يا (جَوانُ )

تاريخ النشر: 11/02/12 | 16:09

أين أنتِ يا جَوانُ

أيها البئرُ التي أسقت حروفي

وسقاها الأرجوانُ

بقجةٌ تشكو وقلبي والمكانُ

يا طُيورَ الماءِ طارتْ

ليس يشبهها حسانُ

يا بياناً ليسَ يعدِلُهُ بيانُ

وببالي أنتِ ليلاً ونهارا

كنتِ لي طلّةَ عمْرٍ يتوارى

أسرابٌ أنتِ أم أنتِ دليلي والزمانُ

أنتِ ضوئي وسراجي والأمانُ

***

أنتِ نهري جفَّ لم تنطقْ ضفافُهْ

وقطاري والحكايا وائتلافي وائتلافُهْ

أترى سافرتِ للماضي،وأطلقتِ شراعَهْ

وأنا مَن ضيّعَ الشعرُِ يراعَهْ

لستُ أدري كيفَ صارا

كنتِ في القصةِ ظلاً ومحلا

وشتاءً صار أحلى

وربيعاً حلَّ من بعد خريفٍي

أورقت فيهِ حروفي

حملتني لبعيدِ

حيْثُ بحرُ الحبِّ يروي

قصةَ الشطِّ السعيدِ

فاذكريني وأعيدي

قلبيَ المكلومُ يدعوكِ فعودي

***

لا تخافي

دافءٌ هذا الجناحُ

والرياحُ…

سرقت كل القوافي

بعد أن غبتِ غياباً علويا

سقطتْ أزْهارِيَ لكنْ

بقيَُ العودُ قوِيّا

جبلُ الروحِ عَتِيا

والقصائدْ

تتواردْ

مثلَ شلالٍ عنيدِ

يبعثُ النشوةَ نارا

فاذكريني ولتعودي

فيكِِ قد عاد ربيعي … يا جُوانُ!

***

أين أغربتِ وغابتْ

شمسُ أحلاميََ أينا

يا جُوانَ الحبِّ ضُمّي عَبْرَتَيْنا

كِلمةٌ طارتْ وصارت كِلْمَتَيْنا

إنها الأقدارُ منها قد أتينا

أنتِ في الغيبِ لحبي كُتِبَتْ

واستجابَ الغيبُ لمّا أشرقتْ

فتعالََيْ نقطفُ الحبَّ ثماراً أينعتْ

يا جُوينا

إنَّ للعذالِ عينا

***

إنه الحبُ القديمُ

كانَ في البالِ، وكنتِ

جنةً العشقِ وطرتِ

للأعالي يا ملاكي، قبلاتٍ قبلاتْ

وابتسمتِ

حينما مرَّ زمانُ الشّعراءْ

وأفقتِ

قبل أن تمَّ اللقاءْ

***

قد مضى عُمرِيَ وهماً وهباءْ

غيرَ يومٍ ربما يغدو كبيراً أيِ يومِ

يوم أضواؤكِ تحنو للقاءْ

ملاحظات للفائدة :

استعمالي لاسم جَوان، جَوان بفتح الجيم كمؤنث فيه تجاوز على العربية الكلاسيكية، لأنه مذكر ، وذلك بضم الجيم.

جاء في لسان العرب:

جَوان( بفتح الجيم هي جمع جانٌّ وهي الحية البيضاء)أو ربما جمع جنّة.

جُوان بن عمر بن أبي ربيعة(مذكر) أبو جوان= عمر بن أبي ربيعة

( شَهِيدي جُوانٌ على حبّها … أليس بعدلٍ عليها جُوَان )

(جون ) الجَوْنُ الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ والأُنثى جَوْنة

ومعناه ( نهر في الجنة أو مغيب الشمس عند العرب أو الفتاة الجميلة باللغة التركية !!) مهما يكن فالاسم جميل للمؤنث حديثاً.

‫10 تعليقات

  1. أين أنتِ يا جَوانُ
    أيها البئرُ التي أسقت حروفي
    وسقاها الأرجوانُ
    بقجةٌ تشكو وقلبي والمكانُ
    عند قرائتي لقصائدك استاذي سامي ادريس تهدا نفسي وتطفو كما تطفو ورقةً سقطت من شجرة في فصل الخريف على وجه الماء , فياخذها النهر حيثما يشاء , وكذلك قصائدك , تاخذني حيثما انت تشاء ان تاخذنا باحاسيسك الرائعه , مميز ما تضعه في قصائدك وسر دفين لا يعرفه الكثيرون .بارك الله فيك.

  2. الشاعر أبا البراء تعليقك رائع كل الروعة، فإنك تلمح الى وظيفة القصيدة والشعر بعامة، وظيفته أن يأخذنا الى عوالم سحرية، ويهزنا تماماً كتشبيهك الجميل للورقة التي تطفو على سطح النهر تأخذها أمواجه أنّى شاءت… مرةً أخرى أشكرك أيها الشاعر والمعلق الساحر.

  3. يا ميرا! جميلة وعذبة هي تعليقاتك. تقصدين بالتوضيح ما ذُكر أدنى الصفحة حول اسم جوان بفتح وضم الجيم.. الاسم جميل للبنات أيضاً رغم أنه للذكور في القديم.

  4. كنت في القصة ظلا ومحلا
    وشتاء صار أحلى
    وربيعا حل من بعد خريفي
    أورقت فيه حروفي
    حملتني لبعيد . . .
    وأنا أقول ولست أسلى
    إن لك طلةً ياقوتة
    بل تالله أغلى
    وإن لديك كلمة
    تترنح لها الأرواح
    وبغير النبيذ ثملى
    فغرد أيهذا البلبل الصداح
    واملأ الكون الحانا
    من الصباح إلى الصباح
    وعلى أولاة الشعر تجلى

  5. شكراً يا أبا فريد أنت والله أحلى بل الأحلى،بل زينة موقع بقجة وبلبلها الصداح. ماذا نفعل والحب يغزو الخريف قبل الربيع، وبعدها ربما نُضطر لأن نقول:

    أذكرونا مثل ذِكرانا لكم رُبَّ ذكرى قرّبتْ من نزَحا
    واذكروا صبَّاً إذا غنى بكم شربَ الدمعَ وعافَ القدحا

  6. استاذي العزيز..حياك الباري وجمل ايامك بالحب الصادق والشعر الاصيل.

    قرأت قصيدتك عدة مرات..حاولت ان افهمها بمشاعر الحب..ادركت انها عميقة تدل

    على روح عاشقة للحياة الكريمة..

    الحب الحياة..الحياة الحب ..هو المياه العذبة لصحراء الحياة..

    قصيدتك اشعلت نار الهوى في قلبي..احيت الذكرى لايام خوالي من ربيع العمر..

    دفعتني افتش عن وشم رسمها المحظور..لا لم تكن سرابا او حلم نرجسي..

    لا زلت اشم عبير ذكراها..لا زلت اترنم بهجة مع كل قصيدة طيبة بها ابيات من

    شعر الهوى..

    استاذي الفاضل..نحن مع الغنوة الطيبة..مع الشعر البهيج..مع الربيع وازهاره..مع

    الكلمة الطيبة التي تبعث الغبطة في النفوس..مع الادب الرفيع..مع البلابل ورياحين

    الوادي..

    مجتمعنا يتقدم ازدهارا ويتطور بالثقافة والعلم والمعرفة..ربوعنا تعيش الحياة الكريمة

    بالثقافة ..

    اتمنى لك الحب الصادق ودوام الصحة والعافية..ودوام العطاء الكريم..

    لك مني خالص الحب والتقدير والود الجميل..بوركت وقدما الى الامام .

  7. القصيدة يا عزيزي أبا باسل ساخنة، أعني أنها خرجت لتوها من الفرن الشعري وليس الذري، ولكنني (بهرجتها) بشيءٍ من بهار الماضي وذلك( لإبعادها عن مواطن الظن).
    اقول لك ما قلته لأبي فريد: ماذا نفعل والحب يغزو الخريف قبل الربيع!
    ولكن دعنا نمتّع ناظرينا بهذا الصباح المشرق وبهذه الرياحين التي خُلقت لنا
    وأذكر قولة الشاعر:
    إنّ النساءَ رياحينٌ خُلقْنَ لكمْ وكلُّكم يشتهي شمَّ الرياحين
    فلنتمتع بالصبح والشمس لا نخف أن يزولا حتى يزولا
    أو فقل معي:
    تمّتعْ من شميمِ عرارِ نجدٍ فما بعدَ العشيَّةِ من عرارِ

  8. ساخنه فعلا والله اشعر بدفء الكلمات الرائعه من بعيد
    تحية اجلال وتكبير استاذ سامي مهما وصفت هذه القصيده فلن اعطيها حقها
    دمت ذخرا واحييك من القلب على هذه التحفه الرائعه
    البارحه ما كان ينقصنا الا وجودك بيينا
    شكرا

  9. سوف نلتقي يا قاسم، وأنا كأنني كنتُ بينكم، وأسعدني أن أرى أبا شادي(أحمد حسين)وابن عمه ماجد . أليس هذا هو؟ وقد فعلت السنون فعلها.
    لقد أسعدني رؤية الصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة