محميّة كردانة

تاريخ النشر: 08/02/12 | 3:44

تقع محمية كرادنة  (שמורת עין אפק)  الى الشرق من الشارع الواصل بين عكا وحيفا، على بعد 2 كم شرقي مستوطنة “تسور شالوم” , على بعد 12 كم جنوب تل عكا.

يمتد سهل عكا من منطقة رأس الناقورة شمالاً حتى الكرمل جنوباً، تحدد من الشرق التلال السفلى للجليلين. تخترقه بعض الأودية الرئيسية ، أهمها وادي كركرة ، وادي القرن، وادي المفشوخ (الجعتون)، الذي يقطع مدينة نهاريا من الشرق الغرب، وادي المجنونة (يمر في قرية المزرعة) نهر ابتعامين، ونهر المقطع. يتسع سهل عكا تدريجياً عن الشمال إلى الجنوب تتوسطه بعض التلال الأثرية، مثل تل الزيب تل الفخار، تل كيسان وتل كرادنة.

تمتد على طول السهل بمحاذاة الشاطئ سلاسل كركارية أبرزها سلسلة التلال التي أقيمت عليها غالبية المستوطنات والمدن المحاذية للبحر مثل: الزيب، نهاريا، عكا حتى حيفا ، هذا ويمر طريق الشاطئ على هذه السلسلة .

يرجع تاريخ تل كردانة إلى الفترة البرونزية الوسطى، أي قبل حوالي 4000 سنة. وقد اختير هذا الموقع للاستيطان قديماً لأسباب عديدة أهمها: القرب من مصدر المياه وجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، قرب الموقع من ميناء عكا ومن الطريق التجاري الرئيسي القديم (طريق البحر). تم حفر التل في أوائل القرن العشرين، عثر على بعض الصكوك النقدية وقطع الفخار التي تبين أن على هذا التل كانت قد بنيت مدينة كبيرة وواسعة.

نلاحظ اليوم وجود بناية كبيرة من الناحية الشمالية لهذا التل ، يعود تاريخها إلى عهد الصليبيين، بنيت لتكون اكبر مطاحن القمح في منطقة عكا. ذلك لسد الحاجة، خاصة وأن عكا أصبحت عاصمة الصليبيين ومركزهم الرئيسي في فترة حكمهم الأخيرة لبلادنا. وبعد خروج الصليبين من بلادنا استمر أصحاب هذه الديار بتشغيل هذه المطاحن، وفي أواخر الفترة العثمانية كانت تتبع للإقطاعي اللبناني سرسق الذي أوكر إدارتها وتشغيلها للسكان المحليين من الغوارنة حتى عام 1925 م ، حيث باعها ضمن ما باعه ليهود.

تبلغ مساحة محمية كردانة 660 دونم، وهي من بقايا المستنقع الذي غطى سهل عكا في الأزمة السابقة. هذا ويبلغ عدد الينابيع فيها 34 نبعاً مصدرها من المياه الجوفية في سهل عكا والمنحدرات الغربية لمنطقة جبال الجليل الأسفل، يتدفق من هذه الينابيع ما مقداره (2.5) مليون متر مكعب من المياه في السنة، تجري نحو البحر مكونة ما يسمى بنهر النعامين.

في سنوات الثلاثين من القرن العشرين، استغل الانجليز مياه الينابيع المذكورة في عملية تبريد مصافي البترول في خليج حيفا واستمر استغلال هذه المياه حتى عام 1959 م. وفي سنة 1960 م استغلت شركة “مكوروت” المياه لزراعة والشرب الأمر الذي ساهم في عملية تجفيف مستنقعات سهل عكا.

بقلم  جودت حمود من جمعية حماية الطبيعة, وتصوير رشيد بيدوسي

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة