الوُلوج الى حديقةِ (شولا) الخلفيّة

تاريخ النشر: 20/03/12 | 8:45

(أُرجوزَة)

تعال يا ابن أمّي وتَذوَّق الزّيتون

زيتوني المْفُيَجَن المرصوع والمنقوع بالليمون

تعال واغمس خبز أُمّكَ الشهيِّ بلبْنةٍ من بقْرةٍ منوح

تعال واشركني بالسَّفرطاس دوماً مع خبزك الطابون

ألا ترى شولا..؟!

تختلس غياب زوجها الطّويل

تقرفص بشورتها المفصَّل المبلول فوق حافّة البلكون

تودّ لو تبيع نفسها من أجل لقمةٍ في قاع السفرطاس

وتصنع القهوةَ باستعجالٍ ممزوجةً بشعر جَرْوِها (بوسي)

تأتي الى الحديقة إلينا لنرميَ قهوتها في عشبها المجنون

ونصنع قهوتنا مزاجنا

…..

شولا تحب أكلنا وكلامنا المعسول والمغزول

تحب فينا الجبروت في العمل

كم مرّةً قالت لنا -أنتم رجالٌ أشدّاء

شولا تحبّ فينا التشاقيع

تحبّنا ببساطةٍ..

في الانبطاحِ

في حديقة الشجر الاستوائيِّ

في ظلّ بلّوطةٍٍٍٍٍٍٍ

مقلوعةٍ من تلّة (عزّون)

وتحبّ قهوة أمّنا

وشاينا بعشبة الجبال

وتمرّ كل خميسٍ

في الطريق الى الشّمال

لتَبْتاعَ كرزاً

من بسْطَةٍ ريفيّةٍ

على وادٍ مغيَّبٍ يتوه في التِّلال

تعال يا ابن أمّي

انظر الى شفاهها شولة

إذ تنحني لشحطةٍ طويلة

من منفس الأرجيلة

أرجيلةٌ في الشغلِ يا ملعون ؟!

..

وزوج شولا طائر الكوكو

يطير كلّ أُفْقٍ

إلى عشّ السنونو

ليبيض بيضة النّار

على متن الغمام

ويعود لأطفاله فيسألونه-

أين كنت يا أبي ؟

-في رحلةٍ فوق سماء غزَّهْ..

بنكتةٍ مع ابتسامة الجليد

ومقلتينِ لدميةٍ حمقاء

فيقهقهون

وتقهقه شولا

وزوجها المأفون

…….

سأفضحُ شولا..

شولا أحبت راهباً

في رحلةٍ للهند

عبثاً تعلّق فوق باب البيتِ

تمثالًا لـِبـوذا

شولا تقبّل حرز باب البيت

في كلّ صباح

وتزيّن الصدر السَّخي

عيناً وكفَّ يدْ

شولا تحب الزعتر الريفيّ

مع خبز الطابون

دوماً تهزّ ببطنها

ليلاً تعبئُ رأسها

كيفاً ورقصاً مسَّها

في جلبة الغوغاءِ والهوامْ

في جاوا وأمستردامْ

شولا تعلّق صورةً لجروها

في ردهة الصالون

شولا تحب عرب البازار

شبقاً تمارس حبّها

فرادى أو زُمَرْ

شولا تصاحب عاملاً

من الغابون

لا تسمع الأخبار

شولا تصدّق زوجها

وتموت في صخبٍ ..بموسيقى العبور

شولا تريد لفافةً من الحشيش

شولا تحلّق ذروةً حين تخون

وزوجها محلّقٌ في ذروة الجنون

………

تعال يا ابن أمي

وانظر ما يفعلون

شولا تداعب جروها الحليق

بأنامل النعناع

وزوجها يحرقنا ببراثن المنون

‫8 تعليقات

  1. بدأت اتعلق بالشعر وانتظره من قرائاتي لزاوية الشعر في موقع بقجة
    بعضهم انتظر شعرهم وبعضهم تمتعني كلماتهم
    فاصبحت ارى بنفسي انني “متذوقة للشعر” وليس بالضرورة المُقفى كالاشعار التي درستها بالثانوية
    لكن هذه القصيدة لم افهمها!! او لم تمتعني كقصيدة
    ارجو ان لا يكون تعليقي يزعجكم فانا لست شاعرة ولا يحق لي النقد
    فيا ليتني اتلقى الرد من احدكم ..ربما انتم مثلي ام انني مخطئة؟

  2. أستاذي الشاعر أحمذ فوزي أبو بكر ,
    أحييك من قلب صادق على هذه الكلمات التي تحمل في ثناياها أبعادا ومعاني عميقة , فأنت دائما متألق بأشعارك .
    أشكرك أخي لمباركتك لي على الديوان الذي سيرى النور قريبا بعون الله , وأنت من أوائل الأعزاء الذين سأتشرف بأهدائهم ديواني .
    لقد وعدتني بأن تصاحبني إلى المطبعة , ووعد الحر دين عليه , وسأخبرك عندما أكون جاهزا تماما لهذا الأمر بإذن الله .

  3. شكرا أستاذي الشاعر أبا الفريد،أتشرف بذلك ،وحين تقرر الطباعة اتصل بي وسأكون معك خطوة تلو الأخرى ، يسعدني لأن كتابك سيثري المكتبة العربية بالتأكيد

  4. قراءة هذه القصيده مره واحده غير كافي حتى نستلذ بكلماتها الرائعه انها تحوي ابعاد مختلفه وعميقه جدا جدا احييك استاذنا الفاضل انت مبدع لا جدال اشعار عمالقه الى الامام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة