أنتِ حيفا

تاريخ النشر: 12/02/12 | 15:40

نقّلـتُ قلبي حيثُ شئــتُ من الهوى          ما الحـبُّ إلاّ لـوعةٌ وعــــذابُ

نقّلتُ قلبي حيثُ شاء تلوّعـــــي               وكما يشاءُ فؤادُها فَيـُجـــــابُ

وعرفتُ ألفَ محطّةٍ ومحطّــــــةٍ                    وبها اختَتَمتُ وتُحفظُ الأسبـــابُ

عذراً لعنترةَ المتيّمِ في الهــــــوى               فالحُـــــــبُّ آخرُ نوبةٍ تنتابُ

* * * *

يا وجهَ حيفا وابتسامةَ كرمـــــلٍ                 حَسَدَتْهُ في هذا السّموّ هضــــابُ

يا أيّها البدرُ، استدارةَ وجههـــــا                 حيفا المليحةُ والورى أحبـــــابُ

أهديك قلباً لو عرفتِ جراحَـــــهُ                   لبدا بعينِك للدّموعِ خضـــــابُ

يا وردةً لسعَ الزّمانُ خــــدودَها                   ليمــــوتَ في شهدِ الشّفاهِ رضابُ

وتنافسَتْ فيها الرّماحُ لقتلهـــــا                 وتنافسّـــــتْ في الحاجبينِ حرابُ

* * * *

قومي إلى الوجع القديمِ تقــــدّمي              لولا السّبــــاتُ لما نمت أعشابُ

عيناك مسألة الزّمانِ وعقـــــدةٌ                  فالعيْــــنُ تُرمَى والقلوبُ تُصابُ

والشّهدُ يسعى فيهما في نشــــوةٍ            مسحورةٍ عندَ المساءِ تُهـــــابُ

شهدُ العيونِ لثمته لكنّــــــني                   النّحلُ يلسعني ويُغرَزُ نــــــابُ

فالنّحلُ صارَ تمرُّداً مثل الـــــذّئابِ                لَشدَّ ما تُردي الظّباءَ ذئــــابُ

* * * *

عجبًا لهذا الدهر أرق مقلتي                     تشقى الأسودُ وتستريح كلابُ

وتحرَّقُ الأطيار في أعشاشها                   ويسودُ قردٌ يُتّقى وغرابُ

طمس الحكيم وكسّرتْ آماله                    وعلى العروش يعربد الكذابُ

يا ويحها من حقبة كذابة                          فيها يسود على الفراش ذبابُ

لا تقلقي حيفا جُرحتُ فأينعتْ                  من وحي جرحي ثورةٌ وشبابُ

وغدا لنا العمرانِ مثل حكايةٍ                     لا تنتهي فتلوّعٌ وعذابُ

عمري وعمرك مثل ثلجٍ ذائــــبٍ                 والشّمسُ تلفحُ والثّلوجُ تُــــذابُ

وغدوتُ يا حيفا الجنونُ سجيّـــتي             وتحاكُ عندي للجنونِ ثيـــــابُ

فجُنِنْتُ في هذا الهوى نعم الهـــوى           هل في الجنونِ ملامةٌ وحســـابُ ؟!

يا كرملَ العينينِ خذني في المـــدى          شمساً عليها يستريحُ سحـــــابُ

خذني إليك وضمّني في لهفـــــةٍ              ما عادَ يجدي حــــاجزٌ وحجابُ

مهما يطُلْ حيفا الفراقُ وبعــــدُن                لا بُدّ تفتحُ للقا الأبــــــوابُ

بقلم  الشاعر   مسلم محاميد

تعليق واحد

  1. قصيدة وردية الالوان ..رائعة جدا ..بها ابداع لغوي بليغ..بها وصف جميل للطبيعة

    والزهور البشرية..

    جدير بنا ان نعيش العمر بمشاعر السعادة..ننعم بخيرات الكون ..نفرح مع الزهور

    في ربيع الحياة..العمر قصير مثل الثلج ..

    حياك الله استاذي الكريم..اتمنى لك دوام التالق والعطاء الخالد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة