نقد وتحليل لقصيدة أطلب العلم للشاعر زهدي غاوي

تاريخ النشر: 12/02/12 | 11:44

أطلب العلم! توجُّه عقلاني مفيد، يتوجّهُ بهِ ألشاعر زهدي غاوي  لكلِّ مَنْ يُريد، ناصِحاً إيّاه أن يأخذَ َ من العلم ويستزيد، ولصِياغة موضوع عقلي وليس وجداني –شعوري بقصيدة موزونة – مُقفاة نحتاجُ ‘لى مقدرة خاصّة وتمكُّن في مجالي الشِعر واللغة .. ، وهذان متوفِّران لدى الشاعر زهدي ،فقد صاغَ أفكاره في هذه القصيدة الجميلة على بحر الرمَل، وهو وزنٌ لطيف ذو جرسٍ ظريف .. ، وتفاعيله: فاعِلاتن / فاعلاتن/ فاعلُن في صدر البيت، تتكرر في عجزه،

وياخذنا هذا الوزن بشكل تلقائي إلى رائعة إبراهيم ناجي ألأطلال والَّتي تشدو بها أُمُّ كلثوم ..ومطلعها : يا فُؤادي لا تسل أينَ الهوى * كان صرحاً من خيالٍ فهوى .. أفلو أنّ هذا الصرحَ لم يهوِ ., أكان إبراهيم ناجي يتحفنا بهذة الرائعة ..؟ ، إنّ الشِعر الجيّد هو ألّذي يخرجُ من رحِمِ المعاناة ..

أمّا شاعرنا –زهدي أدامه ألله فهو من محبّي العلم والتعلّم والأدب إلى ابعد  الحدود .. فهو يقول: أطلب العلمَ من المهدِ إلى …)، مستشهداً بالحديث الشريف : أُطلب العلمَ من المهد إلى اللحد ) ، ولا يقفُ شاعرُنا عندَ الحضِّ على العلم، وإنّما ينهى عن معاشرة الجاهل، حتّى لو كان أخاك.. ( لاتعاشر جاهلاً حتى أخاك )، ثمّ يواصلُ نصائحه للقارئ، فينهى عن الغرور ..  (لا تقل إنّي بلغتُ ألأنجما )، وكذلك بعدم فتور الهمّة عن التعلم بدعوى ألهرم والكِبر، ( لاتقل أنّكَ شيخٌ قد هرم )، فنحن أمام حِكَمٍ ونصائحَ ثمينة، يقدِّمها لنا شاعر مجرِّب .. ، ولحرصنا على أن تكون قصيدة شاعرنا –زهدي خاليةً من بعض التشويشات في الوزن، والّتي وقعت في القصيدة، فأنّي ألفت نظره إليها: في الشطر الثاني من القصيدة، صدر البيت : إنّما العيبُ تكون جاهلاً ..)كما ورد في القصيدة، هنا حصل تشوّش في الوزن يمكن أن يلحظه ذو ألأذن الموسيقية، أو مَنْ يعرف ألأوزان، ويمكن تصحيحه بإبدال كلمة تكون بكلمة: بقاؤكْ ،فيصبحُ صدر البيت  هكذا: إنّما العيبُ بقاؤكْ جاهلاً، فيستقيم الوزن .. ، وكذلك صدر البيت السابع: يستفيد الناسُ من خيرٍ )، هنا أيضاً تشوش الوزن وجاء مبتوراً، ويمكن تصحيحه بإضافة كلمة (أتى )، فيصبح صدر البيت هكذا :  يستفيد الناس من خيرٍ اتى ، وهكذا يستقيم الوزن،  وهكذا تصبح القصيدة سليمة وجميلة ومفيدة، ومعبّرة عن حكمة وتواضع  وتمكُّن صاحبها، ألّذي نتمنّى له دوامَ العطاء.

اقرأ القصيدة أطلبِ العلمَ للشاعر زهدي غاوي

‫4 تعليقات

  1. يا له من معلم يشهد له المعلمون , يا له من أديب وكاتب وشاعر وناقد يعلم التشويش في الموزون , يا له من حكيم ذي عقل سليم يفصح ويصلح ويكشف الستار عن المضمون , فمن يكن غير الذي يغترف من بحر علمه والمخزون , إنه أستاذ أحمد سلامة الذي تحكي عنه السنون والآباء والبنون والذي تهوي إليه الأفئدة وتقر به العيون .
    أستاذي الغالي , لقد علمت بأخطائي مسبقا إلا أنني عجزت عن إيجاد كلمات ملائمة لتصحيحها وهأنت أيها العبقري النادر أرشدتني إلى الصواب وساقوم بتبديل كلماتي لأضع كلماتك لأنها حقا هي الأصح والأفضل , وليس لدي كلمات تعبر عن مدى شكري وتقديري لك واعتزازي بك , أتمنى أن تظل ذخرا للعلم والتعليم ونفعا للمخطئين , آمين

  2. أستاذي أحمد سلامه , بعد مراجعتي للنسخة الأصلية للقصيدة وجدت أن هناك كلمة لم تكتب في الشطر السابع وهي (العطاء) إذ أن ألصدر مكتوب عندي هكذا :
    يستفيد الناس من خير العطاء …… إلخ
    أرجو أن يكون هذا سليما , ولقد حذفت الكلمة بالخطأ

  3. ألأخ العزيز -ألشاعر زهدي غاوي أدامه ألله ،

    تحياتي واحترامي ..

    كان واضحاً أنّه أُغفلت كلمة سهواً .. ، من الشطر –7–صدر البيت ..،

    وهذه الكلمة –العطاء تفي بالغرض ..، وبها يستقيم البيت ..،

    ولا يشكُّ أحدٌ في تمكنكَ في هذا الميدان .. وإنّما يحصل أحياناً سهو ..

    دُمتَ للشعر ، وللفكر وللتواضع ، ولمكارم ألأخلاق ..

    لكَ مودّتي وتقديري .

  4. حياكم الله اخواني الكرام على روح الاخاء والتاخي..دمتم اهلا للشعر والادب ومكارم

    الاخلاق..نقدا موضوعي بناء للتصحيح ونجاعة الامر..وتقبل الارشاد بروح رياضية مع

    كلمات تقدير وشكر جزيل..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة