُغـَة ُ

سـَحـَرَة ٍ ، بـَرَرَة ٍ وَغـاويـن

يـَخـوضـون َ غـِمـار َ صـَحـْراء ِ حـَيـاة

بـَحـْثـا ً عـَن ْ قـَطـَرات ِ نـَدى ً وظـِلال ِ نـَخـيـل .

الـشـِّعـْر ُ لـَوْحـَة مـوحـِيـَة ٌ بـِعـُنـْف ٍ ولـيـن

هـِي َوَلـيـد ُزَمـَن ٍ رَحـَل

آخـَر َ سـَيـأتـي

وَمـا كـان َ بـَيـْنـَهـُمـا مـِن َ انـْدِفـاعـَة ِ حـَيـاة .

الـشـِّعـْر ُ يـَهـُزُّنـا مـِن َ الأعـْمـاق ِ

حـين ُ نـُحـْسـِن ُ الإصـْغـاء َ إلـى بـَوْح ِ هـَمـْسـِه

يـَصـْدِمـُنـا ويـَتـْرُكـُنـا لـِرَجـْفَة ِ الـصـَيـْحـَة :

الـله ُ كـَم ْ وَدَدْت ُ لـَو ْ رَسـَمـْتـُه ُ .

والـشـّاِعـِر ُ هـُو َ مـَن ْ يـُحـْسـِن ُ الـنـَّفاذ َ بـِعـَيـْنـَيـْه ِ وَالـْبـَصـيـرة

إلـى أشـْيـاء َ عـالـَمـِه ِ الـصـَّغـيـرَة

الـْمـُبـَعـْزَقـَة َ عـِنـْد َ كـُل ِّ مـُنـْحـَنـى ً

يـَلـْتـَقـِطـُهـا بـِحـِسـِّه ِ الـْمـُشـْتـَعـِل ِ فـَيـُحـيـك مـِنـْهـا أنـْطـَق َ لـَوْحـة .

ألـشـِّعـْر ُ موسـيـقـاه نـَبـْض ُ دَمـي

أسـْمـَعـُهـا فـي هـمـْس ِ الـريـح وَهـْي َ تـَهـُب

فـي نـَغـْنـَغـات ِ طـِفـْل ٍ حـيـن َ يـروح فـي غـَفـْوَة

وَزَقـْزَقـات ِ عـَصـافـيـر َ تـَمـْلا فـَضـاءات ِ حاكورَتي .

أصـْغـيـْت ُ لـوَشـْوَشـات الـنـسـائـِم َ

وَهـْي َ تـُلامـِس ُ بـَتـَلات ِ الـْبـَرقـوق ِ الـْمـَعـْشـوقـَة

صـدَمـَتـْنـي بـِسـِحـْر ِ وَقـْعـِهـا سـيـمـْفـونـِيـَّة ُ الْحـَيـاة

فـَعـَلـَّمـَتـْنـي كـَيـْف َ أدَوْزِن ُ أوْتـار َ عـودي !

ألـشـِّعـرُ نـَسـيـج ُ إنـسـانـِيـَّتـي

وَهـْوَ نَشـيـد ُ حـَيـاة

بـِه ِ وَفـيـه ِ أعـيـش

وَمـِنـه ُ أسـْتـَمـِد ُّ شـُعـْلـَة َ عـيشـي .

ولأنـَّه ُ نـَشـيـدُ حـَيـاة ٍ فـَهـْو َيـَتـَجـَدَّدُ مـَعـَهـا وبـِهـا

كـُلـَّمـا نـبـَض َ قـَلـْب

إنـْشـَحـَنـَت ْ عـاطـِفـَة

وانـْبـَثـَق َ حـُلـْم ٌ وَفـرَّخ َ عـُصـْفـور .

الـشـِّعـْر تـَجـْربـَة حـَيـاة

فـَهـْي َ دائـِمـَة ُ الـتـَّجـَدُّد ِ والـتـَّوالـُد

ضـِفـافـهـا بـِلا حـدود وَهـْي َ خـُروج

عـَلـى الـْمـُكـَرَّرِ الـعـادِيِّ والـْمـألـوف ْ .

الـشـِّعـْرُ مـُذ ْ كـان

وأبـْصـَر َ مـا أصـاب َ شـَدْو َ طـائـِر ِ الـْقـَفـَص

أوْجـَدَ لـِقـيـثـارَتـِه ِ فـَضـاءات ِ شـَدْو ٍلا تـُحـَد ُّ

واسـْتـَعـار َ لـِريـشـَتـِه ِ ألـْوان َ قـَوْس ِ قـُزَح .

الـشـِّعـْرُ حـالـَة ٌ لـَيـْسـَت ْ عـاديـَّة

فـالـشـّاعـِر ُ مـِثـْل َ رسـّام ٍ ، الـذات ِ الأخـْرى ،

يـَغـْفـو سـاهـِرا عـِنـْد َ أقـْدام ِ جـَبـَل ٍ أجـْرَدَ شـاهـِق ٍ

فـَيـُبـْصـِر ُ وَراءَه ُ عـَوالـِم َ أخـْرى يـُلـَوِّنـُها بـِريـشـَتـِه ْ.

وهـْو َ مـِثـْل َ مـوسـيـقـِي ٍّ اسـْتـَعـار َ ” كـَمـَنـْجـاه ُ ”

مـِن ْ عـود ِ رمـّان ٍ تـُداعـِبـُه ُ أنـامـِل ُ عـاشـِقـَة

لـِيـَروح يـَغـْفو طـَويـلا ً على كـَتـِفـَى ْ مـَعـْشـوقـَتـِه

وَيـَبـوح َ لـَهـا بـنـَشـيد ِ حـُبـِّهـِمـا .

والـشـّاعـر ُ هـُو َمـن يـَتـْرُكـُنـا لـِصـَدْمـَة ِ دَهـْشـَة ِ

اكـْتـِشـاف ِ الإنـْكـِشـاف ، فـَنـَراه ُ فـي عـُرْيـِه ِ

وَقـَد ْ راح َ يـرقـُص ُ طَرَبـا ً فـي طـُرُقـات ِ قـَرْيـَتـِنـا

احـْتـِفـاء ً بـِمـَوْلـِد ِ حـالـَة ِ فـَرَح ْ .

الـشـِّعـْر ُ وَلـيـد ُ رَمـْز ٍ

كـَثـيـف ِ الإيـحـاء ِ وَشـَديد ِ الـشـَّفـافـِيـَة

كـأشـَد َّ مـا تـَكـون ُ صـِلـَة ُ الـرَّحـْم

بـِواقـِع ِ مـُتـَخـَيـَّل ٍ وَوَمـْضـَة ِ عـَقـْل ْ !

فـَفـاطـِمـَتـي هـِي َ رَمـْز ٌ لأكـْثـَر َ مـِن ْ رُمـوز

وَهـْي َ أمـّي انـْغـَرَزْت ُ عـَمـيـقـا ً فـي رَحـمـِهـا

لـِتـَحـْبـَل َ بـي ، فـَتـَلـِدَنـي هـُنـاك

عـِنـْد َ ضـِفـاف ِ بـَحـْرَة ٍ وَحـَيـثُ حـَبـَوْت ُ ذات َ زمـَن ْ.

هـِي َ طـائـِري ” لـَخـْضـَر ِ” الـْجـَمـيل ْ

تـَرَبـَّص َ بـِه ِ صـَيـَاد ٌ يـَعـْشـَق ُ الـدَّم َ لا الـْلـُحون

يـُحـيـط ُ جـَسـَدَه بـِلـفـائـِف َ خـُرافـَة ٍ مـُفـْتـَعـَلـَة

قـَتـَلـَه ُ قـَبـْل َ الـْفـَجـْر ِ وَ صـُدْفـَة ً يـَوْمـَهـا لـَم ْ أمـُت ْ.

هـِي َ أنـا فـي آخـِر ِ كـُل ِّ شـَطـْحـَة ِ تـَأمـُّل ٍ

وَهـْي َ مـعـْشـوقـَتـي الـْحـَيـِيـَّة ُ الـصـَّغـيرة

سـَمـَخـي ذات َ الـْجـَدائـل ِ الـسـُّمـْر

الـْمـَنـْعـوفـَة ِ بـَيـْن َ رَمـْل ٍ ومـاء ْ

‫3 تعليقات

  1. كلمات جميلة لوصف المشاعر والاحاسيس للفنان ناظم القصيد..

    تحياتي استاذي الفاضل..اتمنى لك دوام العطاء الكريم

    لك في قلوبنا خالص الحب والتقدير..

  2. العزبزين أبو أحمد وجمال ، لكما مني أصدق الشكر على كلِّ كلمة مُشَجِّعة وكم أنا مدين لموقع “بقجة ” الذي أتاح لنا فرصة التواصل والحوار ، اللذين يشكلان شرط النهوض بمجتمعاتنا . شكرا لكما وللموقع . ابراهيم مالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة